برونز الجزائر يضيء سماء الخرطوم

تحديثات مباشرة
Off
2023-07-18 16:36
لقطة من مواجهة الجزائر والسودان في الألعاب العربية (Twitter/UAFAAC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ماذا دها الحكومات العربية؟ لماذا لا يَسأل حُكام دول الوطن العربي أنفسهم قبل إشعال الحرب، أين ستذهب الشعوب؟ أين سيذهب الرياضيون؟ أين ستذهب المسارح والفنون؟ المتأمل في الفرق المشاركة في دورة الألعاب العربية الخامسة عشرة لكرة القدم في الجزائر 2023 سيجد في المجموعة الأولى فريقين تمر بلادهما بأزمات كارثية، فالسودان تشتعل فيه حرب ضروس ولبنان يعاني من عدم استقرار ووضع اقتصادي كارثي، وفي المجموعة الثانية أيضًا هناك فريقان لدولتي سوريا وفلسطين أيضًا تعيش بلادهما حروبًا منهكة منذ أعوام، قطعًا ستؤثر في استقرار النشاط الكروي بشكل عام. 

ورغم حريق الخرطوم الذي قضى على الأخضر واليابس -حتى الآن- فقد نجح المنتخب السوداني الأولمبي الأسبوع الماضي في حصد الميدالية البرونزية على حساب نظيره الجزائري، مستضيف دورة الألعاب الرياضية، إثر الفوز عليه بركلات الترجيح 4-2 عقب انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2 على ملعب 19 مايو/ أيار في مدينة عنابة الجزائرية.

جالت تلك الخاطرة برأسي وأنا أتلصص أخبار لاعبي منتخب السودان القومي ولاعبي الأندية السودانية بعد صدور قرار رئاسي بتعليق النشاط الرياضي في البلاد عقب نشوب حرب دامية مستعرة حتى الآن وأدّت لتدافع السودانيين نحو معابر الدول المتاخمة وتفرُق البقية في مدن البلاد الآمنة طلبًا للنجاة.

كيف هو حال اللاعبين الذين بذلوا جهدًا عظيمًا منذ بداية الموسم الرياضي مثل علاء الدين يوسف نجم دفاع فريق المريخ أحرز نجاحات كبيرة مع فريقه في الدوري الممتاز قبل الحرب وأتبعها بتقديم مستوى متميز أمام الترجي التونسي والزمالك المصري وبلوزداد الجزائري وأصبح أساسيًا في الفريق القومي السوداني في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية كوت ديفوار 2023 وفي بطولة أفريقيا للاعبين المحليين.

لماذا يتفرق مجهود علاء الدين أيدي سبأ؟

أيضًا فيما يخص تأثير الحرب في كرة القدم، قال لاعب المريخ السابق، أمير مصطفى كاريكا في تصريح خاص لـwinwin أن الموسم الرياضي كان يمضي على نحو جيد، وأعتقد أن التنافس كان مثيرًا على لقب الدوري، ولولا ظروف الحرب لتابع الجميع نسخة متميزة، على الرغم من التراجع الواضح الذي طرأ على المسابقة، بصورة عامة، باقتصار التنافس على المريخ والهلال، وأكد كاريكا أن الموسم شهد تألقًا لافتًا لعدد من اللاعبين.

تساءلتُ على صفحتي الشخصية علي الفيسبوك عن مصير لاعبي منتخب السودان ولاعبي الأندية وهالتني فداحة الإجابات من متابعي صفحتي حيث تفاوتت بين مَن نزحوا إلى الأقاليم أو نحو دول جارة.

أيضًا في أثناء متابعتي للأندية السودانية التي تخوض مباريات خارجية وجدت -على سبيل المثال- أن تشكيلة اللاعبين التي ستلعب أمام الكنغو في تصفيات كأس الأمم الأفريقية في سبتمبر القادم تتكون من لاعبي فرقٍ ليست ضمن الفرق الكبيرة المعروفة، مثل حي الوادي وحيدوب النهود والفلاح عطبرة. 

مثلما يحكي التاريخ القريب قصة انتصار منتخب العراق في كأس آسيا 2007 رغمًا عن الحرب مع الاحتلال الأمريكي آنذاك، يعيد أبطال المنتخب السوداني نفس التاريخ بالأمس القريب وينتزع الميدالية البرونزية من المنتخب الجزائري المُضيف رغم عدم وجود مجلس إدارة يرعي الفريق ودون معسكرات تدريب ورغم الحرب التي تشتعل في ثوب بلاده.

شارك: