الشارع الرياضي التونسي مازال يبكي النجمين بالرخيصة والورتاني

2021-06-08 09:01
نجمان غيبهما الموت عن الرياضة التونسية (winwin)
نزيه كرشاوي مراسل winwin في تونس
تونس winwin
Source
+ الخط -

إطلالة يوم الرابع من كانون الثاني/يناير من كل عام، تعيد لأذهان جماهير الكرة التونسية بشكل عام وأحباء وعشاق الترجي والنادي الإفريقي بشكل خاص رحيل اثنين من أبرز رموز الكرة التونسية. ففي هذا اليوم من عام 1997 فقدت الكرة التونسية نجم الترجي الهادي بالرخيصة، والذي وافته المنية خلال مباراة ودية، ولم ينجح الإسعاف في إنقاذه.

بالرخيصة كانت جماهير الكرة تحبه على مختلف أطيافها وانتماءاتها، وكانوا يطلقون عليه لقب "بلها". وفي هذا اليوم أيضا من عام 2013 رحل لسعد الورتاني إثر حادث أليم أودى بحياته مخلفا اللوعة والحرقة لدى عشاقه. وكان عشاق الإفريقي يطلقون على لسعد الورتاني لقب "المحارب" نظرا لروحه القتالية في الملعب.

بالرخيصة المدافع الشرس 
 

ولد الهادي بالرخيصة في 28حزيران/ يونيو من سنة 1972 في جزيرة قرقنة التونسية، قبل أن ينتقل للعيش في عاصمة الجنوب الفرنسي مارسيليا، حيث تعلم أبجديات كرة القدم، وتلقى تكوينا جادا على قواعد صحيحة في إحدى الأكاديميات الرياضية هناك لأكثر من 10 سنوات. وعاد بالرخيصة إلى بلاده الأم، وهو في عمر 16 عامًا، لينضم لشيخ الأندية التونسية الترجي الذي بدأ معه مسيرته الكروية الاحترافية. 

وتميز المدافع الأيسر صاحب البنية الجسدية القوية بلعبه الرجولي وقتاليته على الكرة، كما نجح لسنوات طويلة في كبح جماح هجوم المنافسين، وأيضا تميز بأرقامه التهديفية الرائعة خصوصا في اللقاءات الحاسمة والمهمة سواء كان ذلك مع فريق الترجي أو منتخب نسور قرطاج. 

وحصد بالرخيصة الكثير من التتويجات مع فريق "الدم و الذهب" لعب أهمها على الإطلاق، وحصل على لقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الزمالك المصري سنة 1994، في النهائي الذي تمكن فيه من تسجيل ثنائية، وهو أول لقب قاري يدخل خزائن الترجي. 

هذا بالإضافة إلى الكأس العربية للأندية البطلة سنة 1993، وكأس السوبر الإفريقي في نفس السنة، إضافة لبطولة تونس سنتي 1993 و1994 وكأس السوبر التونسي سنة 1993. إنجازات المدافع المتميز بلعبه الرجولي وبأخلاقه العالية، مكنته من الفوز بجائزة أفضل مدافع عربي سنة 1994.

الجميع في منتصف التسعينيات كان يتوقع استمرار تألق بالرخيصة لسنوات أخرى طويلة في الملاعب الإفريقية وحتى العالمية، حيث بدأ التصفيات المونديالية في فرنسا 1998 مع منتخب تونس وأيضا مع الترجي الذي بات يطمح لتكرار إنجازه الفوز بكأس الابطال، لكن القدر أبى دون أن تتحقق هذه الطموحات، لأن المنية كانت أقرب.

وتوفي "قلب الأسد" في مباراة ودية جمعت الترجي بفريق أولمبيك ليون الفرنسي على ملعب الشاذلي زويتن بتونس العاصمة يوم الرابع من يناير سنة 1997 متأثرا بأزمة قلبية حادة. وعلى الرغم من مرور ما يقارب ربع قرن على وفاته إلا أن ذكراه لا تزال حية في قلوب أوفياء "الترجي" وعشاق المنتخب الوطني، وما زال الرقم 5 يقترن عندهم بالرجولة والقتال حتى آخر لحظة للفوز بالمباريات.

الورتاتي معبود شعب الإفريقي 
 

ولد لسعد الورتاني بمدينة "إسن" الألمانية يوم 2 أيار/مايو من سنة 1980، وبدأ مشواره في كرة القدم بخطة وسط ميدان فريق الشبيبة الرياضية القيروانية، قبل أن ينتقل إلى الملعب التونسي الذي توج معه بكأس تونس سنة 2003 على حساب الإفريقي. ومن المفارقات أن لسعد الورتاني انضم فيما بعد للنادي الإفريقي ليدافع عن ألوانه، ويحقق معه عددا كبيرا من الألقاب. واكتسب اللاعب محبة عشاق الإفريقي، وأسهم في تحقيق لقب البطولة في عام 2008، وتميز بالإخلاص والروح القتالية مما جعله يستحق لقب "المحارب".

كما نال الورتاني أيضا لقب كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة مع الإفريقي سنة 2009، وعلى صعيد منتخب نسور قرطاج حقق الورتاني الميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، بعد الفوز على إيطاليا في النهائي في دورة سنة 2001 بتونس. 

ودخل الورتاني بعد اعتزاله عالم التدريب؛ حيث اشتغل مساعدا لجلال القادري في فريق النهضة السعودي سنة 2012 . وتوفي لسعد الورتاني يوم 4 يناير سنة 2013 عن عمر يناهز 33 سنة بعد تعرضه لحادث سير مروع ، نجم عن انزلاق مفاجئ لسيارته، وسط العاصمة، مما تسبب في انقلاب السيارة. وما زال الشارع الرياضي التونسي "يبكي" رحيل نجميه الكبيرين.

شارك: