برشلونة مريض.. الحل في إقالة كومان؟
خسارة ثانية لبرشلونة تواليا خلال أيام قليلة أمام يوفنتوس 0-3، وهي أيضا الخسارة الثانية ضمن ختام دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.. صحيح أن الخسارة على "كامب نو" غير مؤثرة إلى حد ما، بعدما ضمن الفريقان التأهل للدور المقبل، إلا أنها تعتبر فصلا جديدا في النتائج المهتزة للبلوغرانا هذا الموسم تحت قيادة المدرب الهولندي رونالد كومان تحديدا.
خسر برشلونة بعد أداء أقل ما يمكن القول عنه إنه سيء، كما فتح باب التكهنات حول مستقبل الفريق الكاتالوني وتحديدا مستقبل نجمه ليونيل ميسي، الذي خسر هو الآخر المنافسة المباشرة مع كريستيانو رونالدو صاحب الهدفين الأول والثاني للسيدة العجوز.
على الجانب الآخر، أرقام قياسية سلبية يستمر برشلونة تحت قيادة كومان بتسجيلها في الدوري الإسباني، فبعد 10 مباريات خاضها الفريق سجل أسوأ بداية منذ موسم 1988، كما أن خسارته الأخيرة يوم السبت الماضي أمام قادش لم تحصل منذ قرابة ثلاثة عقود.
وقد سجل قادش ذلك الفوز (قبل الأخير) على حساب برشلونة بقيادة هولندي آخر هو الراحل يوهان كرويف وآنذاك كان كومان في صفوف برشلونة وفاز معه بلقب البطولة في ذلك الموسم.
الفريق يستمر بالاهتزاز ولايكاد يصحو من هزة حتى يصطدم بأخرى.. طبعا الحديث عن الأخطاء الفردية يطول ويطول وهي من أسباب النتائج المتواضعة، وكومان بدوره أعاد الهزيمة الأخيرة لأسباب عدة وركز على الأخطاء الفردية وعدم التركيز، ولم يحمل نفسه أو طريقة لعبه أي مسؤولية، وهنا يكمن مربط الفرس.
رونالد كومان اللاعب الكبير والمدافع الهداف قدم نفسه كمدرب كبير سواء مع الفرق التي دربها وخاصة في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو مع منتخب بلاده حيث أعاده إلى مستوى منتخبات المقدمة أوروبيا وعالميا.
كومان ليس بحاجة لإثبات قدراته مقارنة بمدربين فازوا بعديد البطولات مع برشلونة في السنوات الأخيرة، وهو يعلم والجماهير تدرك أن تلك الانتصارات جاءت بفضل أسماء قادت البلوغرانا لا نتيجة حنكة هؤلاء المدربين.
منذ وصول المدرب الهولندي مطار برشلونة تحدث الإعلام عن خلافات بين ميسي وكومان والأخير لم يحرك ساكنا، من مبدأ أن الفريق لا يتوقف على لاعب، حتى لو كان ميسي، ولا يعني ذلك استهتارا بقدرات الفتى الأرجنتيني بل هي ثقة كومان في بناء الفريق ما بعد ميسي، فاللاعب سيترك النادي عاجلا أم آجلا، إما بالانتقال لفريق آخر وهو حقه، أو الاعتزال وهو سنّة كرة القدم.
كومان بدأ بناء الفريق معولا على ميسي لرسم طريق الفوز في هذه المرحلة، وميسي قادر على لعب هذا الدور بعد أن أتقنه في حضور المدربين نظريا وغيابهم عمليا في الأعوام الماضية. عملية البناء لن تكون سريعة وقد لا ندرك قيمتها في المنظور القريب لكنها إن تمت وفق فلسفة المدرب الهولندي فستكون طويلة المدى، لذلك يريد كومان الاستفادة من خصائص لاعبه الأفضل في الفريق من أجل سد ثغرات هذه العملية.
عموما تحميل اللاعبين مسؤولية أكبر، هي من خصائص المدرب القوي الواثق كما أنها تأتي ضمن الحرب النفسية لتفعيل المنافسة الداخلية بين اللاعبين والسعي لتقديم الأفضل. تبقى رياح التغير العدو الأبرز لمشروع برشلونة، فإلى أي مدى يمكن للجماهير الصبر، وهل من ضامن للسيطرة على تذمر جماعي إن حدث في غرفة الملابس، والطامة الكبرى في انتخابات النادي المرتقبة وإمكانية القبول بمشروع كومان إذا استمرت النتائج السلبية.
تقييم مشروع الهولندي كومان في الوقت الراهن ظلم وتقييمه مع نهاية الموسم غير منصف، ويجب أن يأخذ وقته كاملا فالبناء يحتاج موسما كاملا كحد أدنى ومن ثم قطف الثمار. وقد تكون أمام كومان فرصة البناء محليا واستغلال النتائج الأولية وتوظيفها أوروبيا.
يجب على برشلونة الخوف من خساراته وليس من فارق النقاط، فالفارق يمكن تعويضه لكن مع كل خسارة يتراجع الفريق خطوة في طريق المنافسة على لقب الدوري. والحل يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن إقالة أو استقالة كومان فهي بلا شك ستضرب الفريق في مقتل قد لا يفيق من تداعياتها لسنوات.