ذهبية تاريخية "رمضانية" لمخلوفي والجزائر في أولمبياد لندن
ارتبط أبرز إنجاز تاريخي للعداء الجزائري، توفيق مخلوفي، بشهر رمضان المبارك عندما أهدى الجزائر ذهبية أولمبية في سباق الـ1500 متر في أولمبياد لندن، وفي سهرة رمضانية من يوم السابع من أغسطس/ آب 2012، ما زال ملايين الجزائريين يتذكرونها جيّدا إلى غاية اليوم لرمزيتها، بحكم السيطرة الجزائرية على هذا السباق لفترة طويلة سابقا، بفضل الأسطورتين الحيّتين، نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة.
وتوّج مخلوفي (24 عامًا آنذاك) بذهبية سباق 1500 متر في أولمبياد لندن، مسجلاً توقيتاً قدره (3.34.08 دقائق)، ونال الفضية الأمريكي ليونيل مانزانو (3.34.79 دقائق)، والبرونزية المغربي عبد العاطي إيكيدر (3.35.13دقائق).
وكانت تلك الذهبية الخامسة للجزائر في تاريخ مشاركاتها، بعد العداءة حسيبة بولمرقة في سباق 1500 متر في برشلونة 1992، والعداء نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر، والملاكم حسين سلطاني في الوزن الخفيف في أتالانتا 1996، ونورية بينيدة مراح في سباق 1500 متر في سيدني 2000.
ولم تكن مهمة مخلوفي سهلة للتتويج بالذهب، وهو الذي جرى استبعاده من الاتحاد الدولي لألعاب القوى 24 ساعة قبل نهائي 1500 متر، على خلفية ما وصفه بـ"امتناعه عن المنافسة" في تصفيات سباق الـ800 متر، قبل أن يتراجع عن ذلك في آخر لحظة بناء على أدلة طبية قدمها البطل الجزائري.
وقال الاتحاد الدولي في بيان له عقب الحادثة: "بعد مراجعة الأدلة التي قدمها المسؤول الطبي باللجنة المحلية المنظمة للألعاب الأولمبية، جرى إلغاء استبعاد توفيق مخلوفي من المشاركة في المزيد من المنافسات في ألعاب القوى بدورة لندن 2012"، فبعد تأهله إلى نهائي 1500 متر، لم ينجح المنتخب الجزائري في سحب مخلوفي من سباق 800 متر، فبات مضطرا لخوض التصفيات (جرت قبل النهائي بـ24 ساعة).
وبدأ مخلوفي تصفيات المجموعة الخامسة لسباق 800 متر، لكنه بدا متأخرا منذ البداية قبل أن يتوقف تماما عن المنافسة بعد 100 متر، واعتبر الاتحاد الدولي أن مخلوفي لم يبذل جهدا للمنافسة، وتقرر استبعاده من كافة المسابقات في ألعاب القوى قبل أن يتراجع عن ذلك، بعد أن قدم العداء الجزائري أدلة طبية تؤكد تعرضه لآلام حادة منعته من استكمال السباق، لكن دون أن يكون لها تأثير في مشاركته في نهائي 1500 متر.
واحتفلت الجماهير الجزائرية في سهرة رمضانية تاريخية بإنجاز مخلوفي، افتراضيا وواقعيا، خاصة أنّه جاء بعد غياب الجزائر عن منصات التتويج الأولمبية منذ 12 عاما، كما أنّه أعاد إلى الأذهان السيطرة التاريخية للجزائر سنوات التسعينيات عالميا في سباق الـ1500 متر، بفضل مرسلي وبولمرقة.
آخر ذهبية للجزائر في الألعاب الأولمبية عن طريق توفيق مخلوفي في أولمبياد لندن 2012
وقال مخلوفي في تصريحات لوسائل الإعلام تعليقا على ميداليته الأولمبية الأولى، قبل أن يُتبعها بفضيتي 800 و1500 متر في أولمبياد 2016 بريو دي جانيرو: "أهدي هذه الميدالية للعرب والمسلمين وللشعب الجزائري"، وأضاف: "هذه الميدالية ستعطي حياة جديدة للشعب الجزائري، وهي تمثل لي فرحة كبيرة".
وتابع: "المطر والطقس البارد لم يؤثرا علّي لأنني أتدرب في كل الأجواء. هذا حصاد سنوات من العمل والاجتهاد"، ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الذهبية بداية لعداء جديد يعيد أمجاد العرب في هذا الاختصاص وخلافة المغربي هشام القروج، قال: "لكل اسم وقته، ونور الدين مورسلي كان له وقته أيضاً"، أما عن إقصائه من الأولمبياد ثم إعادته مجدداً، قال مخلوفي: "لم أضع أي اعتبارات لهذه القضية ولم تؤثر علّي".
يجدر الذكر، أن مخلوفي واصل تألقه بعد أولمبياد لندن، وحصد ميداليتين جديدتين في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 (فضيتين في سباقي 800 و1500 متر)، كما توّج بفضية بطولة العالم 2019 بالدوحة في سباق 1500 متر، قبل أن يبعده كابوس الإصابات عن الواجهة، ولعل أبرزها غيابه عن أولمبياد طوكيو 2020.