أوناحي نجم مغربي يستلهم تألقه من إنييستا وكاكا

2022-12-13 19:04
عز الدين أوناحي صانع ألعاب منتخب المغرب (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

علّق مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي على تألق عزّ الدين أوناحي صانع ألعاب "أسود الأطلس" وفريق أنجيه الفرنسي الواعد في مونديال قطر 2022، ومساهمته الكبيرة في بلوغه نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه بوصفه بأنه لاعب "محلي بمؤهلات عالمية".

أوناحي كشف مرات عدة أنه يستلهم تألقه من النجمين السابقين الإسباني أندريس إنييستا والبرازيلي ريكاردو كاكا. رغم أن بنيته الجسدية النحيفة وطوله البالغ 1.82، يجعلانه عرضة للإصابات خصوصاً بسبب فنياته العالية والتدخلات القوية لمنافسيه.

وعقب بلوغ ربع النهائي على حساب إسبانيا أوضح الركراكي أن"عزّ الدين أوناحي لاعب استثنائي بمؤهلات كبيرة ومن المستوى العالي، ويبلغ من العمر 22 عاماً، إلا أنه لا يزال يرتكب بعض الأخطاء الفنية ولكن أمامه هامش كبير للتطوّر وسينتهي به المطاف في صفوف فريق كبير ويجب أن يحسن الاختيار".

وأضاف "هو أحد أربعة لاعبين في صفوف المنتخب المغربي في الدوحة تعلموا فنون اللعبة في أكاديمية محمد السادس المحلية (مع المهاجم يوسف النصيري والمدافع نايف أكرد وحارس المرمى الثالث أحمد رضا التكناوتي)، وهذا فخر كبير بالنسبة لكرة القدم المغربية ورداً على مروجي فكرة أن لاعبي المغرب يبرزون بفضل تكوينهم في المدارس الأوروبية".

سيساعد المغرب في المستقبل

وتابع "اليوم رفع مستواه كثيراً وهناك العديد من اللاعبين في صفوفنا يرتفع مستواهم مع مرور المباريات في البطولة لأننا نملك لاعبين لم يحظوا بدقائق كثيرة مع أنديتهم مثل حكيم (زياش) وسفيان (بوفال) الذي لم يلعب منذ شهر مع فريقه أنجيه، ونايف (أكرد) العائد من الإصابة، و(سليم) أملاح الذي عوقب من فريقه بسبب رفضه تجديد العقد، ولم يساعدنا ذلك كثيرا لتقديم الأفضل ولكننا نتأقلم مع ذلك".

تطور لافت

وقال أوناحي الذي يتفنن بمراوغاته في إخراج الكرات من الأماكن المزدحمة بالأقدام "كل مباراة كنت أنهيها بضربة في الكاحل أوالركبة". وقبل المونديال، نادرًا ما كان أوناحي استفزازيًا في أسلوب لعبه، إذ يقول عن المبارزات الثنائية "أحاول تجنبها قدر الإمكان لأن جميع اللاعبين تقريبًا أقوى مني. وأحاول اللعب بسرعة، للخروج من الازدحام بفضل استحواذي على الكرة وسرعتي. إنها الرؤية الثاقبة، إنه الذكاء، إنها الحركة..."

وفي قطر "أصبحت مضطرا إلى القتال أكثر والمجازفة بكل شيء في سبيل قطع الكرات ومساعدة منتخب بلادي على مواصلة مشواره الرائع في البطولة. وكل شيء يهون من أجل القميص الوطني والشعب المغربي".

الإشادات تنهال على أوناحي

انهالت الإشادات على أوناحي، أحد الركائز الأساسية للركراكي في وسط الملعب إلى جانب سفيان أمرابط وسليم أملاح، من كل حدب وصوب، وكان أبرزها من مدرب إسبانيا لويس إنريكي الذي أبدى فريقه السابق برشلونة اهتمامه بالتعاقد مع الواعد المغربي حسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.

وأكد إنريكي الذي أقيل من منصبه مباشرة عقب الإقصاء أن أكثر لاعب أعجبه في صفوف المغرب بعد لقاء المنتخبين هو عز الدين أوناحي، وقال "اللاعب صاحب الرقم 8 لعب بطريقة مدهشة ولم يتوقف عن الركض"، موضحا أنه تحدث مع طاقمه الفني بشأنه وتفاجأ بمستواه.

ورد أوناحي في تصريح عقب المباراة: "لم أسمع تصريح إنريكي، لأنني كنت أخضع لفحص المنشطات، ولكن الأكيد أنني سعيد بما قاله عني"، وأضاف "إشادة من مدرب كبير من طينة إنريكي، يفخر بها أي لاعب وترفع معنوياته وتشحذ هممه. فقلَّما يشيد بقدراتك مدرب منافس فما بالك بمدرب أطحت به من كأس العالم".

تألق أوناحي ومواطنه سفيان بوفال في المونديال دفع مالك ورئيس أنجيه إلى إبداء استعداده لبيعهما في فترة الانتقالات الشتوية أو الصيفية طالما ارتفعت قيمتهما التسويقية بقوله"أرى أن مغادرة أوناحي وبوفال في يناير/ كانون الثاني أمر لا مفر له، الفريق يعاني على الصعيد المادي، ولدينا العديد من المشكلات التي يجب أن نجد لها حلولا".

وأضاف "عقدت اجتماعا مع مجلس الإدارة وأخبروني بأن أوناحي يعتبر جوهرة نظراً لصغر سنه وتألقه اللافت. وأقول لنفسي إن بوفال وأوناحي سيغادران في كانون الثاني/يناير أو حزيران/يونيو. نحن نستعد لكل شيء".

مسيرة استثنائية

وُلد عز الدين أوناحي في 19 نيسان/أبريل 2000 في الدار البيضاء لعائلة كروية. شقيقاه الأكبر والأصغر يلعبان أيضًا على مستوى الهواة في المغرب، كما أنه ابن خالة مدافع الجيش الملكي رضا مهناوي (21 عامًا).

بدأ مداعبة الكرة في سن مبكر وتحديدا في الخامسة من عمره وانضم إلى صفوف الرجاء البيضاوي للصغار، قبل أن ينتقل في عام 2015 إلى أكاديمية محمد السادس بضواحي مدينة "القراصنة" سلا التي يفصلها نهر أبي رقراق عن العاصمة الرباط.

وفي عام 2018، انتقل إلى صفوف ستراسبورغ الفرنسي ولكنه لم يلعب أي مباراة وانضم إلى فريق رديف "أو إس" أفرانش في الدرجة الخامسة في الثالث من آب/أغسطس 2020 في صفقة انتقال حر، وأثبت نفسه صانع ألعاب الفريق من خلال إظهار مهاراته الفنية ومراوغاته وتمريراته الحاسمة. ولعب معه 27 مباراة في الدوري وسجل خمسة أهداف.

وانتقل أوناحي إلى صفوف أنجيه في 14 تموز/يوليو 2021 لمدة أربع سنوات، وفرض نفسه في تشكيلته لتُوجّه له الدعوة من قبل المدرب وحيد حليلودزيتش للدفاع عن ألوان أسود الأطلس في نهائيات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون.

وخاض مباراته الأولى ضد غانا في الجولة الأولى في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2021، وسجل هدفين حتى الآن وكانا ثنائية غالية في مرمى الكونغو الديمقراطية في إياب الدور الحاسم والمؤهل إلى مونديال قطر.

شارك: