هل يمكن أن نتخلى عن قاعدة تاريخية في مباريات مانشستر سيتي؟
حقق مانشستر سيتي انتصارًا جديدًا في الدوري الإنجليزي الممتاز وذلك بعدما هزم ساوثهامبتون بهدف نظيف في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب الاتحاد ضمن مباريات الجولة التاسعة من البريميرليغ، ليتصدر السيتي جدول الترتيب مؤقتًا بـ23 نقطة وبفارق نقطتين عن ليفربول الذي سيخوض غدًا قمة الجولة أمام أرسنال.
لماذا نلعب 90 دقيقة في مباريات السيتي أمام تلك الفرق؟
رغم انتهاء المباراة بهدف نظيف إلا أنه فيما عدا استثناءات قليلة جدًا طوال الموسم، فإنه لا يبدو أننا في حاجة للتخلي عن قاعدة تاريخية بلعب مباريات القدم لمانشستر سيتي على أرضه لمدة 90 دقيقة أمام الفرق التي تدافع بـ10 لاعبين طوال المباراة منهم 9 لاعبين على خطين لا يجتازوا دائرة منطقة الجزاء لفترات طويلة من اللقاء.
وعلى كوميدية طرحنا وعدم واقعيته، إلا أن الحقيقة أننا نشاهد 90 دقيقة من كرة اليد وليس كرة القدم. هذا ليس اتهامًا على الإطلاق لمن يدافع بهذه الطريقة أمام السيتي، فمن حق كل فريق أن يلعب بهذه الطريقة؛ خاصة إن كانت تقريبًا الطريقة الوحيدة لإيقاف خطورة الفريق السماوي -إن كنت تمتلك جرأة فولهام وشجاعته الذي أحرج السيتي فعلًا- لكن كم التكرار الذي نراه في تلك اللقاءات لا يصدّق.
إذ تشعر أن 60 دقيقة كافية جدًا لنحسم هذه الأمور خاصة إن سجل السيتي مبكرًا. كل ما سيحدث هو ضغط تلك الفترة التي يداور فيها مانشستر سيتي الكرة بين اليمين واليسار حائرًا في اختراق كل هذه الأجساد البشرية خاصة في الشوط الأول مع انتظار تعليمات بيب غوارديولا بين شوطي المباراة بعد أن تابع تحركات المنافس ورسم بعض الحلول في عقله للعثور على الثغرات.
بخلاف ذلك؛ فإن مانشستر سيتي يبدأ الشوط الأول بقوة والثاني كذلك بالقوة نفسها، أما ساوثهامبتون فمثله مثل غالبية تلك النوعية من الفرق، لا يعمل حقًا على الوصول إلى التعادل إلا في ربع الساعة الأخير عندما تصير عملية تسجيل هدف التعادل شيئًا صعب التعويض على السكاي بلوز.
لماذا بات مانشستر سيتي أفضل في الشوط الثاني؟
أول 45 دقيقة لم يصنع فيها السيتي الكثير من الفرص، لكن هذا لم يمنح الفريق التسجيل إثر عرضية، ونجحت كثافة أصحاب الأرض داخل منطقة الجزاء في إيجاد موقف انفرد فيه هالاند بمدافع واحد هو بيدنارك الذي تعامل بشكل سيئ في طريقة دفاعه؛ إذ إن أول ما يُمليه عليك مدربك في الناشئين هو أن تكون حاضرًا في الخط الواصل بين المهاجم ومرماك، لكن بيدنارك انشغل بجذب النرويجي صعب المراس فإذا به يجد نفسه خلف المهاجم الأشقر الذي سدد من وضعية صعبة في سقف المرمى بشكل ممتاز.
بعد ذلك كان السيتي رتيبًا جدًا؛ فمداورة الكرة بطيئة ولا يوجد من هو قادر على إحداث أي مفاجأة سوى سافينيو، بينما الكرة تصل إلى ماتيوس على الجانب الآخر فيموّه للخارج ويعيد الكرة من جديد إلى زملائه في عمق الوسط.
كانت أول 25 دقيقة من الشوط الثاني أفضل كثيرًا للفريق بعدما تلقى تعليمات غوارديولا بضرورة السرعة في مداورة الكرة أملًا في إيجاد الثغرة المناسبة، بينما كان الحل الأفضل للفريق هو قدرة السيتي أخيرًا على صناعة مثلثات على الطرفين لتحرير أحد اللاعبين الثلاثة، فوجدنا فودين وبيرناردو يقتربان أكثر من سافينيو وماتيوس إضافة إلى غفارديول على الجانب الأيسر ليكتمل المثلث بينما كان سافينيو أكثر ميلًا في الشوط الثاني للمراوغة للداخل ولعب عرضيات إلى هالاند ومن إحداها كاد النرويجي أن يسجل.
لكن بعد ذلك عاد مانشستر سيتي للرتابة، فالفريق بدنيًا لم يعد قادرًا على إحداث السرعة نفسها التي بدأ بها الشوط الثاني، وفقط حظي ببعض الدقائق في نهايات المباراة؛ حيث عثر على المساحات أخيرًا لكن الفريق لم يعد يتمتع بنفس الكثافة العددية في منطقة الجزاء خاصة مع خروج ساوثهامبتون من مناطقه في رحلة العثور على هدف التعادل واضطرار بعض لاعبي السيتي لإعادة تمركزهم مثل لويس وغفارديول.
أهم مميزات ساوثهامبتون اليوم
صحيح أن ساوثهامبتون كان مقبولًا جدًا دفاعيًا اليوم بل ومميزًا في الشوط الأول تحديدًا، إلا أن أهم ميزة تمتع بها الفريق هو تفاديه لقطع كراته في منتصف ملعبه حتى أثناء التدرج بها.
كان ساوثهامبتون صبورًا غير مهزوز أثناء تلك اللحظات الصعبة التي يضغط فيها السيتي حتى وصل باستحواذه في الشوط الأول إلى 47% فعملية المداورة بين لاعبيه استمرت لفترات طويلة دون قدرة لاعبي مانشستر سيتي على قطعها إلا ربما في لقطة واحدة قُطعت فيها الكرة بشكل مؤثر لترتد إلى فودين ليمررها إلى هالاند الذي سدد لكن الدفاع تصدى لها، وفيما عدا ذلك كان الضيوف قادرين على الخروج بشكل جيد حتى إنهم كادوا إدراك التعادل في نهاية الشوط الأول بعدما تطور الأمر ليصير هذا التدرج هجمة خطيرة.
سيكون لاعبو متذيل الترتيب بعد نهاية الجولة، بعدما فك وولفرهامبتون الشراكة معهم، راضين عما قدموه ليس فقط على مستوى الهزيمة الضيقة، لكن في قدرتهم الدفاعية الجيدة وكذلك في تمتعهم ببعض الجرأة في عدم التخلص من الكرة سريعًا وهو أمر تكرر في مباراة سابقة مع فولهام مع فارق جودة أكبر بكثير للأخير في تطوير الهجمة لتصبح خطيرة على رجال بيب غوارديولا.