الهلال.. الخروج من عنق زجاجة ذوي القربى!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-04-22 20:56
لاعبو فريق الهلال السعودي (Twitter/Alhilal_EN)
محمد العولقي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

* مشكلة لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم المستعصية مع التجاذبات والقضايا الكيدية، أنها تنفعل مع القضايا ولا تتفاعل معها، والفارق بين الانفعال والتفاعل كبير جدا.

* مشكلة اللجان ذات الهوى والميول أنها تحب بقوة وتكره بالقوة نفسها، يستوي في هذا الشعور المحتقن ما هو عام مع ما هو شخصي، والحصيلة أنها تقع في أخطاء فادحة في التعاطي مع القضايا معمدة بسبق الإصرار والترصد.

* ويبدو أن قرار معاقبة الهلال ليلة عيد الأضحى المبارك العام الماضي من غرفة فض المنازعات، على خلفية القضية التي رفعها نادي النصر، يتهم فيها الهلال بالتحريض والإخلال باللوائح في مسألة تجديد عقد محمد كنو، حصيلة غير حصيفة لثقافة الميول والاستعجال والتهور، مع أن أعضاء اللجنة -حتى وإن تفرقوا بعد لعنة الهلال شذرا مذرا- يستندون على رصيد من الأمثلة التي تؤكد أن في العجلة الندامة، وأنه بين السابق والمسبوق نفخة بوق.

* ولأن قرار حرمان الهلال من التسجيل لفترتين مع تغريمه مبلغا ماليا كبيرا استند على مزاعم (صفراء) لا تسر الناظرين، فسرعان ما تحول ذلك القرار من (حبة) إلى قبة، بدليل أن لجنة الاحتراف برّأت الهلال من تهمة التحريض وتجاوز اللوائح بعد أكثر من سبعة شهور، في مفاجأة متأخرة عرت قرار غرفة فض المنازعات من كل أوراق التوت، ونقلت تأييد القرار من مركز التحكيم الرياضي إلى واد غير ذي زرع.

* ولا أريد هنا التوقف طويلا أمام بواعث قرار لجنة الاحتراف الذي كان أشبه بمن فضح كل عضو ينطق عن الهوى، حتى لا يخرج الحديث عن إطاره التوعوي القائم على تحليل ما حدث بحكمة وليس بقلة عقل، وعزائي وقد شعرت بأن الهلال كان كبش فداء لقرار كيدي استند على حجج غامقة أن (سيبويه) بشحمه ولحمه مات وفي نفسه شيء من (حتى).

* وعندما برأت لجنة الاحتراف الهلال من التهمة، هبطت من حالق أسئلةٌ كبيرة كجلمود صخر حطه السيل من عل من وزن:

على أي مادة استندت غرفة فض المنازعات في قرار ليلة العيد بتغريم الهلال وحرمانه من التسجيل لفترتين متتاليتين؟

وما الدوافع التي أجبرت مركز التحكيم الرياضي على تعميد قرار لجنة فض المنازعات وتأييده دون قبول استئناف الهلال؟

وإذا كان موقف غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم لا تشوبه شائبة، فلماذا خالفت لجنة الاحتراف القرار وأصدرت حكمها ببراءة الهلال، في قرار مدو ينسف كل الحجج التي روج لها أعضاء غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم الرياضي؟ 

وطالما أن نادي الهلال مقيد بأحكام مركز التحكيم الرياضي وأعرافه باستحالة لجوئه لمحكمة كأس الفيفاوية، فلمن يرفع الهلال قضية للمداولة؟ فإذا كان غريمك القاضي فلمن تتظلم؟ 

ووسط هذا العك والعك المضاد أسأل -مع أن السؤال لغير الله مذلة- مَن الجهة القانونية التي يمكن للهلال الاستعانة بها لنيل حقوقه دون انتقاص؟ 

والسؤال الصعب الذي لا يحتاج إلى وسائل مساعدة، لكن إجابته تقود فورا لربح المليون مفاده:

من يجرؤ على معاقبة غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم الرياضي بعد أن حصحص الحق وثبتت براءة الهلال من تهمة تحريض كنو على فسخ عقد لم يوقعه أصلا مع نادي النصر؟

* وإذا كان قرار لجنة الاحتراف قد نسف كل مبررات غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم الرياضي، فإن الأصل في القضية يحتم على الجميع الإفراج عن الأسباب التي استدعت معاقبة الهلال دون وجه حق، على اعتبار أن البينة على من ادعى.

* وبعيدا عن الغموض الذي يكتنف ما يدور في لجان الاتحاد السعودي، يشعر الهلاليون عن بكرة أبيهم أن الهلال مستهدف من أطراف في اتحاد الكرة تسعى بوتيرة عالية إلى إنهاكه واستنزافه على بعد أيام قليلة من مباراة ذهاب دوري أبطال آسيا.

* قد يبالغ بعض الهلاليين في تضخيم المؤامرة التي تطبخ على نار هادئة لأجل تقديم الهلال فريسة سهلة على مائدة أوراوا الياباني، لكن وبالنظر إلى الجدول الزمني المضغوط الذي أجبر الهلال على خوض 8 مباريات دفعة واحدة في أقل من شهر، أجد "الفأر يلعب في عبي" بوصفي مراقبا ومحللا، ما يجعل التأويلات الهلالية تحبل بالكثير من الأبعاد البريئة وغير البريئة. 

* وفي ظل وضع صعب يحيط بزعيم الكرة السعودية والآسيوية إحاطة السوار بالمعصم، وجد الهلال نفسه مكرها على التخلي عن حلم امتلاك درع الدوري للمرة الرابعة على التوالي، وتفرغ في ظل سياسية التدوير إلى تقديم هدايا العيد لغيره. 

* وعندما استعان الهلال في مباراته أمام غريمه اللدود النصر بثلاثة أرباع كتيبته الأساسية، استعاد الزعيم سطوته داخل الملعب، فدفع النصر فاتورة هذه السطوة خسارة مدوية جعلت مسألة تتويج النصر ببطولة الدوري أقرب إلى عشم "إبليس في الجنة"، بالنظر إلى دوافع نادي الاتحاد المتصدر الذي يمشي نحو اللقب على طريقة الملوك واثق الخطوة.

* ومع الاقتراب من نهاية الموسم يمكن القول إن الهلال ضحى تقريبا بكل البطولات المحلية في سبيل ترسيخ مكانته القارية والحفاظ على لقب دوري أبطال آسيا، ومع ذلك فإن أكثر ما يؤلم الهلاليين بالفعل حقيقة أن فريقهم لم يحظ بتسهيلات داخلية تبعد عنه تراكمات الضغط النفسي والذهني والمعنوي، بعكس أوراوا الياباني الذي لا يعاني من ويلات وظلم ذوي القربى.

* وكمتابع حصيف لأوضاع الفريقين المتنافسين على القمة الآسيوية (الهلال وأوراوا)، أستطيع الجزم بأن كل اليابانيين يأملون بتتويج فريقهم وتجريد الهلال من اللقب القاري، بينما هناك في المملكة العربية السعودية من لا يرغب في تتويج الهلال بطلا لآسيا من جديد.

* معرفتي بخفايا وأسرار الهلال تدفعني للرهان على الزعيم أمام أوراوا الياباني على الرغم من كل الضباب الذي يلف المشهد العام لسببين:

الأول: الهلال دائما يتألق عندما يكون مستفزا، ويعرف كيف يستنفر قواه ويكشر عن أنيابه عندما يلعب تحت الضغط والظروف المعاكسة. 

الثاني: حنكة مدرب الفريق الأرجنتيني رامون دياز الذي يحسب "للشاردة قبل الواردة"، بالإضافة طبعا إلى الدفعة المعنوية الهائلة التي ستشكلها عودة المصابين: سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني، وهو ما يعني أن الخيارات الفنية والتكتيكية المتاحة أمام رامون دياز كثيرة ومتعددة، ستتيح له دكة بدلاء ثرية سيعرف من خلالها من أين تؤكل كتف أوراوا الياباني في الرياض أولا وفي طوكيو ثانيا.

شارك: