بلجيكا.. مباريات لا تُنسى من تاريخ المونديال
يتطور المنتخب البلجيكي باستمرار، ويتمتع حاليًا بجيل من اللاعبين ذوي الخبرات، القادرين على وضع منتخبهم على خارطة الترشيح لنيل لقب كأس العالم، وربما التتويج به، لا سيما بعد أن حصد "الشياطين الحمر" المركز الثالث في النسخة السابقة في روسيا 2018.
يشارك المنتخب البلجيكي في كأس العالم قطر 2022، في المجموعة السادسة إلى جانب كرواتيا والمغرب وكندا، في مجموعة حديدية.
لم تبتسم كرة القدم في وجه المنتخب البلجيكي على مستوى الألقاب، رغم تمتعه بأفضل اللاعبين، ويطير بكم موقع winiwin عائدًا بالزمن لاستعراض أبرز لحظات ومباريات المنتخب البلجيكي وما عايشه من أفراح وأتراح في النسخ الماضية من كأس العالم.
كأس العالم 1986 (بلجيكا - إسبانيا)
انهزمت بلجيكا في الافتتاح أمام صاحبة الأرض المكسيك في نسخة 1986، لكنها تداركت وفازت على العراق 2-1 بالجولة الثانية، ثم تعادلت 2-2 مع باراغوي، لتصعد إلى ثمن النهائي محتلة المركز الثالث، ضمن أفضل منتخبات البطولة في نفس المركز.
بعد التغلب على منتخب الاتحاد السوفيتي العنيد في دور الـ 16 إثر التمديد لوقتين إضافيين، دخل البلجيكيون مباراة دور الثمانية أمام الإسبان على أرضية ملعب كواتيموك بحضور 45 ألف متفرج، واستطاع يان كويلمانس تسجيل هدف الشياطين الحمر في الدقيقة 35 من الشوط الأول الذي انتهى بتقدمهم، وفي الشوط الثاني دارت رحى الحرب حيث حاول الشياطين ترويض ثيران إسبانيا، لكن انفجر المتادور متأخرًا في الدقيقة 85 بهدف خوان أنتونيو سنيور.
وأعلن الحكم سيغفيرد كيرستشين انتهاء اللقاء رسميًّا والاحتكام إلى ركلات الترجيح، والتي شهدت تألق جميع مسددي الركلات من الجانب البلجيكي أمام إهدار مهاجم إسبانيا إلوي أولايا الركلة الثانية، لتضرب بلجيكا موعدًا مع التاريخ والصعود إلى الدور نصف النهائي حيث واجهت جيل مارادونا التاريخي، لتخسر بثنائية وتخرج من الباب الكبير، بعد الوصول لأبعد نقطة في كأس العالم بتاريخ بلجيكا، ثم حققت بعدها المركز الرابع.
كأس العالم 2014 (بلجيكا - الولايات المتحدة)
دخل المنتخب البلجيكي منافسات البطولة من المجموعة الثامنة، وتصدرها وخلفه المنتخب الجزائري على حساب كل من روسيا وكوريا الجنوبية، بعد أن حقق العلامة الكاملة بـ 9 نقاط من 3 انتصارات.
وفي الدور التالي حيث منافسات ثُمن النهائي، وقع مع منتخب الولايات المتحدة في مباراة عصيبة حضرت فيها القوة البدنية والندية بين المنتخبين، مع استحواذ المنتخب الأمريكي، انتهت مجريات المباراة في دقائقها التسعين الرسمية بالتعادل السلبي، ما يعني الاحتكام إلى الشوطين الإضافيين.
مع بداية الشوط الإضافي الأول دخل لوكاكو مكان أوريغي الذي لم يوفق في ترجمة الفرص التي لاحت له لأي أهداف، وبعدها بدقيقتين أحرز دي بروين هدف الشياطين الحمر الأول، وسط صدمة الأمريكان، ولم يرحم الشياطين أبناء العم سام وسجل البديل لوكاكو الهدف الثاني في الدقيقة 105، أي بعد أقل من 7 دقائق على دخوله.
وفي الشوط الإضافي الثاني حاول الأمريكان العودة في اللقاء بهدف جوليان غرين الذي سجله في مرمى كوروتوا بالدقيقة 107، لكن استطاع الشياطين الحمر الصمود والحفاظ على فوز غالٍ قادهم إلى الدور التالي حيث لعب التاريخ لعبته وكرر نفسه حين واجهت بلجيكا نظيرتها الأرجنتين مثلما حدث في نسخة 1986.
الفرق أن هذه المرة في الدور ربع النهائي حيث خسر البلجيكيون بصعوبة أمام رفاق البرغوث ميسي بهدف نظيف، لتنتهي مقطوعة كروية بلجيكية توازي في روعتها جودة موسيقى أدولف ساكس.
كأس العالم 2018 (بلجيكا - إنجلترا)
حاول الجيل الحالي إقحام اسم بلجيكا في سجلات الفيفا كبطل يستحق التتويج، إذ دخل المنتخب البلجيكي منافسات هذه النسخة من قلب روسيا في المجموعة السابعة إلى جانب إنجلترا وتونس وبنما، واستطاعت بلجيكا تكرار إنجاز النسخة السابقة واكتساح باقي فرق المجموعة بالعلامة الكاملة، لتواجه في دور الـ 16 منتخب اليابان في لقاء سريع خاطف شهد 5 أهداف.
استطاع الشياطين الحمر إخماد ثورة الساموراي بنتيجة 3-2، ثم في الدور التالي وقعوا أمام منتخب لاتيني آخر هو البرازيل الأكثر تتويجًا، لكن بلجيكا صنعت الحدث وفازت على نيمار ورفاقه 2-1، واصطدمت في مباراة قبل النهائي بمنتخب آخر طامح لتحقيق المجد وهو المنتخب الفرنسي الذي أقصى الشياطين من الوصول إلى النهائي الأغلى، بعد الفوز بهدف أومتيتي.
صحيح أن المنتخب البلجيكي خسر لكنه لم يخرج بعد، فهناك فرصة أخرى لتعديل أوضاعه تاريخيًا والوصول إلى أبعد نقطة منذ حصوله على المركز الرابع في نسخة المكسيك 1986، حيث جمعه القدر بمنتخب إنجلترا الذي رافقه صعودًا عن المجموعة السابعة.
انطلقت أحداث مباراة لتحديد المركز الثالث بين الجريحين البلجيكي والإنجليزي على أرضية غازبروم أرينا في مدينة سانت بطرسبرغ أمام 64 ألف متفرج، ومثل اللقاء السابق في دور المجموعات فازت بلجيكا بهدفين أحرزهما مونييه في الدقيقة 5، ثم إدين هازارد في الدقيقة 82، ليحقق الشياطين الحمر أفضل مركز لهم في تاريخ مشاركات كأس العالم.