ركلات ولكمات.. 6 وقائع سبقت لقطة بلماضي وبن رحمة المثيرة!
"واقعة بن رحمة تحدث في عالم كرة القدم.. حاولتم إثارة الأمر حول إسلام سليماني قبل يومين والآن تكررون الأمر مع بن رحمة.. لعل بن رحمة لم يكن راضيًا عن استبداله وأنا كذلك. هذا كل ما في الأمر".
هكذا كانت كلمات المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي عن واقعة الاشتباك بينه وبين جناح "محاربي الصحراء" سعيد بن رحمة، نجم نادي وست هام يونايتد الإنجليزي، بعد استبداله خلال مباراة مصر الودية.
الواقعة كانت لافتة للأنظار، فالاحتكاكات بين المدربين واللاعبين نادرًا ما تتخطى التلاسن اللفظي وتصل إلى الاحتكاكات البدنية، لكن هل كان بلماضي محقًا في أن هذه الواقعة تحدث في عالم كرة القدم؟
بغض النظر عن تقبل اللقطة من عدمها، فالحقيقة أن بلماضي كان محقًا في ذلك، حيث يرصد موقع "winwin" في هذا التقرير بعض الأمثلة عن لقطات سابقة مشابهة لما حدث.
لويس أراغونيس وروماريو
دعونا نبدأ بالاحتكاكات الخفيفة. اجتمع المدير الفني الإسباني مع المهاجم البرازيلي في نادي فالنسيا في منتصف التسعينات، حيث بدأ أراغونيس ومن بعده كلاوديو رانييري وضع اللبنات الأولى في عصر ذهبي لفالنسيا مع هيكتور كوبر ثم رافاييل بينيتيز.
لكن روماريو لم يحضر تلك العصور الذهبية بعدما ازدادت العلاقة بينه وبين أراغونيس سوءًا، ومن ثم التقطت الكاميرات واقعة شهيرة في أحد تدريبات الفريق، عندما قرر قائد إسبانيا المتوج بيورو 2008 أنه لا حاجة له بالسير خلف قائد البرازيل المتوج بكأس العالم 1994؛ ليضع يده أمامه ويخبره بأن ينظر إليه في عينه حين يخاطبه بالحديث، قائلًا له: "انظر إلى عيني عندما أتحدث إليك".
واقعة روماريو ولويس أراغونيس
الواقعة شدّت أنظار الإعلام الإسباني وأقلامه، ويُنظر إليها على أنها تتويج للعلاقة السيئة بين الطرفين والتي انتهت على رحيل روماريو صوب فلامينغو على سبيل الإعارة.
روبرتو مانشيني وماريو بالوتيلي
خلال مباراة مانشستر سيتي ولوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي، في فترة الإعداد لموسم 2011-2012 قرر مانشيني مدرب النادي الإنجليزي وقتها، التدخل لوقف العبث والاستهتار الذي يفتعله المهاجم الإيطالي خلال اللقاء إلى درجة محاولة تسجيل هدف بالكعب لتخرج الكرة إلى ركلة مرمى؛ فيستشيط المدير الفني الإيطالي غضبًا، ويقرر إخراج بالوتيلي من الملعب؛ لكن الأمر لم يخلُ من التلاسن اللفظي بين الإثنين.
لكن اللقطة الأشد وضوحًا للاحتكاك البدني بين الطرفين كانت خلال أحد تدريبات الفريق، عندما أمسك مانشيني بقميص ماريو بالوتيلي وبدا وأنه يعطيه تعليمات صارمة، ولو أن البعض فسرها على أنها لمسة إيطالية أبوية حازمة.
كاردوزو وجورجي جيسوس
المدير الفني الحالي للهلال السعودي كانت له أيضًا واقعة شهيرة في أثناء تدريب بنفيكا البرتغالي، وهذه المرة كان هو المُعتدَى عليه من مهاجم الفريق أوسكار كاردوزو.
بنفيكا خاض نهائي كأس البرتغال في موسم 2012-2013 أمام فيتوريا جيماريش، وبينما كان الجميع يتوقع تتويج النادي الأحمر بالبطولة، فاجأ غيماريش الجميع بالانتصار 2-1.
وبينما كان لاعبو جيماريش يحتفلون بالانتصار، التقطت الكاميرات كاردوزو وهو يدفع جيسوس مخبرًا إياه -حسبما ورد في وسائل الإعلام بعد ذلك- أن هذه الهزيمة كانت خطأه، وأنه كان بمقدور بنفيكا الانتصار في هذه المباراة لولاه.
دجالمينيا وخافيير إيروريتا
امتلك ديبورتيفو لاكورونيا فريقًا ذهبيًا في نهايات التسعينات ومطلع الألفية الجديدة ضم العديد من اللاعبين المميزين أمثال نور الدين نيبت وروي ماكاي وماورو سيلفا.
لكن اثنين من أهم عناصر الفريق جمعتهما واقعة شهيرة، وهما لاعب الوسط الموهوب دجالمينيا والمدير الفني للفريق خافيير إيروريتا الذي اشتهر بالحزم والشدة.
فخلال أحد تدريبات الفريق، ظهر إيروريتا منفعلًا بشدة على دجالمينيا، وملوحًا بعصاه ليحاول دجالمينيا تمالك أعصابه؛ لكن مع استمرار إيروريتا في الحديث، فقد الدولي البرازيلي أعصابه ليقوم بـ "نطح" المدير الفني الإسباني.
اللقطة كانت أحد أهم عوامل خسارة دجالمينيا لمكانه في تشكيلة البرازيل الذاهبة إلى كأس العالم 2002، ويا له من حظ عثر لفنان خط الوسط، بعدما تُوِّجت بلاده آنذاك بكأس العالم الخامسة في تاريخها.
باولو دي كانيو وكلارك
هي واقعة ليست بالشهيرة؛ لكن طرافتها تكمن في تصاعد الأحداث. الإيطالي الشهير باولو دي كانيو كان في القيادة الفنية لنادي سويندن تاون الإنجليزي ليتفاجأ بمهاجمه كلارك الساخط على قراره ليتحدث إليه معترضًا؛ لكن دي كانيو -الذي اشتهر بعصبيته وفوران غضبه- ظهر باردًا وحاول احتواء لاعبه والدخول به إلى ممر اللاعبين.
ولاقى ذلك مقاومةً من كلارك الذي حاول التخلص من قبضة دي كانيو الذي تركه؛ لكن الأحداث تصاعدت بقوة في نهاية الممر المؤدي إلى غرف الملابس. ولا أحد يدري كيف تطورت؛ لكن على الأرجح كان دي كانيو منزعجًا من إحراج كلارك له علانيةً!
ديليو روسي وليايتش
وهنا ننتهي مع أعنف لقطاتنا في عالم الصراعات في كرة القدم، والتي نشبت بين المدير الفني لفيورنتينا الإيطالي، ديليو روسي، ولاعبه آدم ليايتش الذي اعترض على استبداله ولوّح معترضًا بيده للمدرب الإيطالي (أبرز جنسية في موضوع اليوم على ما يبدو!) الذي لم يعجبه تصرف لاعبه ليرد له التلويح مُشوّحًا بيده هو الآخر قبل أن ينقض على لاعبه ويكيل له اللكمات.
ليايتش اعتذر بعد ذلك، لكن ديليو روسي كشف لصحيفة "لا ريبوبليكا" عمّا قاله اللاعب الصربي عندما أخبره بالصربية "عمل جيد مستر، أنت ظاهرة" .. ديليو روسي أكد أنه يتحدث الصربية؛ لذلك أخبره بألّا يتجرأ بالحديث مع بهذه الطريقة قبل أن يرد ليايتش بألفاظ نابية يصعب يذكرها! فما كان من ديليو روسي إلّا أن فقد أعصابه وأدّب لاعبه بطريقته!
لذلك من البديهي أن بلماضي كان مُحقًا بأنها لقطات تحدث في كرة القدم؛ لكن الأكيد أنها لقطات ستظل محفورة في ذاكرة هذه الرياضة الساحرة!