تحليل | بيتكوفيتش منح غينيا مفاتيح الفوز قبل ضربة البداية

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-07 01:26
فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعرّض المنتخب الجزائري لخسارة غير متوقعة أمام ضيفه منتخب غينيا بهدفين لهدف واحد، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات أفريقيا لكأس العالم 2026، ليتكبد بذلك المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش للهزيمة الأولى له على رأس العارضة الفنية لمحاربي الصحراء.

كانت مباراة غينيا هي الثالثة للمدرب الجديد للمنتخب الجزائري، بعدما فاز في مارس/ آذار الماضي على بوليفيا (3-2) وتعادل مع جنوب أفريقيا (3-3) ضمن دورة ودية دولية أقيمت بالجزائر؛ لكنه يمكن القول إن خليفة جمال بلماضي أخفق بدرجة "امتياز" في أول اختبار رسمي نحو مونديال أمريكا والمكسيك وكندا.

لم يقدم منتخب الخضر أي شيء يشفع له بالفوز بنقاط المباراة، رغم أفضلية الاستقبال على أرضه وأمام جماهيره الغفيرة التي احتشدت منذ ساعات في المدرجات، الحلول كانت غائبة ولمسة المدرب لم تكن ناجحة في الشوط الثاني، رغم إجراء 5 تغييرات كاملة.

يمكن القول إن المسؤولية الكبرى في خسارة المنتخب الجزائري يتحملها المدرب بيتكوفيتش كما يتحمل اللاعبون جزءًا منها، وهم الذين لم يستيقظوا بعد من الصدمات المتتالية التي عاشوها في الفترة الأخيرة، منها الخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، وقبلها صدمة عدم التأهل إلى مونديال 2022.

بيتكوفيتش اختار التشكيل الخاطئ أمام غينيا

اعتمد مدرب الخضر على تشكيلة "غير متوازنة"، واتضح من خلالها أنه لا يعرف مستوى لاعبيه جيدًا، فمثلًا ترك إسماعيل بن ناصر في دكة الاحتياط، وهو اللاعب الذي كان أبرز عنصر في خطط المنتخب الجزائري منذ عام 2019، لكن بيتكوفيتش كان له رأي آخر وقرر الاعتماد على لاعبي خط وسط هما نبيل بن طالب ورامز زروقي.

ثنائية بن طالب وزروقي لم تنجح يومًا في المنتخب الجزائري خلال السنوات الماضية تحت قيادة بلماضي، وحتى في مواجهة بوليفيا الودية الأولى للمدرب السويسري لم تنجح، حيث سادت الفوضى حينها وسط الملعب، قبل أن تتغير الأوضاع في الشوط الثاني بعد خروج بن طالب ودخول أحمد قندوسي، هذا الأخير بقي اليوم حبيس دكة الاحتياط أيضًا.

خط الوسط في مثل هذه المباريات يعتبر أهم سلاح من أجل كسب النقاط؛ لكن لاعبي غينيا كانت لهم اليد العليا طوال المواجهة، ونجحوا في الاستحواذ على المساحات وكسر جل هجمات المنتخب الجزائري، خاصةً في شوط المباراة الأول، حيث عجز الخضر على صناعة فرص سانحة للتسجيل، وظهر وكأنهم مكبلون وعاجزون عن الوصول إلى منطقة جزاء المنافس.

أخطاء بيتكوفيتش تعدّت خط الوسط إلى خط الهجوم، حيث أشرك 4 لاعبين بصفات هجومية بحتة؛ لكنه لم يحسن توظيفهم وأشركهم في مراكز غير مريحة، هم ياسين براهيمي الذي كان ظلًا لنفسه ولم يقدم شيئًا يُذكر ليغادر في الدقيقة (59)، وهو حال ياسين بنزية الذي بدا تائهًا فوق الملعب ولم يعرف المنصب الذي يشغله طوال اللقاء ليرافق لاعب الغرافة إلى خارج الملعب.

اعتمد مدرب الخضر على أمين غويري في منصب قلب هجوم منذ بداية المباراة، وهو الأمر الذي لا يتقنه لاعب ستاد رين بشكل جيد، كونه يحبذ اللعب خلف المهاجم وفي مركز الجناح الأيسر، سبق أن شارك في مركز قلب هجوم في حقبة بلماضي ولم يقدم شيئًا يُذكر، بينما أكد سعيد بن رحمة للمرة الألف أنه لاعب نادٍ ولليس لاعب منتخب، رغم أن هدف منتخبه الوحيد جاء بعد تسديدة منه أكملها مدافع غينيا في مرماه بالخطأ.

تنظيم دفاعي سيئ وحارس كارثي!

مثلما كان عليه الحال في مباراتي بوليفيا وجنوب أفريقيا الوديتين في أول معسكر للمدرب بيتكوفيتش حين استقبل الخضر 5 أهداف كاملة، واصل الدفاع الجزائري الظهور بوجه شاحب أمام منتخب متواضع على مستوى الساحة الأفريقية، لكن المساحات ظهرت في الشوط الثاني بسبب أخطاء فادحة في التمركز والتغطية.

ثنائية عيسى ماندي ومحمد أمين توغاي باتت لا تلبي الطلب، اللاعبان يعيبهما الثقل في الحركة وسوء التمركز داخل منطقة الجزاء، وهذا ما اتضح في لقطة الهدف الأول، حيث وصلت الكرة إلى مورايي سيلا وسط غابة من السيقان، قبل أن ينجح في هزم الحارس أنتوني ماندريا بسهولة.

وإذا كان الحارس الجزائري لا يتحمل مسؤولية الهدف الأول، فإنه حتمًا يتحمل مسؤولية الهدف الثاني، الذي جاء عبر تسديدة عبر أغيبو كامارا من زاوية ميتة تقريبًا، لم يحسن حارس مرمى كان التعامل مع الكرة، رغم أنها لم تكن بتلك القوة، لكن الهدف يتحمل غويري جزءًا من مسؤوليته أيضًا، إذ ترك مسجل الهدف يسدد طليقًا دون الضغط عليه تمامًا.

تغييرات بيتكوفيتش لم تكن مدروسة

تلقى المنتخب الجزائري هدفًا سريعًا في الشوط الثاني عند الدقيقة (50)؛ لكن ردة فعل الخضر كانت قوية ونجحوا في تعديل النتيجة بهدف عكسي في الدقيقة (52)، وفي الوقت الذي كان على بيتكوفيتش التحرك من أجل تعديل الأوتار وتسجيل هدف التقدم، تلقت شباك ماندريا هدفًا ثانيًا في الدقيقة (63).

بعدها لم يحرك المدرب السويسري ساكنًا وحافظ على نفس اللاعبين إلى غاية الدقيقة (80)، والغريب أن تغييراته كانت دفاعية، وبدل إشراك لاعبي خط وسط أو مهاجم إضافي للضغط على الدفاع الغيني، لجأ إلى الظهيرين الخلفيين جوان حجام وكيفين غيتون مقابل إخراج الجناح بن رحمة والظهير الأيمن يوسف عطال.

ويبدو أن بيتكوفيتش تفطن إلى فشل ثنائية بن طالب وزروقي متأخرًا للغاية، ليخرج الأخير في الدقيقة (84) مقابل إقحام قلب الهجوم منصف بكرار، هذا الأخير لم يلمس أي كرة تقريبًا، خاصةً أن تمركزه فوق الملعب لم يكن مفهومًا بسبب الفوضى التي انتهت عليها المواجهة، بسبب سوء التنظيم أو سوء تطبيق تعليمات المدرب!

شارك: