البوسعايدي لـwinwin: "الفيسبوك" أقالني من الملعب التونسي

تاريخ النشر:
2021-01-17 15:47
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
البوسعيدي أقيل بالرغم من نتائجه الجيدة (Facebook)
Source
+ الخط -

اللاعب الدولي السابق والمدرب أنيس البوسعايدي يختزل تجربة فريدة في مسيرته إذ برز في الملعب التونسي، ومر بمختلف أصناف المنتخبات وحصل في 2001 على ميدالية أولمبية مع منتخب تونس ثم احترف منذ 2004 في الخارج وهو الحاصل على بطولة النمسا 2009/2010 واختتم  مسيرته في أوكرانيا عام 2014.

البوسعايدي كانت له  تجربة مع الإطارات الفنية للمنتخبات التونسية، ومنذ الموسم  الماضي انطلق مع ناديه الملعب التونسي في تجربة كمدرب أول للفريق، لكن بعد ست جولات من بداية الدوري هذه السنة تعرض لضغط شديد مما جعل مجلس الإدارة يضطر لفسخ عقده ويعوضه بناصيف البياوي بالرغم من استقرار نتائجه وهو ما تحدث عنه في حوار خص به winwin. 

هل تعتبر إيقاف نشاط الدوري لأكثر من 10 أيام في مصلحة الأندية؟

لدينا أندية غير قادرة على مجاراة نسق اللعب كل يومي أربعاء وأحد أسبوعيا على غرار شبيبة القيروان التي نجدها اليوم في قاع الترتيب، وبالتالي توقف النشاط لعدة أيام من شأنه أن يمنح جرعة أوكسجين لكل الأندية، ويكون أيضا بمقدور المدربين الجدد في الملعب التونسي والنجم الساحلي ومستقبل التعرف على فرقهم واللاعبين وطرح أفكارهم في متسع من الوقت.

نفهم من كلامك أن هذه الراحة كانت ضرورية حتى لو لم يوقف النشاط في إطار التوقي من كورونا؟
 

لن أذيع سرا أن  ماراثون المباريات منذ انطلاق الموسم كل أربعاء وأحد أسبوعيا يؤثر نفسانيا على اللاعبين وبالتالي لابد من فترة توقف، تمكن الأندية من استعادة المصابين الذين كثر عددهم فقد لعبنا ثلاثة أرباع مباريات الدوري ولالتقاط الأنفاس فقد لاحظنا الإرهاق ينتاب عدة لاعبين وتعدد للإصابات نتيجة هذا الماراثون من المقابلات في بداية الموسم.
 

ألا ترى أنه من خلال النتائج ومستوى المباريات في الدوري يبدو المستوى متقاربا بين كل الأندية؟

لا ننسى أن دوري هذا الموسم استثنائي فقد انطلق متأخرا في ظروف صحية عالمية غير عادية، ونقر أن المستوى متقارب كثيرا فقد رأينا أندية مثل الأولمبي الباجي ونجم المتلوي ومستقبل سليمان، تنتصر خارج ميدانها في لقاءات صعبة وتتعثر في ملاعبها أو تتعادل. من المهم أيضا أن نعرف أن جل الأندية غادرتها  أعداد هائلة من اللاعبين واضطر أغلبها للاستعانة بعناصر صاعدة أضفت نكهة مغايرة ونفسا جديدا على الدوري.

منذ الجولة الأولى في الدوري بدا المستوى متقارب وتأكد شيئا فشيئا، وباستثناء الترجي الذي يملك 25 لاعبا لهم نفس الحضور والاستعداد البدني خاصة، لاحظنا أن  أندية النجم الساحلي والصفاقسي والإفريقي والملعب التونسي قد أتعبها اللعب أسبوعيا يومي الأربعاء والأحد لأن كلا منها لا يملك زادا بشريا متكاملا.  

هل بمقدور الدوري في مثل هذه الوضعية أن يقدم للمنتخب لاعبين جاهزين يمكن التعويل عليهم؟
 

أنا ضد توجيه دعوة للاعب ما برز خلال ثلاث مباريات في الدوري خاصة للعب في المنتخب والحال أنه لم يلعب لمنتخبات الشبان خلال مسيرته، لأنه سيكون من الصعب عليه التنافس وإحراز مكان في التشكيل الأساسي، لذلك أرى أن من يستحق الدعوة هو من يتفانى في العمل كما أرى أن من يستحقون الدعوة حاليا اللاعبون الذين نشطوا في آخر منتخب أولمبي.

كانوا 13 مدربا  محليا في بداية الدوري وبعد مغادرة البرازيلي فييرا للنجم الساحلي أصبحوا 14 فنيا تونسيا، ما مرد هيمنة المدرسة التونسية؟
 

أولا علينا أن نعترف بأنه لا يوجد لدينا ناد بمقدوره أن يوفر 50 ألف يورو كراتب لمدرب أجنبي على غرار ما يحدث في أندية أخرى مثل الأهلي المصري والرجاء والوداد.. وغيرها، لكننا نعرف جيدا أن كفاءات التدريب التونسية موجودة في عدة بلدان عربية خاصة مثل المغرب والسعودية وقطر.. كما أن خيرة المختصين في الإعداد البدني موجودون في عدة دوريات.

المؤكد أن المدرسة التونسية من بين أفضل المدارس فحتى أفضل المحاضرين لدى "الفيفا" تونسيون لهذا من الطبيعي أن يكون الإطار الفني للدوري خاليا من الأجانب، فاليوم أصبحنا نصدر اللاعبين والمدربين لماذا.

غادر  فرغم أنه اسم كبير فإنه لم يحسن استعمال خبرته لمواجهة المشاكل؟ 

فييرا اسم معروف لكنه فشل، كما أنني لا أتذكر اسم أي مدرب أجنبي نجح خلال المواسم الأخيرة في تونس بما في ذلك "كرول" مع الترجي و"سيميوني " مع الإفريقي لأنه من الصعب العمل في الدوري فلا الملاعب في حالة جيدة ولا أيضا الأندية قادرة على توفير مقتضيات العمل بينما الجماهير تضغط وتطالب بالنتائج والمسؤولين أصبحوا يختارون التونسي لأنهم يخشون أن يقودهم الأجنبي إلى محاكم "الفيفا".

أنت أول ضحايا الضغط الجماهيري.. هل تعترف أن "فيس بوك " أقالك من تدريب الملعب التونسي؟

شبكات التواصل الاجتماعي أطاحت بالسياسيين وأسماء بارزة فما بالكم بعبدكم الضعيف، نعم كانت هناك حملة كبيرة على "فيس بوك" تعتبر أني لست المدرب المناسب للملعب التونسي ولا أملك الخبرة، وهنا أتساءل كيف سنكسب الخبرة دون تدريب؟ ألا تمثل مسيرتي كلاعب دولي مر على يدي عديد المدربين في تونس وأوروبا عنصر خبرة؟ لهذا مثلما نطالب بمنح الفرصة للاعبين الشبان لا بد أيضا من دعم المدرب الصغير سنا.

حسب ما فهمت أن الواحد منا يطلقون عليه صفة مدرب شاب حتى يبلغ الستين من العم، ما عدا ذلك فطلبات الجمهور لا حدود لها دون أن يعرف المتوفر من وسائل العمل والإمكانيات.. هو جمهور نتائج فمنذ أيام طالبوا في النادي بإقالة المدرب أنيس بوجلبان لكن بعد انتصاره على الترجي أصبحوا يعتبرونه مشروع مدرب كبير.

كمحلل إلى ماذا تعيد أزمة النادي الإفريقي التي تتوسع من يوم إلى آخر؟
 

 إذا كانت الفرقة الموسيقية لا يمكنها أن تعزف أي لحن دون المايسترو فإن الدوري يفقد "نغمته ومعناه" دون الإفريقي.. لست ابن الإفريقي ولكنني أقول ما أراه على أرض الواقع. وضعية الإفريقي تترنح منذ أكثر من ثلاث سنوات وبالتالي لا بد أولا من "ثورة" إدارية، فالإفريقي لا يحتاج رئيسا بل إدارة فاعلة وقوية ومنظمة، الإفريقي يحتاج ثورة تسييرية قبل معالجة المشاكل المالية . 

شارك: