إسبانيا تنتصر بسلاح من الليغا والألمان اكتشفوا نقطة تفوقهم!

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-06 00:35
إسبانيا تهزم ألمانيا وتتأهل إلى نصف نهائي يورو 2024 (X/EURO2024)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أقصت إسبانيا مضيفة يورو 2024 ألمانيا وذلك بعدما هزمتها بهدفين لهدف في مباراة مثيرة بربع نهائي البطولة وانتهت بعد الاحتكام لوقتٍ إضافي نجح فيه ميكيل ميرينو في تسجيل هدف قاتل في الدقيقة 119.

وأعاد هذا الهدف الحاسم التفوق لإسبانيا التي بدأت التسجيل بهدف داني أولمو قبل أن يسجل فريتز نسخة ألمانيا من الأهداف القاتلة في الدقيقة 89.

عنف للردع

المباراة جادت بالكثير مما أراده المتابعون، وأضافت لمسة عنيفة لا تخطئها العين خاصة من الجانب الألماني في بدايات المباراة تهاون معه الحكم أنتوني تايلور الذي ظن أن تجاهله للقطة أو اثنتين من توني كروس من الممكن أن تمر في سلام فإذا بها تسفر عن معركة ثأرية بين الفريقين تبادلا فيها الكثير من الركلات وأسفرت في بدايتها عن إصابة بيدري وخروجه من المباراة، وفي خلالها عن 17 بطاقة وفي نهايتها عن بطاقة حمراء لداني كارفاخال الذي سيغيب ضمن عدة لاعبين عن تشكيلة الماتادور في نصف النهائي.

ربما أراد تايلور تفادي إنذار كروس سريعًا مع مباراة مرشحة لتكون الأخيرة له في مسيرته، لنرى هذه المشاهد أحيانًا، لكن في بعض الفترات تحول ثأر العنف إلى شيء إيجابي أحيانًا حيث ارتفع نسق المباراة وكانت الاندفاعات البدنية والمجهود الكبير سائدًا في اللقاء. ربما فقط يجدر بتايلور التعلم من مباراة كهذه أن الحكم الحكيم ليس هو الحكم الذي يتأنى في البطاقات الصفراء، بل هو الحكم الذي يتخذ القرار الصحيح الذي يفرض عدم خروج اللاعبين عن النص فيضطر لإشهار عديد البطاقات بدلًا من تلك الأولى التي أغفلها.

سيطرة إسبانية ثم توازن

هذا العنف لم يمنع سيطرة إسبانيا على النصف الأول من الشوط الأول مع محاصرة نسبية لصالح ألمانيا التي تراجعت للخلف دون قبول لوصول اللعب بسهولة إلى الثلث الأخير من ملعبها.

لكن الشوط الأول بشكل عام كان يُلعب بين فريقين يحملان الكثير من الخصال المتشابهة. فريقان يؤمنان باللعب المتدرج والضغط العالي والعكسي وإجادة اللعب في المساحات الضيقة مع أفضلية إسبانية مفهومة في هذا الصدد.

ولأن الخصال مشتركة وإجادة التطبيق ليس مختلفًا كثيرًا مع ميل كفة الميزان لصالح إسبانيا وصلت المباراة أحيانًا إلى مرحلة اللاحراك. فقط ما كان يحركها هو ما يفعله اللاعبون، فالمدربان أجادا التخطيط وتوقفت قوتهما أمام بعضهما البعض لتبدأ الحلول الفردية في إحداث هذا الحراك من حين لآخر، فمراوغة واحدة من هنا أو هناك تبعثر الدفاعات كما حدث مثلًا في لقطة راوغ فيها إيمريك لابورت منافسه ليروي ساني ليبعثر التحصينات الألمانية، ونفس الشيء حدث مع داني كارفاخال لكن دون مراوغات بل في تحرك مفاجئ له من الجانب الأيمن إلى وسط الملعب ليزيد لاعبي وسط إسبانيا لاعبًا ومن ثم يصبح اللاعب الخالي من الرقابة حتى وصل إلى حدود منطقة جزاء ألمانيا دون مضايقة مع تلك الخطط المحكمة التي يلتزم بها كل لاعب.

والحقيقة أن اشتراك داني أولمو بدلًا من بيدري كان له فائدة جمة على صعيد تلك التحركات المفاجئة، فأولمو لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز ما بين صانع الألعاب والمهاجم المتأخر والجناح، وقد لعب في كل تلك المراكز خلال المباراة وأفاد الإسبان كثيرًا.

لكن ما لم يفد الإسبان كثيرًا هو أن أولمو أقل دفاعيًا من بيدري أو على أقل تقدير أقل على مستوى الالتزام، وبالتالي عندما بدأت ألمانيا في الرد وكسب الاستحواذ في بعض فترات النصف الثاني من الشوط الأول، كان الضغط كبيرًا على رودري وفابيان رويز، كما أحكم المانشافت القبضة على انطلاقات نيكو ويليامز ولامين يامال في المرتدات مع مستوى مخيب للآمال من جانب ألفارو موراتا.

الأمر نفسه كان مع كاي هافيرتز لكن بشكل مختلف، فقد نجح فيما فشل فيه موراتا على صعيد التحرك بشكل جيد وتهيئة أكثر من فرصة لنفسه، لكن ما فشل فيه هو تحويل تلك الكرات لأهداف ليذهب الفريقان إلى الاستراحة متعادلين سلبيًا.

إسبانيا تسجل وألمانيا تنتبه إلى ما تتفوق فيه

عاد الإسبان بشكل قوي في بداية الشوط الثاني ليكونوا الطرف الأفضل وكرر موراتا ما فعله كاي هافيرتز عندما نجح في تهيئة كرة لنفسه بعد تمريرة من لامين يامال قبل أن يسدد عاليًا مع مضايقة تاه، لكن لامين يامال هيأ كرة أخرى إلى داني أولمو الذي لم يضيع الفرصة هذه المرة وسدد على يمين نوير في كرة استحال على الحارس الألماني المخضرم اللحاق بها.

كان على دي لافوينتي إدراك أن سر قوة إسبانيا في امتلاك الكرة وإبعاد الخطورة عن مرماها، كما أن نصف ساعة كان وقتًا طويلًا للصمود إن تراجع للخلف، لكنه قرر ذلك وأخرج لامين يامال وأشرك فيران توريس في رسالة واضحة للاعبي إسبانيا أن التبديلات بصبغة دفاعية ستتوالى لأن توريس أفضل دفاعيًا من يامال، لكن الناخب الوطني الإسباني تجاهل إضافات يامال الاستثنائية، وربما لم يكن ليفعل ذلك إن قرر إشراك لاعب وسط جديد لكن استبدال بيدري بداني أولمو حرمه من ذلك التفكير على ما يبدو.

مع الوقت بدأت ألمانيا في السيطرة ودفع التحصينات الإسبانية إلى الخلف خاصة مع الدور المهم الذي لعبه فريتز وجمال موسيالا في هذا الصدد لتدين لهم السيطرة.

لكن السيطرة لم تتحول لخطورة إلا عندما أدركت ألمانيا أن ما تتفوق على إسبانيا فيه حقًا هو ألعاب الهواء ليصبح اشتراك فولكروغ منطقيًا دون إخراج هافيرتز ليوفر كلاهما الحماية للآخر، بينما استمر دي لافوينتي في تبديلاته الدفاعية بإخراج نيكو ويليامز وموراتا وإشراك ثنائي سوسييداد أويارزابال وميكيل ميرينو.

ومع إصرار مدرب الماتادور الإسباني على عدم الاعتماد على أحد أفضل مدافعي الليغا الموسم الماضي داني فيفيان ليُشرك ناتشو، كان فولكروغ صداعًا حقيقيًا على دفاع لاروخا الذي فقد لو نورماند بعد بطاقته الصفراء. مع توالي العرضيات كان الألمان ينتزعون التعادل عن طريق فريتز بنفس الشكل تقريبًا.

وقت إضافي محموم وميرينو يضع بصمته المعتادة مع إسبانيا

كان وقتًا إضافيًا محمومًا جدًا ومليئًا بالصراعات البدنية والاندفاعات التي نتجت عن التبديلات واشتراك لاعبين أفضل بدنيًا، لكن اللمسة الختامية كانت من ميكيل ميرينو.

ميرينو اشترك لقوته البدنية في خط الوسط وربما كذلك لأنه يجيد الرأسيات بشكل كبير؛ فأشركه دي لافوينتي أملًا في مساهمة خط وسطه مع دفاعه في التصدي لعرضيات ألمانيا، لكن الهدية كانت في الجانب الآخر من الملعب إذ لم يُبعد ميرينو الخطورة الألمانية في الرأسيات بل سجل بنفسه رأسية أعادت للأذهان رأسية كارلس بويول التي أقصت ألمانيا في نصف النهائي وقادت إسبانيا لنهائي كأس العالم 2010.

والحقيقة أن تميز ميرينو على مستوى الرأسيات يعرفه من يشاهدون الليغا، فاللاعب قوي جدًا في كل جوانب الكرات الثابتة وكثير المشاكسة، ليكون نتاجًا طبيعيًا أن يسهم بشدة في حصد الكثير من النقاط لريال سوسييداد الموسم الماضي.

كانت مباراة قوية اعتبرها كثيرون نهائيًا مبكرًا، وقد وفت بالوعود تمامًا. تأهل الماتادور بينما بقيت ألمانيا دون لقب على أرضها منذ لقبها الوحيد على أرضها في كأس العالم 1974.

شارك: