أندريه أغاسي سيد بطولات الكرة الصفراء

2021-06-08 09:01
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يعتبر أندريه أغاسي أحد العلامات المضيئة في تاريخ الكرة الصفراء، فهذا النجم الذي أبهر الجميع خلال عقدين من الزمان نجح في ترك بصمة مؤثرة لن تمحى من تاريخ لعبة التنس. ولد أندريه في لاس فيغاس الأمريكية والغريب أن والده كان ملاكما أولمبياً من إيران، حيث شارك في دورتين متتاليتين 1948 و1952. وبما أنه هاجر إلى أمريكا لم يسر أندريه على طريق والده بل اتجه لممارسة التنس، حيث ظهرت علامات نبوغه في وقت مبكر عندما فاز ببطولة محلية للتنس.

عشق الشاب الصغير تسديد الكرة الصفراء والمضرب، وانضم إلى أبرز آكاديمية خرّجت أساطير اللعبة عبر مدربها نيك بوليتيري. كان والده يملك أقساط ثلاثة أشهر فقط، ولكن المدرب العبقري عرف ما يملكه هذا الواعد، فطلب من والده إلغاء الدفعات وسمح له بالبقاء مجانا، ليتدرب بجد وينهل من فنون اللعبة ليتطور يوما بعد آخر.

اشتد عوده وبدأ اللعب في مختلف البطولات عن عمر 16 عاماً، نجح بوليتري في توفير فرص مشاركته في البطولات المحترفة وسرعان ما احتل التصنيف 91 عالمياً، ومع ازدياد عدد البطولات التي خاضها نجح أغاسي في حصد أول مليون دولار في مسيرته، كان أسرع لاعب في تاريخ اللعبة يحصل على هذا المبلغ الكبير.

كبر اسم أغاسي "الصغير" وبات المراهق صاحب أكثر عدد من الانتصارات المتتالية، ليصمد رقمه 17 عاما حتى ظهر "المعجزة الجديدة" رافايل نادال ليكسر هذا الرقم عام 2005. أصبح أغاسي ثالث المصنفين العالميين وبدا قريبا من تسيّد اللعبة في أقرب وقت، وهو ما نجح في فعله بعد ذلك.

أصبح أغاسي محط الأنظار وبات مرشحا فوق العادة للفوز بالبطولات وهو ما فعله بعد ذلك، حيث توج بثلاث بطولات كبرى هي ويمبلدون، أمريكا، أستراليا ليلحقها بلقب كأس الماسترز ولقب كأس ديفيز ثم الميدالية الذهبية في أولمبياد 1996، ليبلغ القمة بالفعل.

شخصية أندريه المتقلبة لم تتحمل ما بلغه من إنجازات، وسرعان ما بدأ السقوط على كل الأصعدة، خسر الكثير من المباريات، تعرض للإصابة في معصم اليد، تراجع ترتيبه وبات بعيدا عن المئة الأوائل، ثم تزوج عارضة الأزاء بروك شيلدز ليلتفت لملاهي الحياة الاجتماعية، ثم وقع بالخطأ وتناول عقاقير محظورة، بدت وكأنها سلسلة متتالية "سجن" في داخلها وبدت حياته المهنية العظيمة مهددة بالنهاية بهذا الشكل السيئ.

لكنه انتفض وخرج من تحت الرماد مرة ثانية، بدأ "الحفر" في طريق صعبة، حيث خاض العديد من بطولات التحدي الخاصة باللاعبين الأقل تصنيفا، وبفضل موهبته وتدريباته الشاقة، بدأ يحصد الانتصارات والنقاط، في العام 1998 حقق خمس بطولات وقفز من المرتبة 110 إلى المرتبة 6 في واحدة من أكبر القفزات في تاريخ اللعبة التي تحققت في عام ميلادي.

لقد عاد أغاسي من جديد، ومنح جائزة أفضل لاعب تنس محترف في ذلك العام، كانت الثانية له بعد عشر سنوات كاملة من فوزه بالجائزة للمرة الأولى 1988. نافس أندريه مرة ثانية على الألقاب الكبيرة، ونجح في إكمال رباعيته التاريخية من الألقاب الكبيرة، فنال بطولتي فرنسا وأمريكا، وأصبح خامس لاعب في التاريخ يحقق رباعية "غراند سلام" والأول الذي يتوج بكل البطولات على مختلف أنواع الملاعب "الصلبة، الطينية والعشبية" بقي هذا الرقم صامداً حتى أتى الثلاثي الجديد "فيدرر، نادال وديوكوفيتش" لتكرار هذا الأمر في العقد الأخير.

هاجمته الإصابات من جديد، آلام في الكاحل والظهر ليخُط أغاسي آخر حروفه في عالم الكرة الصفراء. أنهى الأسطورة مسيرة حافلة ستترك بصمة طويلة في ملاعب التنس، حيث نال ألقاب بطولة أستراليا المفتوحة 3 مرات (1995، 2000، 2001 و2003)، بطولة فرنسا المفتوحة (1999)، بطولة ويمبلدون (1992)، بطولة أمريكا المفتوحة مرتين (1994 و1999)، بطولة كأس الماسترز (1990)، ذهبية الأولمبياد (1996). كلها انضمت لما مجموعه 60 لقبا في كل البطولات.

شارك: