تحليل| مصر تقمصت دور حكم الراية فقاومت دفاعها وهزمت إسبانيا

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-07-30
-
آخر تعديل:
2024-07-30 20:28
فرحة لاعبي منتخب مصر بالفوز على المنتخب الإسباني (X/EFA)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حقق المنتخب المصري الأولمبي إنجازًا كبيرًا بتصدره للمجموعة الثالثة من منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية المقامة بباريس، وذلك بعدما نجح في الانتصار على منافسه منتخب إسبانيا بهدفين لهدف في ختام مباريات المجموعة ليتأهل كلا المنتخبين إلى الدور الثاني على حساب الدومينيكان وأوزبكستان اللذين تعادلا بهدف في كل شبكة.

!Wait and see

على طريقة ما يحدث مع حكام الراية في زمن الفار، لعب المنتخب المصري بطريقة "انتظر وراقب". انتظر المنتخب المصري في الخلف مع مراقبة أي إمكانية لشن أي هجمة مرتدة يمكن من خلالها اقتناص هدف التقدم.

الأسلوب كان مثاليًا، فمصر لا تمانع التعادل والمنتخب الإسباني كذلك لا يمانعه، ما دام الفريقان يلعبان بجدية بعيدًا عن أي اتفاقات. لذلك بقي المنتخب المصري في الخلف دون تراجع مبالغ فيه إلى منطقة الجزاء، لكن المصريين احتاجوا للتركيز بشكل أكبر في أثناء تنفيذ المرتدات بعد أن فاتهم أكثر من لقطة واعدة كان يمكن استغلالها بشكل أفضل لو تم التركيز في التمرير أثناء تطوير الهجمة.

دفاع مصر كفريق كان منظمًا إلى حدٍ بعيد، لكن هناك مشكلة ما تزال مستمرة في المنتخب المصري تنقسم إلى شقين يتمحوران حول شيء واحد وهو الدفاع ضد العرضيات.

فمبدئيًا لا يستطيع أحمد عيد أو كريم الدبيس إبعاد الخطورة ومنع العرضيات من أماكن خطيرة، لكن الشق الأول حول خطورة تلك العرضيات يبدأ بالمستوى الضعيف للدبيس في التغطية العكسية والترحيل خلف حسام عبد المجيد وعمر فايد عندما يضطران إلى التحرك يمينًا. الدبيس لم يعِ ذلك في أكثر من لقطة خلال تلك البطولة ولم يختلف الحال اليوم، خاصة في لقطة نجح فيها سامويل أوموروديون في اقتناص رأسية في الشوط الأول.

أما الشق الثاني فيتعلق بالتفاهم بين عبد المجيد وعمر فايد اللذين لا يزالان يبحثان عن التفاهم بينهما بشكل أفضل، إذ يتحدثان كثيرًا عقب كل عرضية من المنافس وكأنهما لا يفهمان بعضهما بعضًا بشكل كافٍ، وربما يعود هذا الأمر إلى عدم مشاركة فايد بشكل كافٍ في الوديات مع المنتخب الأولمبي، فكثيرًا ما كان يلعب محمد طارق أو غيره في غياب فايد، ولو إن الطريف أن طارق نفسه كان شاهدًا على هدف إسبانيا في نهايات المباراة.

وعلى كلٍ، فإنه في الكرات التي عبرت الدفاعات المصرية، كان الحارس حمزة علاء يقدم أداءً طيبًا ويذود عن مرماه في أكثر من لقطة مهمة ومفصلية.

احتياطيون أقل كفاءة في إسبانيا

صحيح أن احتياطيي إسبانيا ما يزال أغلبهم لاعبين مميزين كما هو الحال مع سامويل أوموروديون الذي قدم موسمًا مميزًا معارًا إلى ألافيس قبل العودة إلى أتلتيكو مدريد، أو كجناح فالنسيا دييغو لوبيز أو حتى ظهير جيرونا الأيسر ميغيل غواتيريز وغيرهم من اللاعبين المميزين، إلا أنه لا يمكن تجاهل أن بعض هؤلاء الاحتياطيين ليس بالكفاءة اللازمة كما كان الحال في عمق خط وسط الإسبان الذي خسر خدمات أليكس بايينا وفيرمين لوبيز.

كما أنه بمزيد من التدقيق فإن غواتيريز رغم أنه واحد من أفضل أظهرة الليغا، إلا أنه ليس بالمدافع القوي بشكل عام وقد ظهر ذلك في لقطة الهدف الأول للمنتخب المصري الذي بدلًا من صموده أمام دفعة بسيطة من زيزو، إذا به يلقي بنفسه أرضًا، فيما كان قرار المدير الفني الإسباني دينيا بإشراك أيمار أوروث على اليسار بمثابة قضاء على جزء كبير من خطورته، وقد كان عليه التبديل بين أوروث ودييغو لوبيز الذي لعب كثيرًا على الجانب الأيسر مع فالنسيا وقدم مستوى ليس بعيدًا كثيرًا عن مستواه يمينًا.

لذلك افتقد منتخب إسبانيا ضابط الإيقاع في خط الوسط الذي يساعدهم في ضرب التكتلات المصرية، فيما لم يستغلوا خطورتهم من الكرات العرضية، ومع بعض المشاكل في الدفاع، عانى لا روخا.

تركيز أكبر في الثلث الأخير

صحيح أن بعض احتياطيي إسبانيا أقل كفاءة، إلا أن احتياطيي إسبانيا بالتأكيد أفضل من الدومينيكان وأوزبكستان. لذلك كان أمرًا جيدًا لميكالي أن يجد لاعبيه يقدمون أداءً أفضل كثيرًا، ليس فقط على المستوى الدفاعي والتنظيمي بقيادة لافتة لمحمد النني، لكن كذلك على مستوى التركيز في الثلث الأخير على مستوى التمرير والتسجيل.

أحمد سيد زيزو قدم مباراة أفضل كثيرًا من سابقتيها، فقد صنع الهدف الأول من كرة طويلة ضالة تخلص عمر فايد منها لكن زيزو أعاد إحياءها بما فعله مع غواتيريز قبل أن يفضّل التمرير إلى إبراهيم عادل بدلًا من التسديد غير المضمون بقدمه اليسرى، ولم يخيب إبراهيم عادل الظن بتسديدة رائعة مفاجئة باغتت الحارس.

ميكالي عمد بعد ذلك إلى إدخال زيزو لعمق الملعب دون إرسال أي لاعب وسط إلى الجانب الأيمن، بل اعتمد على قدرة أحمد عيد على أداء هذا الدور وحده مع تأمين محمد شحاتة لصعود ظهير المصري، ومع اقتراب زيزو من عادل بدأ يظهر شكلًا أفضل لمصر على المستوى الهجومي بعد تسديدة من زيزو علت العارضة ثم انفراد إبراهيم عادل بالمساحة فجأة على اليسار لكنه لم يوفق في التسجيل مجددًا.

توفيق عادل في التسجيل مجددًا جاء في توقيت سحري مع هدف ثانٍ من خطأ للدفاع الإسباني لكن استمرار تركيز المصريين أمام المرمى جعل جناح بيراميدز لا يفوت الفرصة، وربما فقد تركيزه للحظة في لقطة كان يمكن أن يسجل فيها الهاتريك في نهاية المباراة، فبدلًا من التسديد أرضًا فضّل التسديد عاليًا ليخرج الحارس إيتوربي الكرة.

حتى تبديلات ميكالي كانت جيدة سواء بإخراج الدبيس غير الموفق وإرسال كوكا إلى الجانب الأيسر مع إشراك محمود صابر، أو حتى باشتراك عاطف قطة الذي كان مزعجًا بتحركاته لكنه كان مثالًا حيًا على الفارق بين امتلاكك للتركيز أو لا في الثلث الأخيرة، بعدما وقع بسذاجة في مصيدة التسلل في لقطة خطيرة.

في نهاية الأمر تصدر المصريون المجموعة وهي أخبار جيدة من أجل تفادي اللعب مع اليابان أو باراغواي في ربع النهائي، كما أن مثل هذه المباراة من شأنها أن ترفع الروح المعنوية كثيرًا لمنتخب أنقذ ما أفسدته البدايات أمام الدومينيكان.

شارك: