زيغنشور ودوالا.. منتخب الجزائر من القمة إلى القاع

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-09 01:23
خيبة أمل لاعبي منتخب الجزائر بعد الإقصاء من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا 2021 (X/WiwSport)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، وهذا ما حدث مع منتخب الجزائر في مناسبتين ضمن كأس أمم أفريقيا، إذ يتلو كل نجاح وتتويج للخضر بلقب المسابقة الأفريقية فشل ونكسة حقيقية يصعب تفسيرها.

وفي تاريخ الـ19 مشاركة السابقة لهم ضمن "الكان"، نجح "محاربو الصحراء" في الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا مرتين، الأولى في نسخة الجزائر 1990، وأعقبها خروج من الدور الأول بنسخة السنغال 1992، وتكرر السيناريو ذاته بعد 3 عقود تقريبًا، حيث تُوّج "الخضر" بكأس أمم أفريقيا في نسخة مصر 2019، وودعوا النسخة التالية في الكاميرون 2021 من الدور الأول.

ويستعرض موقع "winwin" في هذه الأسطر حيثيات وتفاصيل سقوط منتخب الجزائر من القمة إلى القاع، وفشله في استثمار كل نجاح يحققه بمسابقة كأس أمم أفريقيا.

منتخب الجزائر وصدمة زيغنشور عام 1992 

تُوّج منتخب الجزائر بكأس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه عام 1990، وذلك في نسخة احتضنها على أرضه وبين جماهيره، ونال "الخضر" اللقب عن جدارة واستحقاق تحت قيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي.

وبعدها بعامين ذهب منتخب الجزائر إلى السنغال، وتحديدًا إلى مدينة "زيغنشور" أقصى الجنوب الغربي للسنغال من أجل الدفاع عن لقبه تحت إشراف كرمالي، وفي ظروف صعبة كانت تمر بها الجزائر.

وأوقعت قرعة "كان" 1992 محاربي الصحراء في مجموعة واحدة إلى جانب منتخبي كوت ديفوار والكونغو برازافيل، وشارك في هذه النسخة 12 منتخبًا لأول مرة، وُزِّعوا على 4 مجموعات، يتأهل فيها أصحاب المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة إلى ربع النهائي.

وتعرّض منتخب الجزائر حامل اللقب لهزيمة مدوية (0-3) في أول مباراة له أمام كوت ديفوار، ثم تعادل بعدها (1-1) ضد الكونغو برازافيل في اللقاء الثاني، ليودع البطولة من الدور الأول بعد احتلاله المرتبة الثالثة برصيد نقطة واحدة.

ولم تهضم الجماهير الجزائرية هذا الإقصاء المرير، وهو الأمر ذاته لسلطات البلاد ممثلةً في وزيرة الرياضة وقتها ليلى عسلاوي التي أرادت إقالة المدرب كرمالي عبر الهاتف قبل عودة بعث المنتخب الجزائري إلى البلاد؛ لكن كرمالي رفض الامتثال لأوامرها كرجل يملك تاريخًا كبيرًا في الجزائر كونه عضوًا في فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري وصاحب الفضل في تتويج "الخضر" بأول لقب لكأس أمم أفريقيا عام 1990.

وبعد عودته إلى الجزائر، عقد كرمالي مؤتمرًا صحفيًا شرح فيه أسباب الإقصاء من كأس أمم أفريقيا 1992 في السنغال، ورحل بعد ذلك عن منصبه مدربًا لمنتخب الخضر الذي كانت بلاده تعيش أوضاعًا صعبة مطلع تسعينيات القرن الماضي.

نكسة دوالا 2021

وتكرر نفس السيناريو مع منتخب الجزائر بعد 29 عامًا، حيث تُوّج "الخضر" بكأس أمم أفريقيا 2019، وودعوا البطولة من الدور الأول عام 2021، وذلك في نكسة لم تتقبلها تمامًا الجماهير الجزائرية العاشقة لمنتخب بلادها.

وكان تتويج الجزائر بلقب كان 2019 في مصر رائعًا بكل المقاييس تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، حيث تفوّق "محاربو الصحراء" على كل المنتخبات التي واجههوها بتحقيقهم 6 انتصارات في تلك الدورة، بينما تجاوزوا كوت ديفوار بركلات الترجيح في ربع النهائي، ليتوج "الخضر" باللقب الأفريقي الثاني في تاريخهم.

وعقب ذلك بثلاثة أعوام، وتحديدًا في نسخة "كان" 2021 التي أُجِّلت لعام واحد بسبب فيروس كورونا، سافر منتخب الجزائر مطلع عام 2022 إلى مدينة دوالا الكاميرونية كواحد من أبرز المرشحين إن لم يكن المرشح الأول على الإطلاق للتتويج بلقب الدورة، بفضل نتائجه الرائعة قبلها، لكن حدث ما لم يكن ينتظره الجميع بإقصاء "الخضر" من الدور الأول.

وأُقصي منتخب الجزائر من "كان" 2021 من الدور الأول بعد تعادله في مباراة واحدة أمام سيراليون وتعرضه لهزيمتين متتاليتين على ملعب "غابوما" بمدينة دوالا أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ليتذيّل بذلك ترتيب مجموعته برصيد نقطة يتيمة.

وحدثت نكسة دوالا في يناير/ كانون الثاني 2022، وبعدها حدثت نكسة كبرى في مارس/ آذار من العام نفسه، بفشل منتخب الجزائر في التأهل إلى كأس العالم قطر 2022 بعد سقوطه في الثواني الأخيرة للقاء الدور الفاصل أمام الكاميرون؛ لكن عكس الراحل عبد الحميد كرمالي الذي رحل عن منصبه، بقي جمال بلماضي مدربًا لمنتخب الجزائر رغم سقوطه من القمة إلى القاع مرتين في عام 2022.

فهل سيعيد بلماضي البسمة إلى الجماهير الجزائرية في كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار بعد خيبة "كان" الكاميرون" 2021؟، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال!
 

شارك: