ما سر التفوق الروسي في رياضة التزحلق الفني على الجليد؟
لا يختلف اثنان على أن روسيا أخذت تتقدم بخطوات على بقية دول العالم في رياضة التزحلق الفني على الجليد، وبشكل أدق استعادت روسيا مركزها المتقدم في هذه الرياضة. وبات الرياضيون الروس أبرز المرشحين للفوز في المنافسات سواء الألعاب الأولمبية أو البطولات العالمية أو الجوائز الكبرى.
أحد السياح الألمان في تركيا أبدى استغرابه من تدريبات لفريق من الأطفال الروس على الرمال، وتحول الاستغراب إلى حالة من الدهشة حين علم أن هؤلاء الأطفال فريق للتزحلق الفني على الجليد، السائح تحدث عن صعوبة التمارين على الرمال، ومالفت انتباهه أيضا أن المدربة تعطي التعليمات وهي تصرخ بصوت أعلى من صراخ الضباط الألمان على عساكرهم، والأطفال يصغون بمنتهى التركيز وهم ينفضون الرمال عن أجسادهم، لينهي السائح الألماني حديثه لعلي الآن فهمت سبب تفوق روسيا في هذه الرياضة.
نعم هناك أسباب للتفوق في أي رياضة وعوامل مساعدة والأمر هنا لا يختلف، وبالحديث عن العوامل المساعدة لنجاح هذه الرياضة في روسيا فلابد من الإشارة إلى البنية التحتية الروسية المتقدمة، وطول فصل الشتاء حيث يستغل ذلك بتأمين ساحات في الهواء الطلق للتزحلق في معظم المدن الروسية، كما أن ممارسة الرياضات الشتوية في المدارس الروسية خلال فصل الشتاء من الأساسيات.
أما الأسباب في نجاح المدرسة الروسية للتزحلق الفني تعود أولا لعدد الموهوبين في روسيا على الرغم من أنها رياضة شاقة، وهو ما يزيد من حدة المنافسة في البيت الداخلي. كما بنية الجسم تعطي أفضلية خاصة في فئة الجنس اللطيف. تدريب الأطفال في المدارس الرياضية في روسيا يبدأ في سن الخامسة، ويتعامل المدربون مع الأطفال بشكل جدي مرفق بمتطلبات صعبة لا تتوانى تلك البراعم بتلبيتها، ولابد من التعريج على العامل النفسي فالأسرة الروسية دائما ما تدعم طفلها وتكرر عبارة أنت الأفضل وأنت قادر وهذا ما يلعب دورا في توليد الثقة بالنفس في سن مبكرة.
إضافة إلى القدرة على التزحلق والثقة بالنفس يعتبر برنامج المشاركة أساسا لحصد النقاط، وغالبا ما يعتمد برنامج التزحلق على مزج بين الرياضة والموسيقى والباليه الذي يعتبر فنا روسيا بامتياز.
بعض النقاد يربط التفوق الروسي بالمنافسة بين المدارس من جهة وبين المدربين الروس من جهة أخرى وهو ما يفسر غزو المدرب الروسي في هذه الرياضة دول العالم من الصين واليابان إلى أميركا وناهيك عن دول أوروبا.
بكل الأحوال لا يمكن إنكار أن الرياضة بغض النظر عن نوعها لعبة جماعية فتقديم البطل لا يتوقف على الرياضي فحسب، بل على الطاقم التدريبي صاحب الدور في اختبار برنامج المشاركة ودرجة صعوبته بما يتناسب مع إمكانيات الرياضي مثل القفز والدوران.
بعد فوز روسيا بشرف استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية سوتشي 2014، لم تبخل البلاد في دعم الرياضات الشتوية ماديا وتقنيا بهدف الخروج بنتائج مشرفة، وهو ما تحقق بحصد الذهب الأولمبي آنذاك في أكثر من منافسة، وبعدها استمرت روسيا وتستمر في حصد الثمار الذهبية للتحضير الصحيح لأولمبياد سوتشي.