تحليل winwin | مصر واجهت المغرب بلا حارس أو دفاع أو هجوم!
استمر صعود منتخب المغرب كقوة هائلة في كرة القدم العالمية بتتويجه بالميدالية البرونزية بعد فوزه الساحق 6-0 على مصر اليوم الخميس في أولمبياد باريس 2024.
ويعد احتلال المغرب للمركز الثالث في أولمبياد باريس 2024 إنجازًا تاريخيًا، وخطوة أخرى في الاتجاه الصحيح بعد احتلاله المركز الرابع خلف الأرجنتين وفرنسا وكرواتيا في كأس العالم بقطر 2022.
سجل سفيان رحيمي هدفين وأصبح أول لاعب في تاريخ الأولمبياد يسجل في ست مباريات متتالية، ورفع رصيده من الأهداف إلى 8 أهداف (ضِعف الرقم المسجل من أقرب مطارديه فيليب ماتيتا 4 أهداف)، ليعزز النجاعة الهجومية التي تميز بها المغرب الذي سجل 17 هدفًا في الأولمبياد.
وتعد هذه أول ميدالية للمنتخبات العربية في كرة القدم في تاريخ الأولمبياد، لينضم المغرب إلى ركب منتخبات الكاميرون ونيجيريا وغانا التي توجت بالميداليات من القارة السمراء.
تأثير عودة الخنوس وخروج زيزو
المباراة كانت فيها تفاصيل عديدة، منها: استعادة منتخب المغرب كثيرًا من قوته بعودة بلال الخنوس في مركز رقم 10، وذكرنا في مباراة إسبانيا كيف تأثر "أشبال الأطلس" بغيابه.
تألق بلال الخنوس بشكل واضح في مباراة اليوم وسجل هدفًا، وأرهق المنتخب المصري بتحركاته خلف لاعبي الوسط واستلامه الكرة في مناطق خطيرة، لدرجة أنه كان يصنع مساحات لزملائه.
في المقابل، تلقى منتخب مصر ضربة قوية بإصابة نجمه أحمد سيد زيزو وخروجه المبكر من المباراة (12 دقيقة فقط) بسبب الإصابة، علمًا أن زيزو هو ثاني أكثر لاعب في الأولمبياد صناعةً للفرص، ومنتخب مصر يعاني أصلاً على مستوى صناعة الفرص بما يمثل ضربة قاسية.
أين مهاجم منتخب مصر ؟
صدّق أو لا تُصدِّق! مهاجم منتخب الفراعنة الأولمبي أسامة فيصل الذي لعب لأكثر من 86 دقيقة لمس الكرة مرتين فقط داخل منطقة جزاء المغرب، ولك أن تتخيل أن المدافع محمد طارق لمس الكرة نفس هذا العدد.
هذا إن دل على شيء، فيدل على عدم وجود أي حضور هجومي لمنتخب الفراعنة الأولمبي يهدّد مرمى المغرب، وهذا ما يوضّحه متوسط تمركز لاعبي منتخب مصر في الصورة أعلاه.
الصورة توضح أن أسامة فيصل كان متراجعًا بشدة بشكل مبالغ فيه لدرجة جعلت مصر تبدو وكأنها دون مهاجم، الطين زاد بلة عندما خرج زيزو، فكان على منتخب مصر أن يبحث عن وجود أكثر في منطقة جزاء المغرب وهذا لم يحدث.
مصر بلا حارس.. كل تسديدات المغرب بأهداف
قبل المباراة ذكرنا أن منتخب مصر الأولمبي هو أكثر منتخب في الأولمبياد (27 تسديدة قبل مباراة اليوم) وهذا إن دل على شيء فيدل على الاستباحة الدفاعية التي حدثت لمنتخب روجيرو ميكالي.
المغرب سدد 6 مرات على مرمى الحارس حمزة علاء وكل التسديدات سكنت شباكه دون أن ينجح في التصدي لأي تسديدة، رغم أنه قدّم بطولة جيدة.
دفاع منتخب الفراعنة كان مترهلاً في وجود محمد شحاتة لاعب الوسط في مركز الظهير الأيمن، ومحمد طارق الظهير الأيمن في مركز قلب الدفاع، أي أن رباعي الدفاعي يلعبون معًا لأول مرة، ومنهم اثنان في غير مركزيهما.
المفاجأة الكبرى، أن الأهداف المتوقعة لمنتخب المغرب اليوم بلغت 1.24 هدف، ومع ذلك سجل 6 أهداف، بمعنى آخر أن مصر كانت بلا دفاع أو حارس تقريبًا.