مسعود بركوس..مشوار حافل بالألقاب والإنجازات

حفل تاريخ كرة اليد الجزائرية بالكثير من النجوم الذين صنعوا مجد المنتخب الجزائري، بداية من فترة سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، وصولاً إلى التسعينيات التي تعد بمثابة الفترة الزاهية للكرة الصغيرة في الجزائر خاصة على مستوى المنتخب الأول، الذي بسط سيطرته على مستوى القارة السمراء مُتوجاً بالكثير من الألقاب.

وامتلكت كرة اليد الجزائرية أجيالاً ذهبية عدة بداية من الثمانينيات بقيادة لاعبين مميزين؛ مثل: صالح بوشكريو، إبراهيم بودرالي، وعبد السلام بن مغسولة، ثم جعفر بلحسين وبوعناني وعواشرية وحماد وغيرهم بقيادة المدرب الأسطوري محمد عزيز درواز الذي ابتكر طريقة الدفاع المتقدم التي اشتهرت كثيراً في تلك الفترة، وصولاً إلى عبد المالك سلاحجي سليم نجال ورياض شهبور.

إلا أن ثمة لاعباً فرض نفسه في الفترة الأخيرة نجماً فوق العادة على مستوى كرة اليد الجزائرية، وهو اللاعب مسعود بركوس الذي يمتلك الكثير من الميزات على أقرانه بفضل تعدّد مناصبه، وبراعته في التنشيط الهجومي وتوزيع الكرات وغزارة أهدافه، وثبات مستواه في كل البطولات التي خاضها سواء مع المنتخب الجزائري أو مع الأندية التي لعب لها منذ انطلاق مشواره الاحترافي عام 2006.

ويبلغ بركوس من العمر 31 عاماً، وُلِد بمدينة بطّيوة بمقاطعة وهران غربي الجزائر، واشتهر بتعدّد مناصبه إلا أنه برز أكثر في اللعب بمركز الجناح الأيسر مع فريقه المجمّع البترولي الجزائري (مولودية الجزائر سابقاً)، والذي يعد الفريق الوحيد الذي لعب له في الجزائر منذ انضمامه إليه في العام 2006.

أرقام قياسيّة

احترف بركوس طيلة مسيرته على فترات متقطّعة بأندية عربية عدة، وأول مغامراته مع الاحتراف كانت بنادي السد القطري في العام 2013، وانتقل بعدها إلى نادي القرين الكويتي عام 2014، ثم الزمالك المصري في 2017، قبل أن ينتقل في العام التالي إلى نادي ساقية الزيت التونسي.

خاض بركوس أكثر من 90 مباراة منذ العام 2007، موعد انضمامه إلى صفوف المنتخب الجزائري الأول لكرة اليد، ويبلغ عدد الأهداف التي سجلها حوالي 300 هدفاً، ليصبح أحد أكثر اللاعبين تمثيلاً لمنتخب الجزائر على الصعيدين القاري والدولي.

نال مسعود بركوس العشرات من الألقاب الفردية والجماعية خلال مسيرته الحافلة مع الكرة الصغيرة، وكانت البداية بتتويجه بلقبي الدوري وكأس الجزائر مع المجمّع البترولي في الفترة ما بين 2006 و2011، قبل أن يتبعها بلقب الدوري في العام 2014.

وحصل بركوس على الكثير من الألقاب طيلة مسيرته الاحترافية؛ إذ حصل على كأس الخليج للأندية الأبطال مع السد عام 2013، وحل سابعاً معه في بطولة العالم للأندية في نفس العام، ومع نادي القرين الكويتي نال بطولة كأس العرب للأندية عام 2014، وحل ثالثاً معه في دوري أبطال آسيا في نفس السنة.

كما نال بركوس لقب دوري أبطال إفريقيا مع الزمالك المصري في العام 2017، وأتبعها بلقب السوبر الإفريقي مع نفس الفريق، ومع نادي ساقية الزيت التونسي حصل بركوس على الميدالية الفضية في مسابقة السوبر الإفريقي في العام 2018.

ومع المنتخب الجزائري شارك بركوس في أربع نسخ من بطولة العالم أعوام: 2009، 2011، 2013 و2015، كما سبق له المشاركة في بطولتين للعالم في فئة الشبان.

وعلى مستوى بطولة إفريقيا للأمم شارك بركوس في 7 بطولات، بداية من العام 2008 حقق الميدالية البرونزية في ذات الدورة، وفي النسخة التالية عام 2010، ثم حل وصيفاً مع الجزائر في دورة 2012، ونال الميدالية الفضية، قبل أن يتوج باللقب الإفريقي في دورة 2014 بالجزائر؛ إذ كان عنصراً مؤثراً، وتقمص دور البطولة في هذا التتويج بالنظر للأهداف الكثيرة التي سجلها.

بركوس يرفض الإعتزال

 وبلغ بركوس مع الجزائر نصف نهائي دورة 2016، قبل أن يحل المنتخب الجزائري سادساً في الدورة التالية عام 2018، وفي آخر بطولة إفريقية مطلع العام 2020 بتونس أنهى بركوس والجزائر مشوارهما في المسابقة في المركز الثالث، وحققا الميدالية البرونزية.

وفيما يتعلق بالألقاب والجوائز الفردية نال مسعود بركوس لقب أفضل جناح أيمن في بطولة إفريقيا 2008، ولقب أفضل ظهير أيسر في دورة 2010، وأحسن لاعب وأفضل هداف في نسخة 2014، وحصل على جائزة أفضل لاعب وسط في طبعة 2018 وأفضل هداف فيها أيضاً.

ومع بلوغه سن الـ31 سنة، انتشرت بعض الأخبار عن عزم مسعود بركوس الاعتزال دوليّاً بعد فشل الجزائر في التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا الأخيرة بتونس، إلا أنه نفى ذلك قطعيّاً فقد أكد استعداده لخوض تحديات جديدة مع المنتخب الجزائري، والمشاركة في كأس أمم إفريقيا القادمة والتي ستكون الثامنة في مشواره، ليعادل بذلك رقم ثلاثة من نجوم المنتخب الجزائري السابقين عبد الرزاق حماد والطاهر لعبان وهشام بودرالي، الذين سبق لهم خوض 8 بطولات إفريقية قبل اعتزالهم.