هل دبّ الخلاف بين مبابي ومدربه لويس إنريكي؟
ينتظر عشاق المستديرة وفنيّو كرة القدم ومحللوها في باريس خاصةً وفرنسا عامةً كيف سيرد قائد منتخبهم ونجم نادي باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، على الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي، فيما بدا لكثيرين منهم ظهورًا إلى العلن لبداية خلاف بين الرجلين وبادرةً مخيفةً لنشوب أزمة قد تعصف بأركان فريق العاصمة الفرنسية.
في مساء يوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قاد مبابي فريقه إلى نصر عريض على ريمس بثلاثية نظيفة سجلها بمفرده واقتلع بذلك صدارة ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى منذ انطلاق هذه المنافسة.
إلا أن الوسط الكروي الفرنسي تفاجأ فور انتهاء المباراة بكيل المدرب الإسباني للنادي الباريسي انتقادات لهداف الفريق. انتقادات سرعان ما هدأ إنريكي من حدتها وأبعادها عندما قال إنه يعتقد أن كيليان "هو أفضل اللاعبين في العالم دون أدنى شك"، وأن الفريق في حاجة إليه للقيام بالمزيد من الأشياء.
تقبل مبابي، كما رشح من خلال عدة تقارير، انتقاد مدربه واعتبر ذلك في صالح الفريق ومن منطلق الاهتمام بتطوير أداء اللاعبين ومستواهم.
لكن رد مبابي على إنريكي سيكون، في نظر المراقبين، ردًا غير مباشر من خلال ما سيقدمه في الميدان نجم الكرة الفرنسية في لقاء منتخب فرنسا مع منتخب جبل طارق يوم السبت 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفي لقاء منتخب اليونان على أرضه يوم الثلاثاء 21 من الشهر ذاته ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات بطولة أمم أوروبا 2024، التي ستحتضنها ألمانيا في الصيف المقبل، وعند استقبال باريس سان جيرمان لنادي نيوكاسل الإنجليزي يوم 28 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قبل تحوله لمواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في إطار منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم "تشامبيونزليغ"، وهما مباراتان حاسمتان من أجل التأهل للدور الثاني.
أغلب النقاد والمحللين يجمعون على أن المدرب إنريكي محق عندما يعيب على مبابي تقصيره في أداء واجباته الدفاعية وعدم الامتثال الكامل للتعليمات، إلا أنهم يشددون على أن مبابي لم يكن يومًا ميالًا ولا ملتزمًا بالمشاركة في الأداء الدفاعي لا مع ناديه الحالي باريس سان جيرمان أو ناديه السابق موناكو ولا مع المنتخب الفرنسي، غير أنهم عابوا على المدرب انتقاده علنًا لمبابي بطريقة لم يسبق لأي مدرب من مدربيه، بمن فيهم مدرب المنتخب ديدييه ديشامب، أن فعلها من قبل.
أكثر من ذلك، انتقد هؤلاء الخطط الفنية والتكتيكية التي ينتهجها إنريكي، واعتبروا أنه كبل مبابي وخنق تحركاته وحد من حرية أدائه عندما خلق عدم توازن كبير بين الجهتين اليمنى واليسرى للفريق من خلال بناء خطته الفنية على تقوية الجبهة اليمنى بين الظهير المغربي أشرف حكيمي والجناح عثمان ديمبيلي على حساب الجانب الأيسر بحرمان مبابي من وجود شريك له في بناء الهجمات، مما جعل مبابي يواجه مشكلات وصعوبات في تجاوز تكتل منافسيه المدافعين والتخلص منهم، وقد تجلى ذلك بشكلٍ واضح أثناء مباراة سان جيرمان ضد نيوكاسل الإنجليزي التي خسرها بأربعة أهداف لهدف، وأيضًا أثناء مباراة الفريق أمام ميلان الإيطالي والتي مني فيها بهزيمة مفاجئة بهدفين لهدف بعد أن كان قد تغلب عليه ذهابًا بثلاثية نظيفة.
وقد رأى النقاد أن إنريكي هو المسؤول الرئيسي، وليس مبابي، عن فشل باريس سان جيرمان في هاتين المباراتين حينما تشبث بخططه الفنية ولم يقم بتغييرها من أجل تجاوز الصعوبات التي يواجهها فريقه في جميع الخطوط لتلافي الانقياد للهزيمة.
علاوةً على ذلك، يثار مجددًا الجدل حول ما المنتظر من مهاجم هداف مثل مبابي: تسجيل الأهداف من أجل تحقيق فوز الفريق، وهي مهمته الرئيسية وغايته الأولى، أم تغليب النزعة الدفاعية لديه حتى ولو كان ذلك على حساب المأمول منه؟ معادلة صعبة، نجح مدرب منتخب فرنسا والمدربون السابقون لمبابي في إيجاد حلول لها جعلت من المهاجم النجم هدافًا من الطراز الرفيع سواء في المنتخب أو في باريس سان جيرمان. تبدو الكرة في ملعب لويس إنريكي.