أهداف سجلها كيليان مبابي قبل مباراته الأولى مع ريال مدريد
تمكّن كيليان مبابي انطلاقًا من يوم تقديمه لاعبًا جديدًا في صفوف ريال مدريد بشكل رسمي، من تسجيل عدة أهداف في رصيده، حتى قبل أن يخوض مباراته الأولى مع الفريق.
وقدّم بطل الليغا، الثلاثاء الماضي، اللاعب البالغ 25 عامًا، رسميًا لجماهير "سانتياغو بيرنابيو" التي حضرت بكثافة لاستقبال نجمها الجديد، الذي انضمّ في فترة الانتقالات الصيفية الحالية من خلال صفقة انتقال حر، إثر نهاية عقده مع فريقه السابق باريس سان جيرمان.
وبعد حلقات عديدة من مسلسل كيليان مبابي والريال الذي صبغه التشويق والمماطلة والترقب، تمكن الفريق الملكي من التعاقد مع "قائد الديوك" لمدة 5 مواسم أي إلى غاية عام 2029، آملًا أن يسير الأخير على درب نجاحات من سبقوه في قلعة "البلانكوس".
أول أهداف كيليان مبابي بالقميص الملكي
لم يمرّ تقديم الدولي الفرنسي مرور الكرام على العديد من الرموز المهمة في ريال مدريد، ومنها الرئيس الفخري خوسيه مارتينيز بيري، الذي أبدى إعجابه الشديد بإتقان مبابي للغة الإسبانية، مشيدًا: "رأيت صبيًا بسيطًا وصادقًا مع لغة إسبانية جيدة للغاية. أعتقد أنه سيترك بصمة هنا (مدريد)".
واعتبر أغلب الملاحظين أنّ دخول النجم السابق للنادي الباريسي، حفل تقديمه مع "البيت الأبيض"، كان لافتًا لسبب رئيسي وهو تحدّثه اللغة الإسبانية بطلاقة ومخاطبته للجماهير المدريدية الغفيرة، التي ناهزت 85 ألف مشجع، بكل جرأة وشجاعة، وهو ما ينمّ عن شخصية فذّة، تميز كبار النجوم عادة.
وبهذا التقديم المثير للإعجاب، يكون كيليان مبابي قد وقّع أول أهدافه بقميص ريال مدريد قبل أن يلعب أساسًا، حيث مهّد لنفسه أولى خطوات النجاح في نادٍ صعب، معتمدًا على تقنية "التواصل" الذكية عبر إتقان لغة البلد، وهو العامل الذي أهمله عدد من النجوم سابقًا، والذين كان وحده سببًا كافيًا لعرقلة مسيرتهم.
أسماء عملاقة حديثة العهد أو سابقة من أمثال زلاتان إبراهيموفيتش (مع برشلونة) أو أندري شيفشنكو ومواطنه مودريك حاليًا (مع تشيلسي) أو روبينيو (مع مانشستر سيتي) أو أنخيل دي ماريا ودييغو فورلان وخوان سيباستيان فيرون وممفيس ديباي (مع مانشستر يونايتد) أو فيرناندو موريانتيس (مع ليفربول) أو دافور شوكر (مع أرسنال) وغيرهم في قائمة طويلة، ممّن أهملوا بعض عوامل التأقلم الحاسمة من بينها اللغة (لدى بعضهم)، فكان الختام، تجربة فاشلة.
هدف ثانٍ لا يقلّ أهمية
ثاني الأهداف التي سجّلها كيليان مبابي والتي لا يمكن التغافل عنها كمؤثر بارز في مستقبله مع "الميرينغي"، هي تأسيس أرضية صلبة مع الزملاء قائمة على القبول والودّ المتبادل (من أجل مصلحة الفريق)، ويعكس ذلك رسائل المديح المتبادلة بين المهاجم الفرنسي وأهم لاعبي الريال، حتى قبل انضمامه رسميًا.
جميع نجوم النادي الملكي، أقرّوا برغبتهم في وجود لاعب بقيمة مبابي في فريقهم، وبعيدًا عن متطلبات المنافسة الشرسة والشريفة في حدود المستطيل الأخضر، فإنّ الجميع سعيد بوجود أحد أفضل اللاعبين في العالم بمقر تدريبات "بالدي بيباس"، ولا سيما النجم الأول للفريق في السنوات الأخيرة، البرازيلي فينيسيوس جونيور، وهو ما يمكن اعتباره مؤشرًا إيجابيًا لتكوين "حجرة ملابس" نقية وخالية من الضغائن"، وهي التي تكون غالبًا أحد روافد النجاح في أي فريق.
كما سجل مبابي أهدافًا أخرى بتأكيده استعداده للعب في أي مركز يريده فيه المدرب فضلًا عن تصريحه بعدم تركيزه على الرقم الذي سيرتديه مع الفريق.
جدير بالإشارة إلى أنّ الثنائي المدريدي (مبابي وفينيسيوس) فشلا في التتويج مع منتخبي بلديهما بلقبي اليورو وكوبا أمريكا، حيث توقفت مسيرة مبابي (هدف واحد) مع فرنسا عند حدود المربع الذهبي بعد الخسارة من إسبانيا (1-2)، في حين سجّل فينيسيوس جونيور (هدفين) قبل أن يتكبّد مع البرازيل انسحابًا مُرًّا من الدور ربع النهائي على يدي الأوروغواي بركلات الترجيح.
ويأمل ريال مدريد أن يتعافى نجماه من نكستهما على صعيد المنتخب قبل دخول غمار الموسم الجديد، الذي سيسعى فيه "أبيض العاصمة" إلى تكرار نجاحات الموسم الماضي، الذي حصد فيه لقب الليغا للمرة 35 ودوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 في تاريخه (رقم قياسي).