تحليل | دورتموند نسي القاعدة الأساسية لهزم ريال مدريد

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-02 01:57
من مواجهة ريال مدريد وبوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أصّل ريال مدريد حقيقة ريادته لكرة القدم الأوروبية بتتويجه الـ15 بلقب دوري أبطال أوروبا في تاريخه، بعد الفوز على بوروسيا دورتموند بهدفين دون رد في المباراة النهائية التي جمعت بينهما على ملعب ويمبلي في لندن بفضل توهجه في الشوط الثاني.

وباللقب الـ15 يكون ريال مدريد قد حقق اللقب أكثر من ضعف عدد المرات التي فاز بها أي نادٍ آخر (ميلان صاحب المركز الثاني برصيد 7)، كما عزز مدربه كارلو أنشيلوتي رقمه كأكثر مدرب تحقيقًا للقب بـ5 مرات، 3 منها وهو مدرب لريال مدريد.

داني كارفاخال الجناح الوهمي ضد بوروسيا دورتموند

فاز داني كارفاخال، الظهير الأيمن للميرينغي بجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، حيث سجل الهدف الحاسم، وقدم عرضًا دفاعيًا قويًا عند الحاجة، لكن هذا ليس السبب وحسب الذي جعله يتفوق على نفسه.

قدم الظهير الإسباني أداء ديناميكيًا ومنضبطًا وملتزمًا للغاية وخرج باللحظة الحاسمة في المباراة، وأظهر الإيمان والترقب عندما سجل، لكن المفارقة أن خارطة التمركز جعلت كارفاخال وكأنه جناح أيمن في معظم الوقت كما توضح الصورة أدناه.

خريطة هجمات ريال مدريد
خارطة هجمات ريال مدريد ومتوسط التمركز

لم يجد كارفاخال المساندة كثيرًا من فيدي فالفيردي، لكنه مع ذلك كان متألقًا في جعل ريال مدريد لا يركز فقط على جهة فينيسيوس جونيور على اليسار، بل يتضح من الخارطة الخاصة بهجمات ريال مدريد توازن كبير صنعه كارفاخال بتمركزه وصعوده هجومًا وعودته للدفاع.

رودريغو الذي لعب في جهة كارفاخال كان في أسوأ أحواله ولم يقدم التأثير الكبير استمرارًا لتراجع مستواه في الأسابيع الأخيرة، وكل هذا يجعل ما قدمه كارفاخال بخلاف الهدف الذي سجله محل إشادة كبيرة.

هذا هو ريال مدريد كما يقول الكتاب

النهائيات تُكسَب ولا تُلعَب، هذه المقولة ربما صنعها ريال مدريد نفسه، واستفاد منها مانشستر سيتي العام الماضي عندما تفوق على إنتر رغم أن الفريق الإيطالي كان الطرف الأفضل والأشد خطورة.

لم يسدد ريال مدريد أي تسديدة على المرمى في الشوط الأول، وسنحت لدورتموند فرصتان محققتان، لكن ليس هناك فريق أشد قسوة من ريال مدريد في جعلك تدفع ثمن الفرص الضائعة، وهذا ما جعل دورتموند يدفع الثمن.

رقم الأهداف المتوقعة لبوروسيا دورتموند البالغ 1.68 في الشوط الأول هو الأكبر الذي يحققه فريق في النصف الأول من نهائي دوري أبطال أوروبا على الإطلاق (منذ 2013-14).

ماذا تغيّر في الشوط الثاني؟

قبل المباراة ذكرنا أن الريال يكره مواجهة فرق مثل بوروسيا دورتموند  لأنه فريق يلعب خلف الكرة، وهو ما لا يريده ريال مدريد الذي يفضل فرقًا تستحوذ على الكرة ويقوم بخطفها بالمرتدات استغلالاً لسرعات جونيور وردريغو والتمريرات السحرية من توني كروس.

في الشوط الثاني تحوّل أداء ريال مدريد كما فعل أمام مانشستر سيتي وبايرن ميونخ وتحسن الأداء بشكل ملحوظ، وهذه قيمة ريال مدريد في أنه يعرف كيف يخطف المباراة عندما تسنح الفرصة ومن أقل فرص.

الشوط الأول كان بمثابة "الطعم" لدورتموند، الذي واصل الهجوم واقتنع بأفضليته وإمكانية تحقيق اللقب، لكن لا يُمكن أن تترك "شبرًا" لريال مديد وتنتظر من ألّا يؤذيك. "الطُعم" كان بجعل بوروسيا دورتموند يثق في نفسه أكثر ويهاجم أكثر ويترك المساحات.

بعض اللاعبين أيضًا تحول أداؤهم في الشوط الثاني وأهمهم جود بيلينغهام الذي صنع الهدف الثاني الحاسم، وكل هذا يأتي بفضل الثقة التي يعطيها كارلو أنشيلوتي للاعبيه.

إذن؛ القاعدة التي يجب أن تتبعها لهزيمة كارلو أنشيلوتي وريال مدريد أن تسجل كل فرصة تسنح لك، ولا تأمن له وهو سيئ، فإن ريال مدريد خلال خوضه مرحلة الأداء السيئ يتحضر لهزيمتك وضربك بالأشد إيلامًا. هكذا كان في الكثير من المباريات.

شارك: