الأرقام تكشف | تشيلسي أخطأ بإقالة توماس توخيل

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-04-27 22:35
الألماني توماس توخيل مدرب بايرن ميونخ الحالي وتشيلسي السابق (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يعيش تشيلسي الإنجليزي أحد أسوأ مواسمه محليًّا وقاريًّا، بسبب جُملة من القرارات العشوائية والخطوات غير المحسوبة، علاوةً على وضع إستراتيجيات خاطئة، أسهمت فيها ارتجالية مالك النادي الجديد، الأميركي تود بويلي، الذي ضخّ أموالاً ضخمة هنا وهناك في قالب أقرب ما يكون إلى "استعراض العضلات" منه لمصلحة النادي، الذي دخل النفق المظلم منذ إقالة مدربه الألماني توماس توخيل في سبتمبر العام الماضي.

تغيير هوية المدير الفني للفريق لم يكن الحل الجذري بل كان الأسهل، وهو ما أكدته النتائج السلبية التي ما انفكّ يجنيها الفريق اللندني، الذي ازدادت وضعيته تعقيدًا بعد إقالة توخيل، إذ فشل الثنائي، المُقال غراهام بوتر والحالي فرانك لامبارد في إيجاد وصفة العلاج الشافية من هذا المرض الشديد، الذي انتاب الفريق بعد أن بلغ قمة المجد الأوروبي في 2021 بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب مواطنه مانشستر سيتي، قبل أن يضمّ إلى خزينته لقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

إحصائية قاتمة للبلوز "ما بعد حقبة توخيل"

منذ إقالة توخيل، لم يحقق تشيلسي سوى 7 انتصارات و8 تعادلات في مقابل تجرّعه للخسارة في 11 مباراة من آخر 26 خاضها في الدوري الإنجليزي، وهي نفس حصيلة توخيل من الهزائم عندما كان موجودًا على رأس الفريق، ولكنه وصل إليها بعد مرور 63 مباراة كاملة في رصيده خلال الفترة الممتدة بين يناير 2021 وسبتمبر 2022، والتي حصد خلالها 35 انتصارًا و17 تعادلًا مقابل 11 هزيمة.

رقم سلبي لافت لتشيلسي بين مرحلتي ما قبل توماس توخيل وما بعده

إحصائية قاتمة لتشيلسي في مرحلة ما بعد توخيل، تؤكد أنّ الإدارة تسرّعت في اتخاذ قرار التغيير، لا سيما أنّ البديل لم يكن بالاسم الكبير في عالم التدريب، أو القادر على تحمّل أعباء الضغوط في نادٍ بحجم تشيلسي، لا سيما بعد "تركة" الألقاب الثقيلة التي حققها المدرب الألماني.

بوتر ولامبارد.. لا نور في آخر النفق

بعد اتخاذها قرار الانفصال عن توخيل، استقدمت الإدارة غراهام بوتر، حيث كانت معجبة بالكرة "الجذابة" التي كان يقدّمها الأخير مع نادي برايتون، غير أنّ الأمور لم تسر في الاتجاه الصحيح، لتتم إقالة بوتر في الثاني من أبريل الماضي، وتحديدًا بعد يوم واحد من الخسارة بهدفين نظيفين أمام أستون فيلا في معقل "ستامفورد بريدج بالذات، وذلك بسبب تدهور النتائج التي قذفت الفريق إلى النصف الثاني من جدول الترتيب، ليبتعد نهائيًّا عن المنافسة على أحد المقاعد الأوروبية.

استمرت إدارة تشيلسي في محاولة إصلاح الأخطاء بالوقوع في أخرى، فعيّنت مدربها ونجمها السابق، فرانك لامبارد، الذي أقيل قبل ذلك من تدريب إيفرتون لسوء النتائج، ولم يكن حظ الأخير أفضل من سابقه، حيث عجز عن إيجاد النور في آخر النفق، لتتواصل "كوابيس" تشيلسي مع الخسائر، فبعد توديعه دوري الأبطال بخسارته ذهابًا وإيابًا بالنتيجة ذاتها ضد ريال مدريد الإسباني 2-0، انحنى مجدّدًا على أرضه ضد برينتفورد بهدفين نظيفين، ليتجرّع هزيمته الثالثة تواليًا تحت قيادة لامبارد، الذي عجز عن تحقيق الفوز في مبارياته الستة الأخيرة في الدوري الإنجليزي، ويعود آخر انتصار حققه إلى المرحلة 27 والذي جاء على حساب ليستر سيتي بنتيجة 3-1.

نتائج هزيلة ومردودية ضعيفة لأغلب نجوم الفريق مع افتقاد اللمسة التكتيكية المؤثرة حكمت على تشيلسي بالتقهقر إلى المركز الحادي عشر برصيد 39 نقطة بفارق 20 نقطة كاملة عن المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني فقدان حظوظه رسميًّا في الحضور في المسابقة القارية الأهم الموسم المقبل مع تبقي خمسة مراحل فقط عن نهاية عمر الدوري.

ندم متبادل!

ندم الانفصال بين توخيل وتشيلسي، قد لا يقتصر على الأخير فقط، فالمدرب الألماني أيضًا قد يندم على عدم تشبّثه أكثر بالبقاء في البيت اللندني، فأرقامه التي استهل بها مشواره مع فريقه الجديد بايرن ميونيخ الألماني، خلفًا لمواطنه يوليان ناغلسمان، تدعو إلى الاستغراب، كونه لم يحقق سوى انتصارين فقط في مواجهاته الستة الأولى على رأس الفريق البافاري، وهي إحصائية سلبية لم يعرفها عملاق البوندسليغا منذ عام 1991 تحت إشراف مدربه آنذاك سورين ليربي، زد على ذلك أنّ بايرن ولأول مرة منذ أكتوبر 2018، يفشل في تحقيق الفوز في أربع مباريات على التوالي.

حصيلة توخيل المحبطة في بداياته مع البايرن حملت في طياتها صفعتين موجعتين، أولها خروجه من ربع نهائي دوري الأبطال ضد مانشستر سيتي بخسارته في مجموع لقائي الذهاب والإياب بنتيجة 4-1، وثانيها تنازله عن صدارة الدوري الألماني بفارق نقطة لمصلحة غريمه بوروسيا دورتموند، عقب تكبّده هزيمة مفاجئة على أرض ماينز بنتيجة 3-1.

هل كان رحيل توخيل "فنّيًّا"؟

تساءل كثيرون عن السبب الحقيقي وراء "سرعة" تضحية إدارة تشيلسي بخيارها الناجح وصاحب الثلاثية التاريخية، ولم تتأخر صحيفة "بيلد" عن الإجابة، إذ كشفت أنّ سبب الإقالة لم يكن فنيًّا بقدر ما هو شخصي يتعلق بفقدان المدرب لاحترام لاعبيه الذين اخترقوا حياته الشخصية من خلال التحدث حول موضوع طلاقه من شريكته بعد زواج دام 13 عامًا.

وبرحيله إلى بايرن، يبدو من الواضح أنّ توخيل أغلق باب العودة إلى تشيلسي بشكل مسبق، لا سيما أنّه يحظى بضمانات كاملة من الإدارة البافارية لمواصلة المشوار بغض النظر عمّا سيحدث من نتائج خلال الموسم الحالي، فالهدف هو إعادة ترتيب البيت ووضع خطة عمل دقيقة لأهداف الموسم القادم.

شارك: