رياضيون ضاعت أحلامهم خلال عام من الحرب الروسية الأوكرانية

2023-02-25 02:17
منظر من الخراب الذي خلَّفته الحرب الروسية الأوكرانية (Getty)
Source
المصدر
QNA
+ الخط -

مع مرور عام على الحرب الروسية- الأوكرانية، وجد عالم الرياضة نفسه في مواجهة وضع مأساوي، ما بين رياضيين حملوا السلاح في ساحات القتال، وآخرين جُمدوا ومنعوا من المشاركة في غالبية الأحداث الرياضية، بجانب تعرض بعض الفعاليات الرياضية للنقل أو التأجيل أو الإلغاء.

عواقب الحرب الروسية- الأوكرانية لم تقتصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي فقط، وإنما طالت بشدة عالم الرياضة، خاصة في ظل التجميد والعزلة الرياضية التي فُرضت على روسيا ورياضييها من جانب، والتداعيات السلبية الوخيمة التي تعيشها الرياضة في أوكرانيا.

وإن كانت الرياضة حول العالم لم تتأثر بصورة فاعلة بالحرب الدائرة بين البلدين، إلا أنه في المقابل كانت عواقب هذه الحرب كارثية على الرياضيين في البلدين، فالبعض ما زال عالقا في ساحات الحرب، والبعض الآخر فقدوا أرواحهم، وآخرون ضاعت أحلامهم في التفوق الرياضي وتحقيق الألقاب.

ففي أوكرانيا كانت التداعيات على القطاع الرياضي وخيمة مثل باقي القطاعات، حيث تم إيقاف النشاط الرياضي في البلاد بشكل كامل، ومنعت الفرق والمنتخبات الرياضية من اللعب على أرضها، وانضمت مجموعة كبيرة من الرياضيين إلى الجيش الأوكراني للدفاع عن بلادهم.

أبطال للعالم في عدة رياضات ارتدوا بدلات عسكرية وانضموا للحرب

ويعد بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة مدينة كييف، أبرز من انضم لصفوف جيش بلاده، مرتديا بدلة عسكرية لتنظيم الدفاع عن مدينته وسكانها، وأيضا شقيقه الأصغر، فلاديمير، بطل العالم في الملاكمة سابقا، انضم إلى الجيش الاحتياطي، فيما التحق بطل العالم السابق للوزن الخفيف فاسيل لوماتشينكو بكتيبة الدفاع الإقليمي في بيلورود- دنيستروفسكي بالقرب من أوديسا.

كما انخرط لاعب التنس سيرجي ستاخوفسكي، المصنف 31 عالميا سابقا، في "المقاومة الإقليمية" في البلاد، وكذلك انضم دميترو بيدروشني، بطل العالم لسباقات المطاردة عام 2019، إلى الحرس الوطني في ترنوبل غرب أوكرانيا.

في المقابل، كانت تداعيات الحرب على الرياضيين الروس والبيلاروس الداعمين لروسيا في الحرب وخيمة، بعدما نُقلت مباريات فرق ومنتخبات روسيا خارج البلاد، إلى جانب المنع من المشاركة في بطولات دولية، فضلا عن منع الرياضيين الروس والبيلاروس من المشاركة في غالبية البطولات العالمية.

حظر الرياضيين الروس وإلغاء تنظيم مسابقات رياضية مختلفة بروسيا 

طالت العقوبات الرياضيين الروس بصفة فردية وبصورة كبيرة، حين أعلنت اللجنة البارالمبية الدولية منع اللاعبين من روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الألعاب الشتوية، التي استضافتها العاصمة الصينية بكين.

وتعد روسيا من الدول المتفوقة رياضيا في الألعاب الفردية، ونتائجها في البطولات الكبرى تؤكد ذلك، رغم الشكوك التي تلاحقها بشأن لجوء الرياضيين إلى تناول مواد ممنوعة.

والنشاط الرياضي الروسي يسهم بصورة كبيرة في الحركة الاقتصادية، في ظل استقطاب البلاد الكثير من الرياضيين حول العالم؛ من أجل التحضير للبطولات الكبرى، وذلك بفضل ما تمتلكه من تجهيزات ضخمة، إضافة إلى قيمة الاستثمارات المالية الكبيرة لتطوير التجهيزات الرياضية.

وتلقى الاقتصاد الرياضي الروسي ضربة موجعة، بعد إلغاء عقود الرعاية لشركات روسية كانت تستثمر في المجال الرياضي، بعد قرار الاتحاد الأوروبي إنهاء العقد مع شركة غازبروم، وكذلك فعل شالكه الألماني ومانشستر يونايتد الإنجليزي وفريق هاس في فورمولا1.

كما تلقت محاولات الشركات الروسية الكبرى التوسع في مجال الاستثمار ضربة موجعة، بعدما خسرت الأسواق التي راهنت عليها، مثلما حدث مع علامة "أديداس" أيضا.

وبعد الحرب الروسية على أوكرانيا، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قرارا بسحب تنظيم نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة سان بطرسبرغ الروسية، ونقله إلى العاصمة الفرنسية باريس، كما قرر إقامة المباريات التي تشارك فيها الفرق الروسية أو الأوكرانية إلى ملاعب محايدة.

وقد ألغي سباق جائزة "سوتشي" من أجندة بطولة العالم "فورمولا - 1" للسيارات، بعد اتفاق شركة "فورمولا - 1" والاتحاد الدولي للسيارات، وذلك للمرة الأولى بعد انضمام السباق إلى جدول البطولة في عام 2014.

وقام الاتحاد الدولي للجودو بإلغاء جائزة كازان الكبرى العام الماضي، وذلك بعدما طالبت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية بنقل أو إلغاء الأحداث الرياضية المخطط إقامتها في روسيا أو روسيا البيضاء، كما ألغيت 5 مسابقات بكأس العالم للتزلج كانت مقررة في روسيا.

وألغى الاتحاد الدولي للسباحة أيضا مباراة بالدوري العالمي لكرة الماء في سان بطرسبرغ، بينما ألغيت منافسات للسباحة التوقيعية والغطس كانت مقررة في كازان.

وبجانب إلغاء أو نقل العديد من الاستحقاقات في روسيا، قامت عدة هيئات رياضية أوروبية ودولية بحظر أو وضع قيود على مشاركة الرياضيين الروس في كثير من المنافسات الرياضية المقبلة، ولعل أبرز تلك القرارات منع المنتخب الروسي من خوض منافسات ملحق التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، التي أقيمت في قطر ما بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول الماضيين.

كما قام منظمو بطولة ويمبلدون الإنجليزية، إحدى بطولات غراند سلام الأربع الكبرى للتنس، بمنع الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في البطولة ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما رد عليه اتحاد لاعبي التنس المحترفين، واتحاد لاعبات التنس في البلدين، بتجريد ويمبلدون من نقاط التصنيف في مواجهة ما اعتبراه "تمييزا" تجاه اللاعبين من روسيا وبيلاروسيا.

"تسييس الرياضة" يضرب الكيانات الدولية الحاكمة للرياضة

في ظل معاناة الآلاف من الرياضيين الروس والبيلاروس جراء العقوبات التي تعرضوا لها منذ اليوم الأول للحرب، ظهرت على الساحة قضية "تسييس الرياضة" التي ظلت الكيانات الدولية الحاكمة للرياضة، على رأسها اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحادات الدولية للألعاب المختلفة، تنادي بإبعاد السياسة عن الرياضة، وتتخذ مواقف صارمة مع المخالفين لهذا الأمر.

ومع بداية الأزمة الروسية- الأوكرانية، تجاهلت المؤسسات الدولية الحاكمة للرياضة الميثاق الأولمبي، وظهر مشهد خلط الرياضة بالسياسة، بعدما أعلن نادي شالكه الألماني إزالة شعار شركة "غازبروم" الروسية من مقدمة قمصان فريقه، اعتراضا على الحرب الروسية- الأوكرانية.

كما قرر نادي برشلونة الإسباني عدم سفر فريقه لكرة السلة إلى روسيا، لخوض مباراتين ضد نادي زينيت سانت بطرسبرغ، فضلا عن أن الدوري الإنجليزي اتخذ قرارا بتعليق عقد البث التلفزيوني لمبارياته مع الشريك الروسي "رامبلر"، بعد إجماع الأندية الـ20 على إنهاء الاتفاقية.

شارك: