فوبيا الرقم القياسي.. هل يكرر هاميلتون مأساة سيرينا ويليامز؟

تاريخ النشر:
2020-09-27 20:40
-
آخر تعديل:
2022-08-09 18:18
لويس هاميلتون بطل العالم في سباقات فورمولا 1 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعرض البريطاني لويس هاميلون، بطل العالم في سباقات فورمولا 1 للسيارات، لحظٍ عاثر، أنهى معه سباق جائزة روسيا الكبرى في المركز الثالث... لكن ما علاقة كل ذلك بالفوبيا وسيرينا ويليامز؟

وسط حشدٍ يمكن نعته بالكبير، في مدينة "سوتشي" الروسية، وبينما كان الجميع يتوقع أن يواصل السائق البريطاني لويس هاميلتون بسط هيمنته على سباقات فورمولا 1، ومعادلة الرقم القياسي لعدد الانتصارات بتاريخ البطولة الممتد لأكثر 70 عاما، والمُسجل باسم الألماني مايكل شوماخر، أتت الصدمة من حيث لم يتوقع أحد، حيث استقبل بطل العالم 6 مرات عقوبة تأخير لعشر ثوانٍ، وبات مضطرا لانتظار وقت أطول؛ من أجل إرساء نفسه، في مكانة بدت ذات يوم كما لو أنها غير قابلة للمس.

بداية القصة


القصة تبدأ من العام الميلادي 2006، وتحديدا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، حينما حقق شوماخر فوزه الأخير على حلبات الفورمولا 1؛ إذ أنهى سباق جائزة الصين الكبرى متصدرا الترتيب العام، ويومها ربما لم يشعر "البالون الذهبي"، كما يلقب، بكونه قد فعل شيئا استثنائيا؛ سيما وأنه أنهى المسابقة في تلك السنة بالمرتبة الثانية، خلف البطل الإسباني فرناندو ألونسو.


مرت سنون، واكتشف شوماخر وآخرون كثر من المهتمين بالرياضة الميكانيكية الأشهر والأكثر ثراءً، أن السائق الألماني، وعندما انقضى به المطاف معتزلا للمرة الثانية عام 2012، كان ولا يزال انتصاره الأخير يعود إلى حلبة شنغهاي الصينية 2006، وقد كان هذا الفوز هو الرقم 91 في مسيرة البطل الأسطوري، رقم قياسي.


واصل عالم الفورمولا 1 ترقبه لمستجدات اللعبة، وما طرأ عليها من تغيير كبير في سنوات أعقبت تراجع مستويات شوماخر وابتعاده "شبه" الكلي عن منصات التتويج؛ انتظارا ربما لحدث جلل، فحواه أن ينجح سائق ما في كسر الرقم الخاص بعدد الانتصارات المسجلة باسم الألماني، وقد بدا الأمر، في كثيرٍ من الأحيان، قابلا للتفكير بشأن إمكانية تحوله إلى واقع ملموس؛ خاصةً مع بزوغ نجم سباستيان فيتل، الذي فاز ببطولة العالم 4 مرات متتالية رفقة ريد بول.


ما بين ليلة وضحاها، أو هكذا بدت الأمور، أخذ فيتل في التراجع، ولم تمنحه خطوة الانتقال إلى فيراري، حيث عاش مواطنه شوماخر أيامه الخوالي فرصة حقيقية لاستعادة مستواه، وإن قدم مردودا جيدا، لا ينكره عاقل.

بزوغ نجم هاميلتون


مع تراجع فيتل ونجاح مرسيدس في تكريس سطوتها على عالم الفورمولا 1، تمكن لويس هاميلتون بالفعل من إثبات نفسه كمنافس شرس على تحطيم رقم شوماخر القياسي، وقد مثل فوزه ببطولة العالم للمرة السادسة، العام الفائت، وبدايته الاستثنائية لموسم العام الجاري، إشارة ودلالة كبيرتين على كونه قادرا على تخطي الرقم.


في السادس عشر من أغسطس (آب) الماضي، تمكن هاميلتون من حسم سباق إسبانيا، وبعدها بأسبوعين فقط، احتفى بانتصار في بلجيكا، محققا فوزه 89 في تاريخ مشاركاته ببطولة الفورمولا 1.


وهنا، عند انتقال الفرق العشرين قاطبة إلى الأراضي الإيطالية... كان هاميلتون ومناصروه يحلمون بأن ينجح السائق الذي أظهر تضامنا مع حركات مناهضة للعنصرية قبل كل سباق خاضه، في الفوز بسباقين أُقيما في روما وتوسكانا، إذ سيكون بذلك قادرا على معادلة الرقم القياسي الخاص بعدد الانتصارات في حلبة "موجيلو"، المملوكة لفريق فيراري.


لكن هاميلتون اصطدم بعقوبة في السباق الأول، اضطر معها لإنهاء المنافسة في المركز السابع، قبل أن يعود ويقترب خطوة إضافية من هدفه المنشود، عبر تتويجه بجائزة "موجيلو".


أصبح هاميلتون في حاجة للفوز بسباقٍ واحد؛ من أجل معادلة رقم شوماخر (91 فوزا)، لكنه تعرض لحظٍ عاثرٍ جديد، وأنهى السباق الروسي، اليوم الأحد، في المرتبة الثالثة، خلف الألماني فالتيري بوتاس، زميله في مرسيدس، والهولندي ماكس فرستابن، سائق ريد بول.

هل يعاني هاميلتون من الفوبيا؟


مهمة هاميلتون في معادلة رقم شوماخر، هذا العام، تبدو سهلة وسهلة جدا؛ بالنظر لأرقام البريطاني صاحب 35 عاما، الذي حقق المركز الأول في 6 من أصل 10 سباقات أقيمت في موسم 2020 حتى الآن، لكنها ربما "فوبيا الأرقام القياسية" التي تحول بين الرياضيين ولحظة ستخلد طويلا في التاريخ.


من كان يتوقع أن يخسر هاميلتون بهذه الطريقة في روما؟ من كان يتوقع أن يفرط المتوج بجائزة "لوريوس" كأفضل رياضي في العالم 2019 مناصفةً مع لاعب كرة القدم الشهير ليونيل ميسي، اليوم في مركزه كأول المنطلقين، وينهي السباق ثالثا؟


في السؤالين، الإجابة واحدة: ربما، لم يتوقع أحد أن يحدث ذلك... كما لم يتوقع أحد أن تخسر الأمريكية سيرينا ويليامز 4 مباريات نهائية في البطولات الأربع الكبرى، بعدما حققت لقبها الأخير، الذي حمل الرقم 23 لها، بفئة "الغراند سلام" المميزة عام 2017.


في كل بطولة كبرى، تحلم سيرينا ومشجعوها بأن تعادل رقم الأسترالية مارجريت كورت، الفائزة بـ 24 لقبا كبيرا، وهو رقم قياسي... لكنها "الفوبيا"، "فوبيا" الأرقام القياسية.


المثير في قصة سيرينا أنها لا تزال تحاول، وتعمل عن كثبٍ وتثابر؛ لأنها مؤمنة بقدرتها على كسر لعنة الخوف، لعنة تلك الفوبيا، والمضي قدما كأفضل سيدة حملت المضرب، وهو ذات الشعور الذي ينتاب هاميلتون، وربما يؤرقه في كل ليلة: "متى سأعادل رقم شوماخر"؟
 

شارك: