كيف يُهدد ريال مدريد مستقبل برشلونة لأعوام طويلة؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-02 14:40
جانب من الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة (Marca)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

توج ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا مرة أخرى للمرة الـ15 في تاريخه، ويبدو أنه يستعد للبناء على هذا الإنجاز، حيث ستتنامى قوته ولفترة طويلة ربما.

لم يكن النجاح الفائق الذي حققه ريال مدريد في موسم 2023-24 متوقعًا حتى في سانتياغو بيرنابيو نفسه؛ ففي نهاية الموسم الماضي، كانت التوقعات بعيدة عن أن تكون مشرقة، حيث تعرض ريال مدريد لهزيمة ساحقة 4-0 أمام مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وودع البطولة بشكل سيئ، بينما فاز برشلونة بقيادة تشافي بسهولة بلقب الدوري الإسباني.

لكن ريال مدريد عاد بطريقة رائعة وتفوق محليًّا وقاريًّا، ويبدو أنه في طريقة لهيمنة أخرى قد توسع حتى فارق الـ10 ألقاب في دوري أبطال أوروبا بينه وبين برشلونة، لعدة أسباب يستعرضها التقرير الآتي:

قوة موقف ريال مدريد المالي

كان من المفترض أن يمر ريال مدريد بفترة انتقالية، بعد خسارة عدد كبير من نجومه موسمًا تلو الآخر. لكن الطريقة العقلانية التي تم بها التعامل مع النمو وبناء فريق جديد، خاصة بالمقارنة بما حدث في برشلونة في السنوات الأخيرة، كانت أساسية لاستمرار قوة مدريد داخل الملعب وخارجه.

قرر الرئيس فلورنتينو بيريز، من أجل مصلحة النادي، بيع كريستيانو رونالدو مقابل أكبر قدر ممكن من المال، ليجني 100 مليون يورو، في المقابل كان برشلونة عاطفيًّا مع ميسي، وأبقى عليه لأطول فترة ممكنة مقابل راتب كبير، وعندما رحل حدث ذلك مجانًا من دون أن يستفيد برشلونة منه.

بالإضافة إلى بيع رونالدو إلى يوفنتوس في عام 2018، كان ريال مدريد أيضًا قاسيًّا مع اللاعبين المخضرمين الآخرين، على سبيل المثال، تحصل على 70 مليون يورو من مانشستر يونايتد مقابل ضم كاسيميرو، الذي كان يبلغ من العمر 30 عامًا، في صيف عام 2022.

وبفضل هذه السياسة، انخفضت فاتورة رواتب اللاعبين من 519 مليون يورو إلى 453 مليون يورو لموسم 2022-23.

لقد تمت إدارة مدريد مع وضع الصحة المالية للنادي كأولوية، وهو ما لم يحدث في برشلونة بوضوح. انظر إلى علاقة كل ناد بأكبر نجومه.

بورخا غارسيا، قارئ في السياسة الرياضية والحوكمة في جامعة لوبورو

في هذه الأثناء، استثمر ريال مدريد في التعاقد مع أفضل اللاعبين الشباب في العالم، على غرار فينيسيوس جونيور، رودريغو، كامافينغا، تشواميني وبيلينغهام. بالإضافة إلى الاستفادة من فرص السوق، مثل وصول تيبو كورتوا وديفيد ألابا وأنطونيو روديجر بأسعار منخفضة.

وتعد سياسة التعاقدات هذه أكثر حذقًا بكثير من سياسة "الغالاكتيكوس" خلال فترة ولاية بيريز الأولى كرئيس من 2000 إلى 2006، عندما كان يوقع كل صيف مع نجم كبير بمبلغ ضخم.

بيريز أدار ريال مدريد ماليًّا بطريقة مثالية. بات يعرف كيف يجلب الإيرادات. على سبيل المثال يعد استخدام الملعب في غير أيام المباريات، بموقعه الممتاز في وسط المدينة، من الأولويات أيضًا. حيث تم استضافة أكثر من 50 حدثًا غير رياضي كل عام. لذلك تصدر ريال مدريد قائمة ديلويت لأعلى الأندية في الإيرادات عن موسم 2022-2023.

فريق بطل وصغير

يبدو المستقبل في مدريد أكثر إشراقًا، نظرًا لأن اللاعبين الأساسيين جود بيلينغهام، وفينيسيوس جونيور، وفيديريكو فالفيردي، ورودريغو، وإيدير ميليتاو، وأوريلين تشواميني، وإدواردو كامافينغا، جميعهم لا يزالون في أوائل العشرينيات وحتى منتصفها.

كما أنهم الآن على وشك الإعلان عن التعاقد مع أفضل لاعب في العالم وهو كيليان مبابي، وسيصل لاعب برازيلي رائع آخر وهو قلب الهجوم إندريك، الذي سيبلغ 18 عامًا في يوليو المقبل.

تتناسب فترة الانتقالات الصيفية الماضية مع النموذج الجديد، حيث كان أنشيلوتي يرغب في إنفاق 100 مليون يورو على قائد منتخب إنجلترا هاري كين البالغ من العمر 30 عامًا، لكن بيريز فضل استثمار مبلغ مماثل في بيلينغهام (الذي يصغره بعقد من الزمان).

وكانت الصفقات الأخرى ذكية أيضًا؛ إذ وصل المهاجم الاحتياطي المخضرم خوسيلو مقابل رسوم إعارة قدرها 500 ألف يورو، ودفع ريال مدريد 20 مليون يورو لضم الشاب التركي الموهوب أردا غولر.

تظهر بيانات من مؤسسة Football Benchmark أن 55 بالمئة من إجمالي إنفاق مدريد على الانتقالات على مدى السنوات الست الماضية، تم إنفاقه على لاعبين تبلغ أعمارهم 21 عامًا أو أقل.

تبلغ القيمة الحالية لفريق مدريد (حسب تقديرات Football Benchmark) حاليًا 1.1 مليار يورو، ما يجعلهم في المركز الثالث خلف مانشستر سيتي وأرسنال. لكن من المؤكد تقريبًا أن فريق الميرنغي الحالي سينتقل إلى صدارة تلك القائمة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مع نضوج لاعبيه الأصغر سنًّا وتحسنهم؛ فضلًا عن وصول مبابي الذي سيضيف حوالي 220 مليون يورو أو 230 مليون يورو إلى قيمة بطل أوروبا، بالإضافة إلى جودته الهائلة على أرض الملعب بالطبع.

كل هذه الأسباب تجعل ريال مدريد يهدد مستقبل برشلونة على المدى البعيد؛ إذ يعاني البلوغرانا من أزمات مالية خانقة، فضلًا عن أن معدل أعمار لاعبيه أكبر مقارنة بريال مدريد.

شارك: