قصص المونديال.. عندما استيقظت إسبانيا مبكرا لتشاهد المأساة!
يصادف اليوم الأربعاء 22 يونيو/ حزيران الذكرى الـ20 لمباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية في ربع نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، والتي انتهت بفوز الكوريين بركلات الترجيح 5-3 بعد التعادل 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وشهدت المباراة العديد من القرارات التحكيمية التي ما زالت تثير الجدل لدى الصحافة الإسبانية إلى الآن؛ إذ وصفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية ما حدث بأنه "واحدة من أكبر عمليات السطو التي عانى منها منتخب "لاروخا" إن لم تكن الأكبر في تاريخه".
وبسبب فارق التوقيت بين إسبانيا وكوريا الجنوبية، استيقظت إسبانيا الساعة 8:30 من صباح يوم السبت 22 يونيو 2002 لمتابعة المباراة، وكانت الجماهير الإسبانية تتوقع رؤية فريقها يتأهل إلى الدور نصف النهائي، لكن آمالها تحطمت بركلات الترجيح التي خسرها منتخب "لاروخا" أمام أنظار 11.5 مليون مشجع إسباني، وفقا لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، شاهدوا ركلات الحظ تلك التي ابتسمت لأصحاب الأرض وأدارت ظهرها للإسبان.
ووصفت الصحيفة الكتالونية الأجواء في ذلك اليوم غير الاعتيادي؛ إذ اكتظت المنازل والمقاهي والساحات العامة بالمشجعين منذ وقت مبكر، وأخذوا يحتسون القهوة ويتناولون الخبر المحمص أو الكعك في وجبة الإفطار.
وأثار التحكيم انزعاج الجماهير الإسبانية، بعد إلغاء هدف لإسبانيا في الدقيقة 90 بسبب خطأ احتسبه الحكم على إيفان هيلغيرا، وألغى الحكم هدفا آخر لإسبانيا في الدقيقة الثانية من الشوط الإضافي الأول بدعوى أن الكرة خرجت من الملعب قبل لقطة الهدف، رغم أن الإعادة التلفزيونية أظهرت أن الكرة لم تتجاوز الخط.
وعلى الرغم من ذلك ظلت الجماهير الإسبانية واثقة من قدرة منتخبها على الفوز، لكن المباراة وصلت إلى ركلات الترجيح التي أدت إلى إقصاء "لاروخا" من المونديال.
ملخص مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية في ربع نهائي مونديال 2002
وتؤكد صحيفة "موندو ديبورتيفو" أنه بعد مرور 20 عاما على المباراة، ما زالت الجماهير الإسبانية تعتقد إلى الآن أن منتخبها "تعرض للسرقة"، على حد تعبيرها.
ووفقاً لمحللين إسبان، فإن الأخطاء التحكيمية في مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية لم تتوقف عند حد إلغاء هدفي هيلغيرا ومورينتس، في إشارة إلى احتساب 3 حالات تسلل مشكوك في صحتها على ثلاثي إسبانيا خواكين سانشيز (في الدقيقة 99)، ومورينتس (الدقيقة 110)، وغايزكا مندييتا (الدقيقة 113)، إلى جانب إنهاء الشوط الإضافي الثاني والمباراة، قبل تنفيذ ركلة ركنية للمنتخب الإسباني.
الحكم المصري جمال الغندور: أداء المساعدين في مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية بمونديال 2002 كان كارثيا
دافع الحكم الذي أدار المباراة، المصري جمال الغندور، عن القرارات التي اتخذها في تلك المباراة، وذلك في مقابلة مع صحيفة "ماركا" الإسبانية أشار فيها إلى أن مساعديه يتحملان مسؤولية بعض الأخطاء التي حدثت في المباراة.
وتحدث الغندور عن أداء مساعديه، قائلا: "في الحقيقة أداء كلا المساعدين كان كارثيا.. لا يمكن ربط أخطاء مساعديَّ بأدائي في المباراة"، وبرر إلغاء الهدف الأول لإسبانيا في الدقيقة 90 بقوله: "كان خطأ واضحا، وكان هناك خطأ آخر من الجانب الإسباني في تلك الكرة، وقرار إلغاء الهدف صحيح".
وأضاف: "مونديال كوريا واليابان كان الثاني لي بعد قيادة 3 مباريات في مونديال فرنسا 98.. وأعتقد أنني قدمت أداءً أفضل في مونديال 2002، ودائما أقول إنني أتحدث عن قراراتي الخاصة، ولا أتحمل مسؤولية قرارات الحكام المساعدين".
وأردف الغندور: "لا يمكن للجمهور الإسباني إلقاء اللوم عليّ بسبب تلك الهزيمة ضد كوريا، لأن منتخبهم حصل على فرص حقيقية قبل انتهاء المباراة، وكان قادرا على حصد الانتصار قبل الوصول إلى ركلات الترجيح.. في المباراة يحكم الجمهور على أداء الحكم الرئيسي، لكن في بعض الأحيان لا نستطيع دعم قرارات مساعدينا، وأؤكد من جديد: قدَّمتُ أداء تحكيميا ممتازا، والاتحاد الدولي منحني 8.7 نقطة من 10 نقاط في تلك المباراة".
مجموعات كأس العالم 2022 بقطر
جدير بالذكر أن قرعة كأس العالم قطر 2022 أوقعت المنتخب الإسباني في المجموعة الخامسة التي تضم أيضا منتخبات ألمانيا وكوستاريكا واليابان، أما منتخب كوريا الجنوبية، فحلَّ في المجموعة الثامنة التي تضم أيضا منتخبات البرتغال وغانا والأوروغواي.