قرار رينارد يصدم منتخب فرنسا ويثير التكهنات بشأن مستقبله
فتح مدرب منتخب فرنسا للسيدات، هيرفي رينارد، أبواب التكهنات بشأن مستقبله على مصراعيها، بعد أن فجّر قنبلة في معسكر "سيدات الديكة"، الذي يستعدّ لخوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها باريس الصيف المقبل، بإعلان قرار صادم.
ويستعدّ رينارد لتجهيز "فتيات" منتخب فرنسا للحدث الأولمبي الضخم على أمل حصد إحدى الميداليات الملوّنة في مسابقة كرة القدم، بعد أن تكبّد خيبة الخروج من منافسات كأس العالم للسيدات الأخيرة، التي احتضنتها أستراليا ونيوزيلندا بين 20 يوليو/ تموز و20 أغسطس/ آب 2023، من الدور ربع النهائي على يد منتخب البلد المنظم أستراليا.
ويأمل "الثعلب الفرنسي" قيادة منتخب سيدات بلاده إلى التتويج بأول لقب بتاريخه في المسابقات التي شارك فيها كافة، من كأس العالم إلى كأس أوروبا ودوري الأمم الأوروبية وصولاً إلى الألعاب الأولمبية التي يهدف من خلال استضافتها بين جماهيره إلى تحقيق إنجاز أفضل من نسخة لندن 2012، حين احتلت فرنسا المركز الرابع.
مدرب منتخب فرنسا يتّخذ قرارًا نهائيًا بشأن مستقبله
وفي معرض سحب قرعة منافسات كرة القدم للسيدات الخاصة بأولمبياد باريس، فاجأ رينارد جموع الصحفيين بتصريح يعلن فيه قراره الحاسم بمغادرة منصبه إثر نهاية الألعاب، مضيفًا: "لكي أكون واضحًا معكم. لقد أعلمت الاتحاد بأنني لن أستمر في منصبي مدربًا للمنتخب".
رينارد يغادر منصبه في منتخب فرنسا للسيدات بعد الأولمبياد
واعتُبر هذا القرار من مدرب منتخب فرنسا للسيدات مفاجئًا للكثيرين، لا سيما أنّه عُيّن على رأس المنتخب قبل حوالي سنة وتحديدًا بتاريخ 31 مارس/ آذار 2023، خلفًا للمُقالة آنذاك، كورين دياكر، وذلك بعد يومين من فسخ عقده مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، إثر 4 أعوام قضّاها على رأس "الأخضر"، الذي خاض معه 41 مباراة (18 فوزًا و11 تعادلًا و12 هزيمة).
من جانبه، اعتبر رينارد البالغ 54 عامًا، قراره أمرًا عاديًا وأنّه لن يسهم في إرباك فتيات المنتخب اللواتي اعتدن على مسألة تغيير المدربين في أنديتهن.
خيارات عديدة تنتظر رينارد
ومع قرار تنحّيه عن منصب تدريب منتخب فرنسا للسيدات بحلول أغسطس المقبل إثر نهاية الألعاب الأولمبية، ستتعزّز التكهنات بشأن الوجهة المقبلة للمدرب رينارد، الذي يحظى بسيرة ذاتية مميزة، ما سيجعله أمام خيارات متعددة في الفترة القادمة.
وكما حدث في الأشهر الماضية، سيكون رينارد محل اهتمام العديد من المنتخبات في القارتين الأفريقية والآسيوية، لا سيما في ظل النجاحات التي حصدها هناك، والتي كان آخرها بلوغه منافسات مونديال 2022 مع "الأخضر" وتحقيقه فوزًا تاريخيًا على الأرجنتين حاملة اللقب، قبل مغادرة البطولة من دور المجموعات، بعد أن كان أمام فرصة حقيقية لضمان التأهل.
وفي ظل السيناريوهات المرجّحة "إعلاميًا"، سيفضّل رينارد العودة للعمل في القارة السمراء، التي نال فيها المجد بتتويجه بلقب كأس أمم أفريقيا في مناسبتين مع كل من زامبيا عام 2012 وكوت ديفوار 2015، وأيضًا مع وجود عدد من المنتخبات الكبيرة قاريًا بلا مدرب أو بمدرب مؤقت، على غرار بطل أفريقيا كوت ديفوار، والكاميرون وتونس.
آسيويًا أيضًا، سيكون رينارد محل طلب واسع النطاق، غير أنّ العوامل التي قد تسهم في تحديد الوجهة المقبلة للمدرب الفرنسي، هي تكلفة التعاقد معه والتي ستكون باهظة غالبًا، لا سيما لمنتخبات أفريقيا.
ولئن كان من المستبعد أن يعود هيرفي رينارد إلى أجواء التدريب في أوروبا، فإنّ إمكانية تلقّيه عرضًا مغريًا من كبار دوري روشن، تبقى واردة ومغرية، في ظلّ معرفته الكبيرة بالكرة السعودية.