أزمة بيع مانشستر يونايتد.. أي مستقبل ينتظر النادي؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-18 11:29
جماهير مانشستر يونايتد أمام ملعب أولد ترافورد (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

بعد قرابة عام لفتح مانشستر يونايتد الباب أمام العروض الاستثمارية، يبدو أنّ الميلياردير البريطاني جيم راتكليف حظي بشرف شراء 25 % من أسهم عملاق الدوري الإنجليزي.

وتتجه إدارة النادي للموافقة على عرض يبلغ 1.6 مليار دولار أمريكي من قبل راتكليف؛ لكن بقاء عائلة غلايزر مسيطرة على النادي شكلّت خيبة أمل مريرة للعديد من مشجعي "الشياطين الحمر"، الذين كانوا يمنون النفس بخروج المالكين الأمريكيين غير المحبوبين.

وقالت رابطة مشجعي مانشستر يونايتد في بيان هذا الأسبوع: "سيكون من التفاؤل الشديد الاعتقاد بأن عائلة غلايزر تتصرّف لصالح المشجعين أو تتخذ قرارات ملكية لا تركز على أولوياتها الخاصة".

وواجه مانشستر يونايتد مراحل متفاوتة منذ تولي عائلة غلايزر إدارة النادي في صفقة بلغت 790 مليون دولار عم 2005؛ إذ أبقت براعة المدرب السابق السير أليكس فيرغوسون الفريق في قمة الكرة الإنجليزية والأوروبية في السنوات الأولى من حقبة غلايزر.

لكنّ يونايتد لم يفز بالدوري منذ اعتزال فيرغوسون عام 2013، كما رفع لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأخيرة عام 2008.

لكن الأمور ازدادت سوءًا هذا الموسم؛ حيث يحتل الفريق المركز العاشر تحت قيادة الهولندي إيريك تين هاغ، ويواجه خطر الخروج المذلّ من الدور الأول بدوري الأبطال؛ إثر خسارته في المباراتين الأوليين  خلال دور المجموعات للمرة الأولى على الإطلاق.

أين ستذهب الأموال؟

وحسب المعطيات المتوافرة، فإنّ راتكليف، مؤسس شركة "إينيوس" العملاقة للبتروكيماويات، سيسعى إلى تولي إدارة عمليات كرة القدم في النادي مقابل استثماره الكبير.

بيد أنّ الكثيرين يتساءلون كيف يمكن لمالك بحصص أدنى أن يكون له التأثير في السيطرة على العمليات الأساسية للشركة.

وفي هذا الخصوص، تساءل غاري نيفيل، قائد يونايتد السابق الذي تحوّل إلى محلّل ورجل أعمال، على مواقع التواصل الاجتماعي: "كيف يمكن لمساهم بحصة ضئيلة أن يوقف التدهور الثقافي عبر مؤسسة بأكملها إذا كان الأشخاص الذين أشرفوا على هذا التدهور ما زالوا يمتلكون أغلبية الأسهم؟"

أضف إلى ذلك، أنه ليس من الواضح أين ستذهب عائدات استثمار راتكليف؛ إذ أظهرت أرقام من شهر مارس/ آذار، أنّ ديون النادي قاربت الـ 970 مليون دولار، في حين أنّ تأمين التمويل بات ملحاً وضرورياً لعملية إعادة تجديد ملعب النادي وهو أمر منتظر منذ فترة طويلة.

ويبقى ملعب "أولد ترافورد" أكبر ملعب بين أندية الكرة الإنجليزية، حيث يتسع لأكثر من 74 ألف مشجّع، إلا أنّ الملعب الشهير بلغ مرحلة من الشيخوخة، ويحتاج بشدّة إلى التجديد على غرار ما فعلت الأندية المنافسة ليونايتد؛ إذ اختير ملعب الاتحاد الخاص بمانشستر سيتي بين الملاعب التي ستستضيف كأس أوروبا 2028 حيث فاز بحق استضافتها كل من بريطانيا وأيرلندا.

وعلى سبيل المثال، لا توجد شاشة كبيرة قادرة على عرض الإعادات للجماهير في حالات اللجوء إلى تقنية الحكم المساعد "VAR" في أولد ترافورد، كما أظهرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المشجعين وهم مبللون خلال الهزيمة (1-0) أمام كريستال بالاس الشهر الماضي بسبب تسرب المياه من السقف.

وقال نيفيل: "يتطلب ملعب أولد ترافورد استثمارات كبيرة في الأراضي المحيطة به". وتساءل: "هل تؤثر هذه الصفقة على هذا المطلب بشكل إيجابي أم أنها تتركه أرضًا قاحلةً خرسانية؟"

عندما أعلن يونايتد لأول مرة عن عملية "استكشاف البدائل الإستراتيجية للنادي" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، كان "إعادة تطوير الاستاد والبنية التحتية" أحد الخيارات المتاحة مع ضخ رأس مال جديد؛ كما تحدث نيفيل عن الحاجة إلى تحديث ملعب تدريب النادي.

ومع ذلك، بعد مرور 11 شهرًا من العملية البطيئة والمرهقة، يخشى مشجعو اليونايتد من أن تتمكن عائلة غلايزر من ملء جيوبهم الخاصة عن طريق بيع بعض أسهمهم مع الحفاظ على سيطرتهم.

وقالت رابطة المشجعين: "إذا كانت التقارير صحيحة فيما يتعلق بحصول إينيوس على حصة 25 في المئة في نادينا، فهناك عدد من الأسئلة حول الصفقة التي تحتاج إلى توضيح قبل أن يتمكن المشجعون من إصدار أي حكم بشأن مزاياها".

وأضاف: "النتيجة يجب أن تتضمن استثمارات جديدة في النادي. لا يمكن أن يتعلق الأمر فقط بمصالح المساهمين سواء الحاليين أو الجدد".

شارك: