"ماكينة" هجوم الترجي معطلة.. والشعباني تحت الضغط

تاريخ النشر:
2020-12-19 11:37
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
معين الشعباني (Getty)
Source
+ الخط -

منذ انسحابه من ربع نهائي النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال الإفريقية ضد الزمالك المصري، يلاقي مدرب الترجي التونسي معين الشعباني موجة معارضة شديدة من قبل الترجيين أنفسهم، الذين اعتبروا اختياراته خاطئة وخبرته قليلة حتى لو حصل على لقب رابطة الأبطال في نسختين متتاليتين في ظرف 8 أشهر بين النهائي الأول 2018 والنهائي الثاني 2019. وزادت حدة الانتقادات منذ انطلاق الدوري الممتاز، حيث خاض الترجي 3 لقاءات متعبة اقتلع في اثنين منها الانتصار بصعوبة وأخرى خرج منها متعادلا مع فرق يعتبر الترجي أقوى منها على جميع المستويات. 

ويرى العديد من الترجيين أن ناديهم يعج بالعديد من اللاعبين الممتازين، لكن المدرب معين الشعباني لا يحسن استغلال المجموعة ولا أيضا ضبط أدوار كل لاعب، فشكري الواعر الحارس السابق للفرق، استغرب اعتماد الترجي على 3 لاعبي وسط ميدان دفاعيين، حتى وهو يلعب على ميدانه، وذلك عندما يقوم المدرب بتشريك كل من كوليبالي ومحمد علي بن رمضان وغيلان الشعلالي ليصبح وسط الميدان خط دفاع ثان بثلاثة لاعبين، والحال أن الترجي يحتاج لصانع ألعاب من الطراز الرفيع وهو ما لم يتمكن المدرب معين الشعباني من اكتشافه أو الاهتداء لانتدابه، حيث لم ينجح في تعويض كوامي بونسو وإبراهيم كامارا اللذين تم الاستغناء عنهما.


 إنجازات فردية 

يناقش أحباء الترجي من لاعبين سابقين وعارفين بميدان كرة القدم، طرق اللعب في الترجي، وهناك من يرى أنه في ظل صيام طه ياسين الخنيسي عن التهديف، فإن فوسيني كوليبالي أنقذ المدرب الشعباني من الهزيمة عندما عدل النتيجة ضد مستقبل سليمان في أول مباراة من الدوري.. ثم أنقذ حمدو الهوني الموقف بتسجيل هدف الانتصار على الاتحاد المنستيري، فيما قام الظهير الأيمن حمدي النقاز، أول أمس، بإنجاز هام وهو تسجيل هدف ضد نادي اتحاد تطاوين ليقتلع بذلك الترجي فوزا صعبا. ويعتبر الترجيون أن ناديهم الذي يحقق انتصارات صعبة في الدوري لا يمكنه أن يتنافس قاريا مع العمالقة بمثل هذه الوضعية، فالخنيسي فقد نجاعته ولم يسجل أي هدف في النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال، والمدرب أصبح في كل مقابلة ينتظر إنجازا فرديا من أحد اللاعبين البارزين على غرار الهوني أو كوليبالي.

من جهة أخرى يعتبر عدد من أحباء الترجي أن مدربهم واصل إرباك المشهد في اختيار مراكز اللاعبين، حيث أرهق المنتدب الجديد علاء المرزوقي كلما يشركه في خطة رأس حربة، والحال أنه لم يتعود على اللعب في هذا المركز.. ثم سرعان ما يعوضه بالخنيسي لكن كلاهما فاقد للنجاعة.. وبما أنه لم يتم التوصل لانتداب مهاجم من الطراز الرفيع فإن المدرب لم يتمكن من اكتشاف مهاجم من مركز تكوين الترجي.

تحسن طفيف

رغم تحسن أداء كتيبة الشعباني من مباراة إلى أخرى وعدم تتكبدها أي هزيمة إلى حد الآن، فإن الإطار الفني للترجي يظل تحت الضغط العالي.. ضغط الجماهير التي تطالب بفريق قوي يمكن التعويل عليه في أدغال إفريقيا في رابطة الأبطال التي غادرها مبكرا في النسخة الأخيرة.. كما أن مدفعية الهجوم متعطلة عن الاشتغال، فلا الخنيسي اهتدى إلى طريق الشباك، ولا أيضا المرزوقي سجل هدفه الأول مع الترجي علّ الأمور تفرج ويذهب النحس الذي ظل يطارد معين الشعباني منذ الموسم الماضي. 

وفي كل هذا الخضم أسرّ رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب لبعض المقربين منه، أنه لا يكترث لآراء بعض المحللين ولا  المدربين الذين يحاولون الحط من معنويات الإطار الفني والمجموعة.. معتبرا أن المدرب معين الشعباني ومساعده مجدي تراوي تمكنا من بناء جسور تواصل مع اللاعبين، باعتبار أن أعمار الإطار الفني واللاعبين قريبة من بعضها.. كما أن النتائج المحققة تؤكد جدارة الشعباني بتدريب الترجي الذي حصل على عدة ألقاب مع الفريق وأصبح عارفا بكل الأمور والخفايا.. وحتى إن تراجعت النتائج فلا لوم عليه لأنه يتصرف في المجموعة المتوفرة المنقوصة من عدة انتدابات في كل الخطوط من الدفاع إلى الهجوم، وهناك مساع للاهتداء إلى انتدابات موجهة في مراكز معينة لتخفيف العبء عن المجموعة. 

ويبدو أن ثقة إدارة الترجي في الإطار الفني متجددة، مما يعني أن معين الشعباني، الذي يلقى كل القبول والدعم من الهيئة، قد سحب البساط من تحت أقدام المتربصين به وأحبط مناوراتهم ومحاولات "تسميم" أفكار المسؤولين والمشرفين على فريق كرة القدم، وهذا يحسب لإدارة الترجي التي تحمي مدربيها.


 

شارك: