تحليل | ساكا صنع الفارق بنصف جبهة.. وماذا تغير في هافيرتز مع أرسنال ؟
مرة أخرى كان رد فعل أرسنال على تأخره أمام أحد الخصوم الصاعدين حديثًا مميزًا حين قلب تأخره أمام ساوثهامبتون بهدف لفوز بثلاثة أهداف في الشوط الثاني، ليستمر على مقربة من صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة عن ليفربول المتصدر.
هذا هو الفوز رقم 400 لأرسنال على أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم، ليصبح ثاني فريق يصل إلى هذا الإنجاز بعد مانشستر يونايتد (428 فوزًا على أرضه).
ولم يخسر أرسنال أي مباراة على أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد ساوثهامبتون (25 مباراة.. 17 فوز، 8 تعادلات)، وهو أكبر عدد من المباريات التي واجه فيها فريق على أرضه خصومه في المسابقة دون خسارة على الإطلاق.
في المقابل ظل ساوثهامبتون بلا فوز في آخر 20 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز (تعادل 5 خسر 16)، ليعادل أطول سلسلة بلا فوز له على الإطلاق في الدوري الممتاز (أيضًا سلسلة من 20 أغسطس إلى ديسمبر 1969).
أرسنال يتعلم درس الموسم الماضي
عرف أرسنال أن فشله في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسمين الماضيين جاء بسبب التعثر أمام الفرق الصغيرة، لكنه تعلم الدرس جيدًا هذا الموسم.
في المباراة السابقة أمام ليستر سيتي كان متعادلاً 2-2 حتى الرمق الأخير من المباراة ثم حصد الفوز، واليوم تحقق الشيء نفسه عندما تأخروا بهدف وردوا بثلاثة، كان هذا إثبات آخر على تغير "شخصية أرسنال"، وأيضًا شيء أثبت قوة بدلائه حيث دخل مارتينيلي كبديل وقلب الموازين.
4-4-2 بالشكل الهجومي
لعب المدفعجية المباراة بطريقة 4-4-2 التي اعتمد عليها كثيرًا هذا الموسم خاصة أمام الفرق الكبيرة لكن بطابع دفاعي وبوجود لياندرو تروسارد كمهاجم ثانٍ مع كاي هافيرتز ووجود بوكايو ساكا وغابرييل مارتينلي كأجنحة ملتزمة بالدفاع.
لكنه اليوم خاض المباراة بطريقة 4-4-2 بشكل هجومي بوجود غابرييل جيسوس وكاي هافيرتز كثنائي هجومي ورحيم ستيرلينغ وبوكايو ساكا كجناحين هجوميين.
مشكلة الظهير الأيمن
مع استبعاد بن وايت ويورين تيمبر وعودة تاكيهيرو تومياسو إلى مقاعد البدلاء بعد الإصابة، كان على المدرب ميكيل أرتيتا أن يختار من سيلعب كظهير أيمن.
بدلاً من نقل ريكاردو كالافيوري صاحب القدم اليسرى إلى الجانب الآخر من الملعب، كما فعل في الشوط الثاني ضد باريس سان جيرمان يوم الثلاثاء، قام بإشراك لاعب الوسط توماس بارتي، وهذا ليس بمركز جديد عليه، فقد بدأ في مركز الظهير الأيمن في أول مباراتين من الموسم الماضي.
لكنه عندما كان يلعب الموسم الماضي في الظهير الأيمن، كان يُطلب منه التحول لوسط الملعب، لكنه اليوم لعب كظهير أيمن طبيعي، وهذا في الواقع أعاق أرسنال على الجانب الأيمن لفترات طويلة خاصة في الشوط الأول، فبسبب عدم قدرته على الانطلاقات، عانى الجناح بوكايو ساكا من غياب مساعدة الظهير وصنع المساحة.
لكن ساكا مهما حدث لا يعرف الهدوء رغم أن جبهته كانت بنصف قوتها في ظل غياب المساندة من الظهير، حيث صنع الهدفين الأولين وسجل الآخر، وهو دليل على أنه حتى عندما لا يوجد ظهير حقيقي يسانده هجوميًا، لا يزال صانع الفارق الأول في أرسنال.
صنع ساكا هدفًا في ست من مباريات أرسنال السبع في الدوري الإنجليزي هذا الموسم (7 في المجموع - 3 أكثر من أي لاعب آخر في 2024-25)، بينما قدم تمريرتين حاسمتين في مباراة واحدة بالدوري للمرة الثانية فقط (أيضًا ضد برينتفورد في سبتمبر 2022).
فقط هداف مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند ونجم تشيلسي كول بالمر (10 لكل منهما) لديهما إسهامات أكثر في أهداف الدوري الإنجليزي الممتاز من بوكايو ساكا هذا الموسم (9 إسهامات: هدفان، 7 تمريرات حاسمة).
صورة مغايرة لهافيرتز مع أرسنال
كان كاي هافيرتز هو القوة الدافعة لهجوم أرسنال في الشوط الثاني، في قلب كل شيء تقريبًا، ما بين المحاولات الهجومية ومحاولة استعادة الكرة، والقتال عليها، وظهر بصورة مغايرة للشكل الذي كان دائمًا يؤخذ عليه في كسله في الضغط ومحاولة الفوز بالثنائيات وبالكرة.
أصبح كاي هافيرتز أول لاعب يسجل في سبع مباريات متتالية على أرضه لصالح أرسنال في جميع المسابقات منذ روبن فان بيرسي بين ديسمبر 2011 ومارس 2012 (أيضًا سلسلة من 7 أهداف).
كما أسهم اللاعب الدولي الألماني في الأهداف في آخر 5 مباريات خاضها على أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز (5 أهداف، 1 تمريرة حاسمة).