أين مارادونا الحقيقي؟

تاريخ النشر:
2020-11-29 19:32
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
الراحل مارادونا كان الأفضل بالمطلق من لاعبي جيله (Getty)
Source
+ الخط -

حين بدأ عصر الأرجنتيني دييغو مارادونا (نعم عصر مارادونا فهو جزء من التاريخ)، بدأ عشاق كرة القدم تدريجيا نسيان نجوم كبار عند ذكر اسمه أمثال ألفريدو دي ستيفانو وفيرينتس بوشكاش والبرازيلي بيليه، مع العلم أن الفارق الزمني ليس بكثير، ففي آيامهم كانت أجهزة التلفاز بالأسود والأبيض، وأصبحت بالألوان تقريبا مع بداية مسيرة مارادونا. هذا العصر (عصر مارادونا) حول أمجاد الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه وغيره إلى صفحات تقرأ، وقدم إلى الجماهير كرة قدم تختلف عن تلك التي عرفوها، وتحكم بقوانين مارادونا.

لماذا عصر مارادونا؟ هذه الفترة من حياة كرة القدم كانت تعج بالنجوم ومثلت الأيام الأخيرة في مسيرة الجناح الطائر أسطورة هولندا يوهان كرويف، وتزامنت مع الجيل الذهبي للمنتخب البرازيلي بقيادة زيكو وسقراط، وحضر ديوك فرنسا بواحد من أروع الأجيال بزعامة ميشيل بلاتيني وتيجانا، كما لا ننسى واحدة من أفضل تشكيلات منتخب البرتقالة الذهبية مع ماركو فان باستن ورد خوليت وريكارد وكومان. لكن لا جماعية المنتخبات الذهبية ولا فردية لاعبيها استطاعت أن تقترب من نجومية مارادونا.

مارادونا كان الأفضل بالمطلق على لاعبي جيله، والجميع يدرك أن مونديال كأس العالم يسمى باسم الدولة المستضيفة أو عام إقامته إلا المونديال الذي أقيم في المكسيك فسمي مونديال مارادونا. ومن يستطع نسيان عبارات أصبحت أمثالاً في انتقالاته. لاعب يستطيع الفوز على فريق، ضع مع مارادونا عشرة أعمدة من الخشب يهزم أي منافس. لم تكن هذه وغيرها من العبارات من باب المبالغة بقدر ما كانت تعكس إمكانيات النجم الأرجنتيني الحقيقية.

وتوالت الأجيال الكروية ووزعت الكرة الذهبية وذهب لقب أفض لاعب في العالم بين هذا وذاك وبقي مارادونا الأفضل، وفي أيامنا هذه حيث عالم كرة القدم نسبيا مقسوم بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن أيا منهما لم يستطع أخذ ذلك الحيز الذي انتزعه مارادونا على الرغم من كثرة المقارنات خاصة بينه وبين ميسي.

مارادونا المدرب دون بصمة والشخصية المشاكسة وحياته الاجتماعية بسلبياتها كل هذه الأمور لم تغير في صورة الأسطورة قيد أنملة. وحين جاء نبأ الوفاة خرج العالم لتوديع أسطورته غير آبه بجائحة كورونا، ودون حساب الأيام التي مضت على اعتزاله، خرج ليقول وداعا لمارادونا الشخص ولكن مارادونا الحقيقي الأسطورة موجود في قلب كل عاشق لكرة القدم أحب هذا النجم أو كان به متيما. 

شارك: