أسرار سقوط مولودية الجزائر واتحاد العاصمة "المفاجئ" في رادس
انقاد مولودية الجزائر واتحاد العاصمة إلى هزيمتين غير متوقعتين في مشاركتهما القارية، واللتين قادتهما إلى جارتهما تونس، حيث كانا على موعد مع أول امتحان "حقيقي" بعد تخطي الأدوار التمهيدية الافتتاحية والمنافسين الأقل "مستوى" فنيًا.
وسقط المولودية في رادس بهدف دون رد أمام الاتحاد المنستيري ضمن منافسات ذهاب الدور التمهيدي الثاني لمسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وبالنتيجة ذاتها وفي الملعب ذاته خسر جاره العاصمي الاتحاد على يد الملعب التونسي في إطار ذهاب الدور التمهيدي الثاني من مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي (الثانية قاريًا من حيث الأهمية والقيمة).
ودخل مولودية الجزائر واتحاد العاصمة كمرشّحين لاقتلاع نقاط الفوز من ملعب "حمادي العقربي" برادس تحديدًا، نظرًا للفوارق الفنية الموجودة بينهما من جهة وجاريهما التونسيين من جهة أخرى، واللذين لا يعتبران من عمالقة الكرة التونسية المشهورين قاريًا، على الرغم من ظهورهما بمستويات مرموقة في السنوات الأخيرة.
مولودية الجزائر واتحاد العاصمة يتفاجآن في رادس
من تابع أطوار مواجهتي رادس، يلحظ أنّ بطل الدوري الجزائري في الموسم الماضي وغريمه، قد وقعا في فخ "عنصر المفاجأة" حتى لا نقول الاستسهال، حيث افتقد كلاهما لإمكانية فرض أسلوبه، ليتكبّد كلاهما السقوط بهدف يتيم، وهو سيناريو معقّد، ليس من حيث إمكانية التدارك التي تبقى واردة، ولكن لكون ممثلي الجزائر لم يتمكنا من هز الشباك خارج الأرض، وهو ما سيجعلهما مجبرين على اتخاذ احتياطات مضاعفة إيابًا لعدم اهتزاز شباكهما وتجنّب مغادرة السباق القاري حتى قبل أن يبدأ.
مباراة مولودية الجزائر واتحاد العاصمة لم يقتصر خلالها عنصر المفاجأة على أداء اللاعبين في الميدان فحسب، إنما أيضًا على تعامل المدربين الفرنسي باتريس بوميل (المولودية) والتونسي نبيل معلول (الاتحاد)، اللذين ظهرا متأثرين، بالوجه الذي ظهر به الاتحاد المنستيري والملعب التونسي، وإن بدا الأمر قابلًا للفهم، بعض الشيء بالنسبة لبوميل، غير أنه ليس كذلك لمدرب الـ"USMA" الذي يعرف جيدًا أندية بلاده ولا سيما منافسه "الستاد" الذي تطوّر كثيرًا في آخر موسمين، ولا سيما تحت قيادة حمادي الدّو مدربه السابق، وماهر الكنزاري مدربه الحالي، الذي يعرفه معلول حق المعرفة بحكم تزاملهما في سنوات خلت بألوان الترجي.
عملاقا الكرة الجزائرية، لم يظهرا بالشكل المأمول وعجزا عن احتواء منافسيهما التونسيين، اللذين اتسما بصفات الشراسة في الصراعات البدنية والتحولات السريعة في الهجوم واستثمار أشباه الفرص، ما أرهق المولودية والاتحاد كثيرًا وسلّط الضوء على خلل واضح في صفوفهما.
خلل واضح وتبرير جزائري
مباراتا مولودية الجزائر واتحاد العاصمة أمام الاتحاد المنستيري والملعب التونسي تواليًا، حملتا معهما استنتاجًا جليًا، يتمثل في عدم اكتمال الجاهزية البدنية لدى الفريقين، اللذين كانا فاقدين لإيقاع المباريات مقارنة بمنافسهما، وهو ما جعل ردة فعلهما في المباراتين "ضعيفة الوقع" على النتيجة رغم الاجتهادات.
ولكنّ هذه القراءة تناسب أكثر اتحاد العاصمة الذي خاض مواجهته الأولى في الموسم الجديد مقارنة بالملعب التونسي الذي لعب مباراته الرابعة بعد اثنتين في الدوري وواحدة في الدور التمهيدي الأول لـ"كأس الكاف"، ولكنّ هذا التبرير قد لا يتناسب كثيرًا مع "المارد الأخضر" الذي خاض 3 مباريات ولم يتخلف عن الاتحاد المنستيري سوى بمباراة واحدة لعبها الأخير في الدوري المحلي، الذي بدأ في تونس في حين لم ينطلق بعد في الجزائر.
مولودية الجزائر واتحاد العاصمة يملكان تبريرًا مشتركًا أكثر واقعية، يتمثل في عدم انصهار الصفقات الجديدة التي ضمّاها، علاوة على اقتصار مشاركتهما على المنافسات القارية في ظل تأخر بداية منافسات الدوري المحلي، بسبب الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
التدارك ممكن ولكن..
مباراتا رادس أعادت جماهير كبيري الجزائر لواقع الميدان بعد أن كانت الآمال والتوقعات "يقينية" بشأن تخطي العقبتين التونسيتين منذ حوار الذهاب في رادس، ولكن حاليًا وقبل أسبوع فقط من قمتي العودة، فإنّ المقاربات اختلفت، حيث سيكون الضغط الجماهيري مضاعفًا لاقتطاع بطاقة التأهل لدور المجموعات في المسابقتين.
مولودية الجزائر واتحاد العاصمة سيسعيان حتمًا لتركيز جهودهما نحو هدف أساسي وهو الانتصار بأكثر من هدفين ولا شيء غيره واستبعاد أي احتمالات أخرى، من شأنها أن تعقّد مهمة العبور، لا سيما في ظل نتيجة الذهاب، التي تعتبر "النتيجة الفخ" التي يخشاها الجميع في القارة السمراء، والتي ما تزال تعتمد حتى الآن آلية احتساب الهدف باثنين لكسر التعادل، في حال تسجيله خارج القواعد. سيناريو قد يكون مرعبًا لممثلي الجزائر، في حال لم يبدآ لقاءي الإياب بسيناريو مثالي.