تحليل | مصر بحلة جديدة.. وهؤلاء تحسنوا.. والزمن الذي ولّى!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-10
-
آخر تعديل:
2024-09-10 22:42
منتخب مصر يهزم بوتسوانا برباعية في تصفيات كأس الأمم الأفريقية (X/EFA)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سحق منتخب مصر نظيره البوتسواني برباعية نظيفة في المباراة التي أجريت بين الفريقين بالعاصمة البوتسوانية جابورون ضمن مباريات الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 المقامة بالمغرب.

وتمكن الفراعنة بذلك من اعتلاء صدارة المجموعة الثالثة منفردين بعدما رفعوا رصيدهم إلى ست نقاط تاركين بوتسوانا في ذيل الترتيب بعدما تلقوا هزيمتهم الثانية.

شكل وتنظيم واضح للفراعنة

يعد هذا التوقف الدولي للمنتخب المصري هو الأفضل له منذ تولي حسام حسن القيادة الفنية عقب كأس أمم أفريقيا، ففي التوقفين السابقين كانت العشوائية سائدة، والأفكار غير مكتملة، فيما بدت مصر بشكل أفضل كثيرًا هذا الأسبوع.

رغم بعض الغيابات في الصفوف كما حدث مع مصطفى محمد وعمر مرموش ومن قبلهما إمام عاشور، ظهر منتخب مصر بشكل منظم منذ بداية الهجمات وبقالب واضح بخروج الظهيرين للأمام مع تراجع مروان عطية ليصبح اللاعب الثالث في الدفاع لتحرير حامل الكرة من أي ضغط للمنافس.

اليوم لم يحدث نفس تحرك محمد صلاح للخلف ليمارس دور صانع الألعاب المتأخر، لكن تم تنفيذ الفكرة بلاعبين آخرين بينما كان صلاح يحاول استغلال تمركزه في العمق بشكل أكبر بوجود أسامة فيصل ليتحرك في المساحات التي يُخليها له المهاجم الشاب الذي حظي بفرصة جيدة للانخراط في المنتخب الأول بعد سنوات مع المنتخب الأولمبي.

تريزيغيه وربيعة

بالنظر للغيابات فإن أدوار زيزو وتريزيغيه تغيرت في الملعب؛ لكنهما نجحا في تنفيذها بشكل مميز، خاصةً من جانب الأخير الذي واصل تعزيز دور الجناح الهداف في المنتخب بعدما استغل الفكرة المذكورة آنفًا بالكرات الطولية والقُطرية في ظهر الدفاع، ومن حسن حظ محمد صلاح أن تريزيغيه نجح ف التسجيل خلال لقطة الهدف الأول التي آثر فيها الملك المصري التسديد بنفسه بدلًا من التمرير كما كرر الأمر في لقطة أخرى في نهايات الشوط الأول.

واحد ممن نفذوا تلك الفكرة بشكل جيد كان رامي ربيعة الذي يظهر واضحًا تحسنه على مستوى اللعب بالكرة في الشهور الأخيرة الماضية مع الأهلي والمنتخب، فقد كان هذا الأمر حيويًا جدًا للأهلي الذي كان مدافعه السابق محمد عبد المنعم يتعرض لضغط في أثناء الصعود بالكرة لمعرفة المنافسين بعدم قدرة رامي ربيعة على التمرير بشكل جيد، لكن الواضح أن ربيعة قد تحسن كثيرًا في هذا الأمر، ولو أن كثيرين لم يتصوروا أنه قد يصل إلى هذه الدرجة من الدقة بتمريرته الممتازة إلى تريزيغيه، ليسهم مدافع الأهلي في التسجيل في المباراتين بتهديفه أمام الرأس الأخضر وصناعته أمام بوتسوانا، كما لا ننسى أنه سجل في مرمى كرواتيا كذلك.

لكن ربما ما يجدر برامي ربيعة التحسن فيه هو دوره الدفاعي، فاليوم كان يفترض مساعدته بشكل أفضل لخالد صبحي الذي لعب مباراته الدولية الأولى، لكن منتخب الفراعنة تم ضربه بشكل متكرر في عمق دفاعه بالتمريرات البينية خلفه وهو عيب معروف عن ربيعة بشكل عام.

ما ينبغي على منتخب مصر التحسن فيه

وبالحديث عن عيوب المنتخب، فإنه بجانب ثغرة البينيات في العمق، فإن حسام حسن رسم سيناريو لإغلاق الأطراف وقت المرتدات بوضع مروان عطية بشكل دائم خلف المكان الذي يصعد فيه الظهير.

لكن ما لا يبدو مطمئنًا هو التأمين على الطرف وقت تراجع المنتخب للخلف، خاصةً في مركز محمد هاني الذي استغله لاعبو بوتسوانا وكانوا قادرين على اختراق جبهته في أكثر من مرة، المطلوب هو تحسن هاني أو تبديله، وكذلك معرفة مَن المطلوب منه التغطية في هذا المكان بالنظر للتبديل المستمر بين اللاعبين في هذا الصدد ما يخلق حالة من الاتكال أحيانًا.

وسواء هذا الطرف أو الطرف الأيسر، فإن المدرب الوطني المصري عليه تحسين هذا الأمر، فبإمكانك أن تتذكر عدة لقطات أخرى في الشوط الثاني من مباراة الرأس الأخضر كان فيها النني يتمركز كقلب دفاع، فيما يغطّي مروان عطية لمحاولة إيقاف العرضية على الأطراف؛ فإذا بالكرة تُلعب على حدود منطقة الجزاء أو عند نقطة الجزاء دون أي رقابة، وهو ما تكرر اليوم مع تنفيذ مختلف نوعًا ما للعرضيات.

مثل هذه الأمور التي ينبغي التحسن فيها على المستوى الدفاعي هو أمر ليس بالرفاهية، فالمنافسون الأقوى لن يظهروا بنفس الرعونة التي ظهر بها الرأس الأخضر وبوتسوانا وبإمكانهم معاقبتك على الهفوات التي تكاثرت في الشوط الثاني من كل مباراة منهما.

بدلاء مؤثرون

للمرة الثانية يكون للبدلاء دور مؤثر وجيد، فمرة أخرى كان مصطفى فتحي وإبراهيم عادل يظهران في الإسهامات التهديفية لكن كان الدور على فتحي هذه المرة.

أما من في حكم البديل؛ لكنه لعب أساسيًا اليوم فقد كان أداؤه متوسطًا وهما أسامة فيصل وخالد صبحي. فيصل لعب أدوارًا يشوبها الكثير من الالتزامات التكتيكية؛ وربما كان عليه أن يقدم ما هو أكثر، ولو أن كثيرًا من الكرات لم تكن تصله في ظل تناقل زيزو وصلاح وتريزيغيه الكرة بينهما أكثر بحكم التفاهم والاعتياد.

أمّا خالد صبحي فكانت المباراة فرصة للوقوف على مستواه ومعرفة ما حدود ما قد يقدمه المدافع الأعسر الذي لا نراه كثيرًا في الملاعب المصرية، وكانت مشاركته مقبولةً بالنظر لكونها الأولى.

ولّى زمن التبريرات الأفريقية

ما هو إيجابي هو استمرار المنتخب المصري في اللعب بحثًا عن النقاط الثلاثة خارج الأرض. وقبل أن تتحدث عن تواضع المنافس، والتواضع المرعب لحارسه، فإن المشجع المصري يتذكر جيدًا عديد المباريات أمام منافسين متواضعين لم يكن يشغل فيها الفريق سوى تفادي الخسارة.

هذا الأمر لم يعد موجودًا مع تحسن جودة أرضيات الملاعب وكذلك تحوّل أغلب التصفيات إلى نظام المجموعات، لكن من حسن الحظ أن مصر لم يفتها تغيير هذه الثقافة التي لم يحد عنها حسام حسن فظهر فريقه باحثًا عن الفوز منذ البداية وبشكل جيد وبتمريرات متواصلة وبتقارب المسافات فكان له ما أراد وحقق انتصارًا سعى الكل إلى أن يكون مريحًا وقد كان.

شارك: