أهداف الكعبي تمنحه سيادة أفريقية تاريخية في أوروبا
أهداف الكعبي.. بات هذا العنوان القصير "الخبز اليومي" المُعتاد لجماهير نادي أولمبياكوس اليوناني، التي اعتادت على اللمسة الفارقة لـ"أسد الأطلس" على المستويين المحلي والقاري.
وكما جرت العادة، لم يخيّب الكعبي ولا أهدافه الظنّ في مواجهة إياب نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي "كونفرنس ليغ"، حيث سجّل القنّاص المغربي هدفي الانتصار لمصلحة فريقه، وذلك بعدما سجل ثلاثية كاملة "هاتريك" في مباراة الذهاب، ليلعب بذلك الدور الأبرز في تخطي عقبة أستون فيلا بجدارة (2-4 في بيرمنغهام و2-0 في أثينا).
وكان من الطبيعي أن لا يمرّ هذا الإسهاب التهديفي من الدولي المغربي في موسمه الرائع -حتى الآن- مرّ الكرام على منصات الأرقام وكتب الإحصاء، وهو ما سمح له فعلًا ببلوغ رقم قياسي مبهر على الصعيد الأوروبي، لم يسبقه إليه أحد من بني قارته السمراء.
أهداف الكعبي تهديه رقمًا قياسيًّا غير مسبوق
ساهمت أهداف الكعبي الخمسة في مرمى أستون فيلا بين الذهاب والإياب، في القفز بأرقام النجم المغربي قفزة هائلة، حيث بات أول لاعب أفريقي يسجل 14 هدفًا في مسابقة أوروبية في موسم واحد (10 أهداف في دوري المؤتمر و4 أهداف في الدوري الأوروبي).
وفي مواجهة الذهاب في مدينة بيرمنغهام وعلى ملعب "فيلا بارك"، أصبح الكعبي، الذي تبلغ قيمته التسويقية حاليًّا 3.5 مليون يورو، أول لاعب مغربي يسجل "هاتريك" في الدور نصف النهائي بأي مسابقة أوروبية، زيادة على كونه أول لاعب في تاريخ أولمبياكوس يسجل 10 أهداف أو أكثر خلال موسم واحد في المنافسات الأوروبية.
وتلخّص أرقام منصة "سوفاسكور" المختصة في الاحصائيات جانبًا من تألق الكعبي، الذي بات رسميًّا هداف دوري المؤتمر في الموسم الحالي (10 أهداف وتمريرة حاسمة في 8 مباريات حتى الآن)، إضافة إلى أنه لم يحتج لأكثر من 2،4 تسديدة لتحقيق هدف، مع نسبة ترجمة للأهداف بلغت 42٪، ومعدل تقييمي وصل إلى 7،68 من 10.
الكعبي يبعث مسيرته من بين ركام الزلازل
ولم تكن أهداف الكعبي وتألقه وليدة الاجتهاد داخل الملعب فقط، وإنما أيضًا لخياراته الذكية في كيفية تسيير مشواره، الذي تعرّض لامتحان معقد وحدث مأساوي، عندما كان شاهدًا على زلزال تركيا المدمّر في العام الماضي، وهو لاعب في صفوف نادي هاتاي سبور (26 هدفًا في 53 مباراة بين عامي 2021 و2023).
محنة الزالزال لم تكن حدثًا هيّنًا على الكعبي (30 عامًا)، الذي فقد ابن قارته وزميله في الفريق، النجم الغاني كريستيان أتسو، الذي قضى أجله تحت ركام منزله.
حدث مفجع دفع المغربي لمغادرة تركيا نحو مرحلة انتقالية قصيرة في صفوف السد القطري، قبل أن يطير إلى اليونان في صفقة انتقال حر، ويبعث مسيرته من جديدة بألوان أولمبياكوس (32 هدفًا وتمريرتان حاسمتان في 46 مباراة)، الذي أعاد له طعم الحياة وإيقاع التألق.
إصرار على "تعذيب" الركراكي
أهداف الكعبي التي لا تتوقف في أوروبا، سواء على مستوى الدوري اليوناني أو مسابقة دوري المؤتمر، ستزيد من حيرة و"تعذيب" مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي، الذي سيعاني الأمرّين في تجمّع يونيو/ حزيران المقبل، قبل تحديد قائمة اللاعبين المدعوين.
ويترقب منتخب المغرب بقيادة الركراكي مواجهتين مهمتين ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث سيستقبل بين جماهيره نظيره الزامبي في 2 يونيو، في حين سيسافر لملاقاة الكونغو في التاسع من الشهر ذاته.
تبنّي فكرة أنّ قائمة الركراكي المقبلة ستكون من بين الأصعب منذ تسلمه المقاليد الفنية للمغرب، يعود إلى الهبّة الجماعية لأغلب مهاجميه، على غرار الكعبي مع أولمبياكوس، ويوسف النصيري مع إشبيلية، وسفيان رحيمي مع العين، وعبد الرزاق حمد الله مع اتحاد جدة وغيرهم، وهو "صداع مرغوب" يفضّله المدربون على محدودية الخيارات.
جدير بالذكر أنّ الكعبي استهل مشواره الدولي مع "الأسود" في 13 يناير/ كانون الثاني 2018، ومنذ ذلك الوقت خاض مع أسود الأطلس 44 مباراة أحرز خلالها 22 هدفًا، مع تقديم 6 تمريرات حاسمة، بواقع 2481 دقيقة لعب دولية.