النادي الرياضي الصّفاقسي التّونسي

تحديثات مباشرة
Off
2023-08-16 16:38
أرشيفية- لاعبو النادي الصفاقسي التونسي (Facebook/OfficielCSS)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تشغل الرِّياضةُ حيّزاً واسعاً في عقول الشَبابِ ولها مكانة مميزة لدى فئة الرِّجال عامّة، مع وجود استثناءات –أظنُّها- قليلة، وقد حَظِيت كرةُ القدم على وجه التّحديد بمنزلة خاصة بين أنواع الرياضات ومجالاتها المتعددة، وينسحب هذا الأمر على مستوى العالم مع اختلاف البلدان والأعراق والجنسيات والبيئات والاهتمامات، وأكبر شاهد على ذلك ما تناله بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تُعقد مرةً كل أربع سنوات؛ من اهتمام وتحضيرات كثيرة وتجهيزات متنوعة ومتابعات وعناية خاصة وتهافت جماهيري للحضور والتشجيع والاستمتاع بالمشاهدة الحيّة والمباشرة من قبل محبي الرياضة وعشّاق كرة القدم في كل أنحاء العالم.

وتُعدّ كرةُ القدم الرياضة الأكثر شعبية وجماهيرية في أفريقيا المشهورة بِلَقَب القارّة السّمراء، ويهتم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المعروف بـ(CAF) بتنظيم بطولات تضم الأندية الأفريقية، وتبثُّ روح الحماسة والمنافسة بين فِرق ولاعبي كرة القدم، وتسلّط الضوء على المواهب الفذّة وترعاها بهدف صناعة أساطير كُروية يعود ولاؤهم وانتماؤهم إلى القارة الأفريقية.

وإذا ما جئنا إلى تونس الخضراء فإنها تضمّ أندية متعددة ومميزة، وتُعرف باحتوائها على ملاعب فريدة، ويُعرف النادي الرياضي الصفاقسي أنه من أشهر الفِرق الرياضية في مجال كرة القدم في تونس وعلى مستوى دول أفريقيا كلّها.

وقد كتب محمد الشعبوني الكاتب التونسي المعروف بمجال الكتابة النثرية أكثر من كونه شاعراً؛ أبياتاً شعرية تحدث فيها عن النادي الرياضي الصفاقسي التونسي، معبّراً عن إعجابه بالفريق وأداء لاعبيه ومهاراتهم، وشعوره بالفخر والاعتزاز به وبانتمائه إلى صفوف مشجّعيه وجماهيره.

يقول محمد الشعبوني في بداية الأبيات الشعرية التي نظمها كما تُنظم المخمّسات الشعرية والموشّحات:
أنتَ يا نادي بِلادي     ***     خالدٌ بين النّوادي
أنتَ حيٌّ في فُؤادي    ***     لك أَدعُو وأُنادِي
عشتَ يا نادي بِلادي

نَلحظ أنّه في هذه الكلمات السّلسة العذبة يُعبّر عن عظيم شعوره اتجاه النادي الصفاقسي التونسي؛ إذ يُضيف كلمة النادي إلى البلاد، ويُخصّص البلاد بياء الملكية ويقول (بلادي)، فهي بلاد الشاعر وهذا النادي هو فريق بلاده، ويُغرق في شعوره وتعبيره فيجعله الفريق الخالد الذّكر بين النّوادي كلها، فتعريف كلمة (النوادي) ها هنا يفيد الإغراق والاستغراق في الوصف والإطلاق، ثم يدعو لفريقه المحبّب أن يعيش ذكره في الحياة كما هو حيٌّ نابض في قلب الشاعر.

يُعرف الفريق الصفاقسي التونسي أنّه أول نادٍ تونسي شارك في بطولة كرة القدم في أفريقيا، وذلك في عام 1984م، وكانت المواجهة حينها مع فريق الزمالك المصري. وكان شِعاره يعتمد اللونين الأبيض والأسود، وإذا أردتم رؤية شعاره فابحثوا عن صورته في المواقع الرياضية، ستجدون أنه يتلون أحياناً من طرفيه باللونين الأخضر والأحمر

وهذا ما سيفسر لنا قول الشاعر محمد الشعبوني في الأبيات الآتية، إذ قال متابعاً حديثه عن النادي الصفاقسي ومفتخراً به: 

أنتَ لي خيرُ شِعار     ***    في سَماء الاقتِدار
أنتَ رمزُ الانتصار     ***    في اخْضِرارٍ واحمِرار
تَرتَقِي بين النّوادِي

يؤكد الشاعر في هذه الأبيات عمقَ التصاقه هويةً وكياناً بهذا النادي، وشعوره بأنّه ممثل جدير بحمل راية تونس الرياضية عالياً في السماء التي تُرفرف فيها أعلامُ الأندية المختلفة، ويجعل النادي الصفاقسي رمزاً للفوز والانتصار، وأهلاً للارتقاء والتصدّر. وقد فاز هذا النادي التونسي بكأس الاتحاد الأفريقي وتُوّج على مستوى أفريقيا في عام 1998م، كما أنه نال عدداً من الألقاب التي تدلّ على كفاءته في الساحات الخضراء، منها ألقاب محلّية وأخرى على مستوى القارة السمراء كلّها.

ويختم الشاعر قطعته الشعرية الصغيرة عن النادي الصفاقسي التونسي بقوله معتزاً به ومؤكداً انتماءه إليه قلباً وقالباً وروحاً وعزيمة:

تُونس مُنتَدانا     ***    واسمُه يُحيِي هَوانا
فلَهُ مِنَّا وَلَانا       ***     وله مِنَّا دِمانا
بِاسمِه الغالِي نُنادِي

شارك: