جيل بلجيكا الذهبي.. نهاية مخيبة للآمال في مونديال قطر

تاريخ النشر:
2022-12-02 15:20
نجوم منتخب بلجيكا في عناق أخير قبل وداع المونديال (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

كان يوم الخميس على أرضية استاد أحمد بن علي في الريان سوداوياً بالنسبة للكرة البلجيكية التي شهدت نهاية حقبة جيل ذهبي ورحيل أحد مهندسي نهضة "الشياطين الحمر" المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، وذلك بعد الخروج من الدور الأول لمونديال قطر.

قبل أربعة أعوام، كان الجيل الذهبي لبلجيكا في أوج عطائه ووُضِعَ على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول في تاريخ البلاد، لكن المشوار لم يصل إلى نهايته وتوقف عند دور الأربعة على يد فرنسا التي توجت لاحقاً باللقب.

دخل كيفن دي بروين ورفاقه إلى المونديال القطري وهم يدركون أنها الفرصة الأخيرة لمحاولة الارتقاء إلى مستوى سمعتهم بين أفضل لاعبي القارة العجوز، لكن المغرب فعل فعلته وأسقط رجال المدرب مارتينيز في الجولة الثانية 2-0، ما جعلهم مطالبين بالفوز في الجولة الأخيرة يوم الخميس على كرواتيا، إلا أن ذلك لم يحدث؛ فاكتفوا بالتعادل وانتهى المشوار.

مارتينيز بتأثرٍ كبيرٍ يعلن استقالته

بعد انتهاء المباراة التي أهدر روميلو لوكاكو في ثوانيها الأخيرة فرصتين ذهبيتين لخطف بطاقة التأهل، أعلن مارتينيز مباشرة أنه سيغادر المنصب الذي استلمه عام 2016، قائلاً بتأثرٍ كبيرٍ: "هذه المباراة كانت مباراتي الأخيرة مع المنتخب. حان الوقت كي أتنحى جانباً. الآن نهاية تعاقدي بالفعل، لم أقدم استقالتي".

وأضاف: "اتخذت هذا القرار قبل كأس العالم، منذ 2018 كانت هناك العديد من الفرص كي أتراجع ولكنني قررت أن أواصل. لكن الآن حان الوقت لأن أتنحى، وأن أقبل أن هذه المباراة هي الأخيرة. كان الأمر سيحدث مهما حصل، حتى لو توّجنا".

كان وداعاً مريراً لهذا المدرب، لكنه لن يكون الراحل الأخير عن المنتخب الذي سيخسر على الأرجح الكثير من عناصره الحالية وأبرزهم كيفن دي بروين، الذي ألمح إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح الأخيرة له.

في تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، والقائد إيدين هازارد، والدبابة البشرية لوكاكو، تُصنّف بلجيكا كواحدة من المرشحين البارزين في المونديال.

كان الفوز الودي على هولندا (4-2) عام 2012، بمثابة نقطة التحول لهذا الجيل، إذ ارتقى منذ ذلك الوقت إلى مستوى المنتخبات المنافسة.

نجوم كبار لكن بإنجازات ضعيفة

بعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب) في ما اعتبر -حتى الآن- كأفضل نتيجة في حقبة كان منتظراً أن يحقق "الشياطين الحمر" خلالها الكثير.

بالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل للقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزياً بما فيه الكفاية، ما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها "ضعيفة الإنجاز".

وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب بالفوز بأي لقب، شكّك المدرب السابق لبلجيكا، جورج ليكنز، في عقلية فريق مارتينيز وذلك بقوله: "بدون لقب، صعدنا إلى المركز الأول في تصنيف فيفا (الاتحاد الدولي)، لكن هذا المركز لا يعني شيئًا"، وأضاف: "عندما لا تجرؤ على القيام ببعض الأمور، لن تمتلك شيئاً. هذه العقلية، وإرادة الفوز غير موجودة في مجموعة مارتينيز".

مونديال قطر آخر محطات الجيل الذهبي

ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينيات، يبدو مونديال قطر كان آخر محطات هذا الجيل، في حين تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبندا (22 عاماً)، شارل دي كيتلار (21 عاماً) وأمادو أونانا (21 عاماً) الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا.

ويبدو أن نجوماً حاليين مثل دي بروين، وهازارد (31 عاماً)، وتوبي ألدرفايرلد (33 عاماً)، ويان فيرتونغن (35 عاماً)، وأكسل فيتسل (33 عاماً)، ودريس مرتنز (35 عاماً) سيعتزلون أو على مشارف الاعتزال.

نهاية حزينة

كان مارتينيز في عامه السادس مدرباً لبلجيكا، يُمني النفس بأن يحفّز شعور دي بروين بعدم خوضه نهائيات كأس العالم مرة أخرى، بقية اللاعبين الذين بلغوا أيضاً الثلاثين من العمر، لكن هذا الأمر لم يحدث، وباستثناء الفوز الباهت على كندا (1-0)، لم يقدم المنتخب شيئاً يذكر في مشاركة للنسيان.

بالنسبة مارتينيز، من المؤسف أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة؛ لأن هذا الجيل يستحق "الاحترام والإعجاب"، ورغم هذه الحسرة، رأى ثورغان هازارد أنه: "عندما ينتهي شيء ما، تكون هناك بداية لشيء آخر".

شارك: