أوروغواي .. الفرصة الأخيرة للجيل الذهبي

رغم أن إنجلترا هي مهد كرة القدم، لكن البطولة الأغلى كانت في نسختها الأولى من نصيب الأوروغواي التي ارتبط اسمها دومًا بانطلاقة المونديال تاريخيًّا، وعلاوة على استضافة الحدث الكبير 1930 نجح "السيليسيتي" من تحقيق اللقب الأول، وبذلك بات فعليًا أحد كبار المنتخبات التي يحسب لها حساب.

عززت الأوروغواي رصيدها بلقب ثانٍ في النسخة الرابعة، بعد أن عادت البطولة للقارة الأمريكية الجنوبية، وفي مونديال البرازيل كتبت واحدة من المآثر التاريخية ليس في تاريخ المونديال وحسب وإنما في تاريخ كرة القدم بالعموم، وذلك عندما تمكنت من هزيمة البرازيل 2-1 في ملعبها الكبير "ماراكانا" في مباراة نهائي نسخة 1950، التي باتت تحمل الذكرى الأليمة لأصحاب الأرض وجماهيرها حتى يومنا هذا.

بعد ذلك غاب منتخب الأوروغواي عن منصات التتويج، بل ابتعد عن مربع الذهبي طيلة عقود مضت، قبل أن يولد جيل ذهبي تمكن من إعادة الفريق ليصبح بين الكبار، إثر بلوغه نصف نهائي نسخة جنوب أفريقيا 2010، لكن ضاع حلم اللقب بالخسارة أمام هولندا 2-3، ثم حتى مجرد تقلد البرونزية بالهزيمة أمام ألمانيا بنفس النتيجة.

وخلال النسختين الماضيتين، لم يفلح "السيليستي" في الاستمرار بدوره الريادي، فخرج من الدور الثاني لنهائيات البرازيل 2014، قبل أن يخرج من روسيا 2018 في ربع النهائي أمام فرنسا المتوجة لاحقًا باللقب.

والآن يخوض منتخب أوروغواي نهائيات كأس العالم قطر 2022، ضمن المجموعة الثامنة إلى جانب البرتغال، كوريا الجنوبية، غانا، حيث يتطلع لاعبوه الكبار، وخصوصا لويس سواريز وإدينسون كافاني لترك بصمة مؤثرة والمضي قدمًا لأقصى نقطة، ولتحقيق ما عجزوا عنه في المحاولات السابقة.

مشاركات وإنجازات 

يسجل منتخب الأوروغواي في مونديال قطر 2022 مشاركته الـ 14، بعد أن خاض 13 مشاركة أعوام (1930، 1950، 1954، 1962، 1966، 1970، 1974، 1986، 1990، 2002، 2010، 2014، 2018).

وعلى الصعيد القاري، فسبق لهذا المنتخب الفوز بلقب كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في 15 مرة، أعوام (1916، 1917، 1920، 1923، 1924، 1926، 1935، 1942، 1956، 1959، 1967، 1983، 1987، 1995، 2011)، وهو رقم قياسي شاركته به الأرجنتين التي فازت بآخر ألقاب البطولة 2021.

الطريق إلى قطر 2022

لم يكن مشوار الأوروغواي سهلًا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، حيث خاضت "الكتيبة السماوية" 18 مباراة، انتصرت في 8 منها، لقاء 4 تعادلات و6 هزائم، لتجمع 28 نقطة جعلتها في المركز الثالث ولتتأهل خلف البرازيل الأولى والأرجنتين الثانية.

انطلقت مرحلة التصفيات في أكتوبر 2020، بمباراة افتتاحية على ملعبه التاريخي "سينتيناريو" أمام منتخب تشيلي العنيد، وحسمها "السيليستي" بنتيجة 2-1 بفضل هدفي لويس سواريز من ركلة جزاء وماكسيميليانو غوميز في الدقيقة الأخيرة.

أما مواجهتاه أمام البرازيل والأرجنتين فانتهت كلاهما بالخسارة (ذهابًا وإيابًا)، حيث سقط على أرضه أمام الأول 0-2 ذهابًا وتعرض لهزيمة في بيونس آيرس 0-3 أمام زملاء ميسي، قبل أن يتكرر الأمر في جولة الإياب فسقط 1-4 بالبرازيل وتلقى هزيمة أقل 0-1 على أرضه أمام الأرجنتين.

جولة الحسم للفريق كانت الـ15 أمام الجارة باراغواي، وانتهت بفوزه بصعوبة 1-0 وأسهمت بالعودة من المركز السابع إلى الخامس، وبعدها انطلق الفريق بنتائج إيجابية وتمكن من التوغل في سلم الترتيب حتى حل بالمركز الثالث بـ28 نقطة، ضمنت له تذكرة العبور المباشر للمونديال.

القيمة السوقية 

رغم أن لويس سواريز هو النجم الأبرز في الفريق، لكن من المفاجئ أن يكون فيدي فالفيريدي، لاعب ريال مدريد، هو صاحب القيمة السوقية الأعلى والأبرز، حيث تبلغ قيمته 80 مليون يورو. بينما تبلغ القيمة السوقية الإجمالية للمنتخب قرابة الـ395 مليون يورو، وبمتوسط أعمار يبلغ 26,8 عامًا. 

ويأتي ثانيًا في الترتيب مهاجم ليفربول الجديد، داروين نونيز بقيمة 70 مليون يورو، ويتبعه ثالثًا نجم خط الوسط بنتانكور بقيمة 35 مليون يورو، بينما انخفضت أسهم المهاجم المخضرم لويس سواريز، حيث بلغت قيمته 8 ملايين يورو هذا العام، بعد أن كانت هي الأعلى بقيمة 90 مليون يورو في أوج مستواه لعام 2015.

وهو نفس حال القناص إدينسون كافاني صاحب الـ 35 عامًا الذي اندثرت قيمته السوقية حتى وصلت إلى 4 ملايين يورو بانتقاله إلى فالنسيا، بعد فترة تألق جامحة في باريس سان جيرمان أكسبته قيمة تسويقية بلغت 60 مليون يورو في عام 2013.

إقرأ أيضا عن أوروغواي

• أوروغواي.. مباريات لا تنسى من تاريخ المونديال
• أوروغواي.. التكتيك والتشكيل المتوقع
• أوروغواي.. لاعبون برزوا عبر التاريخ