باريس سان جيرمان.. صدارة محفوفة بالمخاطر!

نظرة خاطفة إلى ترتيب فرق المجموعة السادسة من دوري أبطال أوروبا ، كفيلة بتحذير باريس سان جيرمان من مغبة اللعب بالنار في الجولات الثلاثة القادمة، وهي الجولات التي سترفع فيها فرق المجموعة شعار شكسبير: أكون أو لا أكون.

ونظرة أخرى إلى ترتيب فرق هذا المجموعة الصعبة والشائكة، سنجد أن كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، بالنظر إلى تقارب النقاط، وتقارب المستويات التي تنبئ بأننا على موعد مع لعبة كراسٍ موسيقية بين فرق: باريس سان جيرمان ونيوكاسل وبوروسيا دورتموند وميلان.

ترتيب مجموعة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا

وصحيح أن الفريق الباريسي استعاد صدارة المجموعة من نيوكاسل الإنجليزي في الجولة الثالثة، مستفيدًا من فوزه الصارخ على ميلان الإيطالي بثلاثية مدوية، ومستغلًا خسارة منافسه نيوكاسل الإنجليزي من بروسيا دورتموند الألماني، غير أن الصدارة الباريسية محفوفة بالكثير من المخاطر.

ما يلفت النظر في فرق هذه المجموعة، ليس تقارب المستويات وحسب، بل هذه الفرق تجمعها ميزة سلبية خطيرة تتعلق بعدم قدرتها على إحداث الفارق خارج ملاعبها.

وهذه السلبية الخطيرة مرشحة للتصاعد أكثر فأكثر في الجولات الثلاثة القادمة، وهو ما يعني أننا أمام حسابات معقدة للغاية قد تحسم فيها التفاصيل الصغيرة صدارة هذه المجموعة، تمامًا مثلما ستحدد مصير الفرق من حيث الترتيب التصاعدي في نهاية المطاف.

ووسط غموض النتائج، وضبابية ردود الأفعال من جولة إلى أخرى، يطل مارد الحذر من قمقم المفارقات؛ ليرسم خريطة طريق ضبابية المعالم، بدليل أن كل فريق يتألق على ملعبه بإقناع، يعود وينسف هذا الإقناع عندما يلعب خارج أرضه.

القرعة لم تكن رحيمة على الإطلاق بفرق هذه المجموعة من الأساس، ومن الظلم أن نقارنها بالمجموعات الأخرى التي تتفاوت فيها المستويات.

وإذا كانت فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ، قد ضمنت تقريبًا بلوغ الدور الثاني من أقصر الطرق، وفي ظرف ثلاث جولات فحسب، فإن التنبؤ بمن سيتأهل من مجموعة باريس سان جيرمان ونيوكاسل وبوروسيا دورتموند وميلان، يعد ضربًا من الخيال.

لا يحتاج باريس سان جيرمان أن يكون متقلبًا كطقس هذه الأيام، مرة مرتفع الحرارة، وأخرى باردًا كالثلج، لأن متلازمة التذبذب قد تضعه في موقف لا يحسد عليه.

ولكي يخرج باريس سان جيرمان من دوامة التذبذب والتفاوت في النتائج، عليه أن يضبط بوصلة الرؤية جيدًا عندما يواجه ميلان الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني خارج قواعده، وكأن مباراته أمام نيوكاسل في باريس لن تكون قاسية نظريًا على الأقل.

لا شك أن الفريق الباريسي في أمسّ الحاجة إلى عقلية مدربه الإسباني لويس إنريكي، لكي يتفادى مقالب لعبة الكراسي الموسيقية، ولكي يجنب فريقه أيضًا حسابات ومشاهد هتشكوكية معقدة هو في غنى عنها.

من غير المعقول أن يظل رسم لويس إنريكي التكتيكي ثابتًا، يستلهم ثوابته البشرية ممّا تجيد به قريحة المهاجم كليان مبابي، لأن مثل هذا الاعتماد الثابت يصيب الفريق أحيانًا باستعصاء ذهني يصعب تليينه، بالذات عندما يكون مبابي بعيدًا عن مستواه.

أتفق معكم بأن (بي إس جي) غير جلده هذا الموسم، ولم يعد فريقًا يعج بالنجوم الكبار كما كان، لكنه بالمقابل يتمتع بلاعبين جيدين يمكنهم صناعة الفارق في حال توفر غطاء تكتيكي واضح المعالم.

يمكننا أن نعيد النظر كرّتين في قراءة محتوى الفريق الباريسي، لنكتشف أنه من الخطأ تحنيط قدرات لاعبين أمثال: عثمان ديمبيلي وكولو مواني وماركو أسينسيو وأشرف حكيمي.

المغربي أمين حارث يصنع الحدث في فرنسا 

اقرأ المزيد

في تقديري أن باريس سان جيرمان يمتلك كل المقومات الفنية التي تؤهله لصدارة المجموعة بل وبلوغ الدور الثاني، وربما تمنحه أفضلية الوصول إلى أبعد مدى في أعرق البطولات الأوروبية.

ليست هناك خيارات أمام باريس سان جيرمان في الجولات الثلاثة القادمة سوى الفوز وحده، ليضرب عصفورين بحجر واحد: صدارة المجموعة، والابتعاد عمليًّا عن مواجهة الفرق الكبيرة في الدور ثمن النهائي.