تحليل | كيف حسم عموتة مباراة الأردن والعراق بطريقته المفضلة؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-29 21:15
مباراة الأردن والعراق شهدت تفوقًا تكتيكيًّا لافتًا لرجال المدرب الحسين عمّوتة (X/JordanFA)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أسدل الستار على مباراة الأردن والعراق المثيرة بفوز "النشامى" في الوقت القاتل بثلاثة أهداف مقابل هدفين (3-2) في دور الـ16 من مسابقة كأس آسيا 2024 المقامة حاليًا قطر، ليُحقّق زملاء النجم موسى التعمري تأهلاً تاريخيًا إلى الدور ربع النهائي.

وشهدت مباراة الأردن والعراق سيناريو مثيرًا للغاية، حيث تقدّم رجال المدرب المغربي الحسين عمّوتة أولاً عبر يزن النعيمات، ثم قلب العراق النتيجة في الشوط الثاني عبر سعد ناطق والهدّاف أيمن حسين، الذي تعرّض للطرد بعد التسجيل.

وعندما كان يظنّ الجميع أنّ مباراة الأردن والعراق متجهة إلى الأشواط الإضافية، استغل الأردن النقص العددي العراقي، وقلب النتيجة في الوقت القاتل عبر التعادل من يزن العرب في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ثم هدف الفوز القاتل من نزار الرشدان بعد ذلك بدقيقتين.

كيف حسم سلاح "النشامى" مباراة الأردن والعراق؟

في تحليلات سابقة لموعد مباراة الأردن والعراق تحدثنا عن قوة منتخب "النشامى" في استغلال التسديدات بعيدة المدى وتنفيذها بفاعلية كبيرة، حيث نجح بفضلها في إحراز الكثير من الأهداف وحسم العديد من المباريات.

هدف التأهل الحاسم عبر نزار الرشدان جاء من تسديدة متقنة وأنيقة من خارج منطقة الجزاء، يُحسب له تنفيذها بمنتهى الهدوء في هذا الوقت القاتل.

هدف الرشدان المميز في مباراة الأردن والعراق، هو الرابع لزملاء التعمري من خارج منطقة الجزاء في بطولة كأس آسيا 2024، مع العلم أنّه لم يتمكّن أي منتخب آخر في التسجيل أكثر من الأردن عبر التسديدات البعيدة.

الهدف الذي سجله الرشدان كانت نسبة توقع دخوله المرمى 0،07٪ فقط، وهي نسبة هزيلة حسب مؤشر الأهداف المتوقعة؛ لكنّ طريقة تنفيذه للتسديدة واختيار زاويتها أمران يُحسبان له.

تكتيك عموتة.. كلمة السر في مباراة الأردن والعراق

طريقة (3-4-2-1) هي كلمة السر، وليس في تألق "النشامى" في مباراة الأردن والعراق وحسب بل في كأس آسيا 2024 حتـي الآن، فعمّوتة وصل باللاعبين إلى أفضل درجات الانسجام على هذه الطريقة، التي لجأ إليها كثيرًا في المباريات.

تُحسَب للحسين عموتة مرونته التكتيكية الكبيرة في تعامله مع مباراة الأردن والعراق، وتغيير طريقة اللعب وقلب النتيجة، الشيء الذي أتى أكله في المباراة.

على سبيل المثال، علي علوان بدأ على الجناح الأيسر؛ لكنه دخل إلى العمق لعب دور صانع ألعاب مع إدخال صالح رتيب إلى الجناح الأيسر بشكل مكثف، كما أنّ علوان لم يكن صانع ألعاب صريحًا فحسب، بل كان مهاجمًا ثانيًا في بعض الحالات إلى جانب يزن النعيمات.

تصريح المدرب عموتة عقب مباراة الأردن والعراق

الأهم من ذلك هو مدى نجاعة الهجوم الأردني في التحول السريع والزيادة العددية عند اللزوم، حيث شهدنا هجمات بثلاثة لاعبين أحيانًا، على غرار ما حدث في الهدف الثاني من مباراة الأردن والعراق، حيث حضر عدد كبير من اللاعبين في المساندة الهجومية داخل منطقة الجزاء.


الكرات الطولية

إن أردنا الحديث عن شيء واحد فقط يمكن وصفه بالسلبي في منتخب الأردن فهو في عملية بناء الهجمات أو التدرج بالهجمة، وذلك بسبب معاناته من الإسهاب الكبير في لعب الكرات الطولية من الدفاع إلى الهجوم دون التدرج عبر الوسط أو البناء من الخلف.

مساهمة لاعبي الوسط في الخروج بالكرة في مباراة الأردن والعراق كانت شحيحةً للغاية، مع سعي ثلاثي الدفاع للاعتماد على الطوليات، خاصة إلى موسى التعمري أو الجناح الآخر.

صحيح أن الأردن كسب الكرات الثانية كثيرًا عبر لاعبي الوسط المميزين وأدوارهم في الثنائيات، فإن إلغاء دور الوسط في الخروج بالكرة يجعل أسلوب اللعب مكشوفًا في بعض الأحيان.

هل كان العراق كتابًا مفتوحًا؟

يُعَدّ أيمن حسين أهم أوراق "أسود الرافدين" هجوميًّا في مباراة الأردن والعراق، والاعتماد على قوة أيمن حسين في ضربات الرأس يأتي من خلال إرسال الكرات العرضية إليه، وهو ما حدث، حيث أرسل لاعبو العراق 23 كرة عرضية في هذه المباراة.

لكن كانت هناك سلبية كبيرة لم تسهم في إنجاح هذا الأسلوب، إذ أراد المدرب خيسوس كاساس استخدام لاعبين على جبهة واحدة، وهي اليسرى بوجود يوسف أمين وعلي جاسم معًا لزيادة الضغط على الجبهة المقابلة باثنين وزيادة عددية.

لكن يبقى السؤال: مَن سيُعاون أيمن حسين في منطقة الجزاء؟! علي جاسم لا يستطع لعب دور المهاجم الثاني، ويوسف أمين كان يلعب على الطرف، فبقي أيمن حسين وحيدًا في منطقة الجزاء أمام اثنين أو 3 مدافعين من الأردن، وهذا ما أسهم في الحدّ من قدراته كثيرًا، خاصةً في الألعاب الهوائية.

كان يُمكن أن يلعب علي جاسم على اليسار في مباراة الأردن والعرق، ويتمّ استغلال سرعته ومهارته في المواجهات الثنائية وقدرته على صناعة الأهداف (صنع 3 أهداف و7 فرص في كأس آسيا 2024)، مع توظيف لاعب إضافي ليكون بجانب أيمن حسين للمساندة داخل منطقة جزاء الأردن بدلاً من جعله يصارع وحيدًا في مواجهة غير متكافئة مع دفاعات "النشامى".

شارك: