حصاد 2020..سيطرة محلية للترجي في تونس وأنس جابر تتألق عالميا

تأثرت الرياضة التونسية على غرار سائر بلدان العالم بفيروس كورونا، فقد توقفت عدة منافسات لفترة طويلة وألغيت أخرى، لكن أبرز ما ميز العام الرياضي في تونس هو تواصل سيطرة الترجي على الدوري التونسي، كما تمكن الاتحاد المنستيري من التتويج لأول مرة في تاريخه بكأس تونس بقيادة مدربه لسعد جردة، كما شهدت سنة 2020 تألقا غير مسبوق للأيقونة التنس العربي أنس جابر. 

التقرير التالي يستعرض لكم أبرز الأحداث و النتائج في الرياضة التونسية التي عرفت خسارة الفرق والمنتخبات التونسية للعديد من الألقاب القارية.

 خزينة الاتحاد المنستيري تتزين" بالأميرة 

قاد المدرب لسعد جردة الشابي فريقه الاتحاد المنستيري إلى تحقيق لقب كأس تونس لأول مرة في تاريخه أمام شيخ الأندية التونسية وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالمسابقة الترجي (15 مرة) وأقيمت المباراة النهائية لأول مرة خارج العاصمة، وتحديدا في مدينة المنستير لرمزية نسخة 2020 والتي تحمل اسم الرئيس الأسبق لتونس، الحبيب بورڤيبة، المنستيري تمكن أيضا من ضمان المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي لأول مرة بعد مرور 78 عامًا على تأسيسه.

 سيطرة الترجي

حقق الترجي لقب الدوري التونسي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي، وكان لقبه الأخير من دون هزيمة ليؤكد سيطرته المطلقة على البطولة التونسية في السنوات الاخيرة، كما وصل الفريق للبطولة رقم 30 في تاريخه.

النادي الإفريقي يعاني بسبب الديون 

استمرت مشاكل النادي الإفريقي "العريق"  رغم هبة الدعم المادي الجماهيري الكبيرة، حيث لم يتمكن مجلس إدارة النادي من سداد الديوان المتراكمة وتفادي عقوبات الفيفا والتي ترواحت بين خصم النقاط و منع الانتدابات والنتيجة تراجع نتائج الفريق و ابتعاده عن المنافسة في كل المستويات.

المسابقات الإفريقية

تنازل الترجي الرياضي التونسي عن زعامة القارة الإفريقية بعد خروجه من الدور ربع النهائي أمام الزمالك المصري، الفريق الذي خسر أمامه أيضا لقب كأس السوبر الذي لعب في العاصمة القطرية الدوحة. كما ودع الترجي مبكرا البطولة العربية للأندية أمام الفريق المغربي أولمبيك أسفي. 

ولم يختلف الحال في النجم الساحلي الذي خسر لقب البطولة العربية التي رفع لقبها أمام الهلال السعودي في 2019، وذلك بعد خروجه أمام شباب الأردن. كما أنه غادر من الدور ربع نهائي الأبطال أمام الوداد المغربي. ولم تكن مشاركة بن ڤردان و الصفاقسي موفقة في كأس الكنفدرالية بعد أن عجزا على تجاوز عقبتي أولمبيك بارادو الجزائري وبانداري الكيني منذ الأدوار التمهيدية.

قضية الشابي

يعتبر قرار اتحاد الكرة التونسي إنزال هلال الشابة وتعليق نشاطه للموسم الكروي 2020-2021 هو الأحدث الأبرز نهاية هذا العام، حيث انقسم على إثره الشارع الرياضي التونسي بين مؤيد ورافض للقرار.. كما تداخلت عدة أطراف منها السياسية قي القضية التي وصلت إلى أروقة الفيفا وتنتظر الفصل فيها عبر قرار محكمة التحكيم الدولي العام المقبل.

 زعامة المنتخبات العربية في ترتيب الفيفا 

نجح منتخب نسور قرطاج في التأهل لكأس أمم إفريقيا للمرة 20 في تاريخه قبل جولتين من نهاية التصفيات، وبالرغم من عدم خوضه لعدد كبير من المباريات خلال سنة 2020 حيث اكتفى بمواجهة السودان ونيجيريا وديا ومواجهة مزدوجة أمام تنزانيا رسميا، إلا أن منتخب تونس حافظ على ترتيبه المتقدم في تصنيف الفيفا ( 26 عالميا ) واستمر بذلك في صدارة المنتخبات العربية للسنة الثالثة على التوالي.

نسور تتألق في الخارج.

 تم اختيار المدافع الأيسر التونسي في التشكيلة المثالية للقارة الإفريقية في التصنيف الذي نشره المعهد الدولي للإحصاء والتاريخ وذلك بعد نجاحه في حيازة لقب دوري أبطال إفريقيا مع الاهلي المصري على حساب الزمالك الدي يلعب في صفوفه التونسي الآخر فرجاني ساسي.

"ماكينة" هجوم الترجي معطلة.. والشعباني تحت الضغط

اقرأ المزيد

أما في الملاعب الأوروبية، فلمع اسم متوسط الميدان الدفاعي إلياس السخيري مع كولن حتى بات من بين أهم لاعبي الوسط في البوندسليغا الألمانية، ونفس الأمر يتعلق بالمدافع المحوري ديلان برون مع ماتز في الدوري الفرنسي الممتاز، فيما تراجعت أسهم قائد المنتخب التونسي وهبي الخزري الذي عانى من الإصابات وفقد مكانه في التشكيلة الأساسية لفريقه سانت إتيان، وفي المدربين، نجح راضي الجعايدي في الوصول مع هارتفورد سيتي للتصفيات النهائية في دوري USL الأميركي.  وحقق مهدي النفطي انطلاقة مثالية اختير على إثرها مدرب شهر أكتوبر/ تشرين الأول في دوري الثانية الإسبانية مع فريق ديبورتيفو لوغو.

الرياضات الجماعية

احتضنت تونس مطلع سنة 2020 بطولة كأس إفريقيا لكرة اليد، والتي لم تختلف عن سابقتها بانحصار دائرة التنافس بين المنتخب التونسي ونظيره المصري. 
المبارة النهائية للبطولة عرفت سيطرة مطلقة " لأحفاد الفراعنة " وخسارة السواعد التونسية لقب البطولة على أرضهم وأمام جماهيرهم وهو ما تسبب بخسارتهم أيضا لمقعد قارة إفريقيا في الألعاب الأولمبية طوكيو 2021. 

أما في كرة السلة ، فأنهى منتخب تونس المرحلة الأولى من تصفيات الافروباسكات بنجاح ويعد من أهم المرشحين للحفاظ على لقبه العام المقبل. كما حسم المنتخب التونسي لكرة الطائرة بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية لصالحه على حساب غريمه المصري في دورة التصفيات التي دارت في القاهرة.

أنس جابر الاستثناء في 2020 
 

استطاعت نجمة التنس التونسية أنس جابر كتابة اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ رياضة التنس العربي والإفريقي وحتى العالمي باعتبارها أول امرأة عربية تصل إلى المرتبة الـ31 عالميًا في التصنيف الدولي للاعبات التنس المحترفات WTP . 

وتمكنت مطلع العام من الوصول إلى ربع نهائي دورة أستراليا المفتوحة، وهو إنجاز عربي غير مسبوق في رياضة التنس حيث تغلبت آنذاك على أفضل لاعبات التنس حاليا، وانتصرت على المصنفة 36 الدانماركية كارولين فوزنياكي، ثمّ الصينية وانغ المصنفة 27 عالمياً، قبل الخسارة في ربع النهائي من الأميركية صوفيا كينين التي تُوجّت فيما بعد باللقب والتي تعتبر عقدة أنس جابر في البطولات الكبرى حتى الآن.

 كما كادت أن تكرر ابنة مدينة " قصر هلال" التونسية إنجازها في رولاند غاروس لكن كبريات عندما وصلت إلى الدور الرابع في رولاند غاروس بعدما من أخرجت المصنفة الثامنة عالمياً البيلاروسية أرينا سبالينكا، وغادرت في الدور الثمن نهائي الأمريكية دنيال كولينز في أكتوبر الماضي وهو أيضا إنجاز لم يسبق تحقيقه عربيًا . وتعول أنس على حسن استعداداتها للتقدم أكثر مع انطلاق المنافسات للموسم الجديد.

إيقاف نشاط أصحاب الهمم 

تسب فيروس كورونا في توقف نشاط رياضة ذوي الاحتياجات الخصوصية لسنة كاملة تقريبا حيث اكتفى المنتخب التونسي بمعسكر تحضيري في شهر فبراير بالمغرب للاستعداد للألعاب البرالمبية في طوكيو.

بعد أن كان شارك نهاية السنة الماضية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الهمم برصيد 13 ميدالية ( 7 ذهبيات و3 فضيات و3 برنزيات) محتلا المركز الثامن عالميا والأول عربيا وإفريقيا وتمكن معها من حجز 11 مقعد للألعاب البارالمبية طوكيو 2021 في انتظار مزيد من حجز المقاعد في الملتقيات القادمة.