مبابي المتهم الأول.. هل أُجبر غريزمان على "تعليق حذائه" مع منتخب فرنسا؟
حضر كيليان مبابي بشكل واضح ومتوقّع في سياق الحديث عن الملف الذي يعدّ حديث الساعة، والمتمثل في الإعلان المفاجئ للنجم أنطوان غريزمان اعتزاله رسميًا اللعب الدولي مع منتخب "الديوك".
وأعلن نجم أتلتيكو مدريد الإسباني، البالغ 33 عامًا، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الخبر الذي كان بمثابة "مفاجأة مدوية"، صباح اليوم الإثنين، على الرغم من أنّ المؤشرات التي تمهّد له كانت تُطبخ منذ مدة على نار هادئة.
ويعدّ مبابي نجم ريال مدريد الحالي وقائد منتخب فرنسا، من أبرز هذه المؤشرات، التي يعتبرها كثيرون أنها كانت من الدوافع الحاسمة التي حفّزت غريزمان على وضع حدّ لمسيرته الدولية بهذا السيناريو المباغت للجميع.
مبابي أول الحاضرين في قفص الاتهام
توقيت مفاجأة "غريزو" جاء غريبًا للكثيرين من أحباء المنتخب الفرنسي، بمن في ذلك المدرب ديدييه ديشامب، الذي كان يعدّ القائمة المتعلقة بالتوقف المقبل، الذي سيخوض فيه "الزرق" منافسات دوري الأمم الأوروبية، والذي كان من المفترض أن يكون اللاعب أحد أبرز عناصرها.
ولكنّ عددًا من المتابعين والملاحظين أقحم كيليان مبابي في ثوب المسؤول الرئيس عن قرار اعتزال غريزمان، وذلك لتفسير يبدو منطقيًا، ويعود إلى حادثة منح ديشامب شارة القيادة للاعب صاحب الـ25 عامًا، عوضًا عن مهاجم الأتلتي، الذي يسبقه بثماني سنوات كاملة سنًا، وذلك عقب اعتزال الحارس القيدوم هوغو لوريس إثر مونديال قطر 2022.
حادثة الشارة أثارت الكثير من الجدل "فرنسيًّا" داخل أجواء المنتخب وخارجه، وأحدثت انقسامًا كبيرًا في فترة ما، بين مؤيد لمبابي (على غرار مهاجم إنتر ميلان ماركوس تورام) ومنادٍ بأحقية غريزمان بالشارة احترامًا للتقاليد المتعارف عليها في منتخب الديوك في هذا الخصوص.
وبين هذا وذاك، ظهرت بعض ملامح "فتور" العلاقة بين مبابي وغريزمان في أكثر من مواجهة، ولا سيما عندما يغيب أحدهما ويتم التطرق إلى تأثير الغائب بينهما، وهي النقطة التي استفاض الإعلام الفرنسي بالحديث فيها.
يورو محبط شجّع على القرار الصعب
صدّر كثيرون مبابي بوصفه أحد أهم المتسبّبين في قرار اعتزال "أيقونة الكولشونيروس" ولكنّ الأمر لا يمكن أن يكون اختزاليًا إلى هذا الحد، إذ هناك عوامل أخرى مساعدة، أضفت جانبًا من الواقعية على قرار النجم الفرنسي.
من أهم هذه العوامل ظهور غريزمان المحبط في نسخة يورو 2024 بألمانيا، هذا الصيف، والذي لم يكن "مأسويًّا" على المستوى الجماعي لمنتخب ديشامب الذي غادر البطولة من المربع الذهبي أمام حامل اللقب إسبانيا، إلاّ أنه كان كذلك لغريزو الذي حضر بالغياب في العرس القاري، إذ عجز عن إبراز بصمته تهديفًا وإسهامًا.
ورغم غياب مبابي عن بداية اليورو بداعي الإصابة، لم يستطع غريزمان لعب دور قيادي مؤثر في نتائج "التريكولور"، كما فعل في نسخة 2016 على سبيل المثال، حينما خطف الأضواء بتسجيل 6 أهداف حائزًا جائزتي أفضل لاعب وهداف، غير أنّ فرحته ظلّت منقوصة، في بطولة أخفق فيها في النهائي أمام البرتغال وظلّ عنادها مستمرًا حتى الاعتزال، حيث خاض غمارها في 3 مناسبات دون أن ينجح في التتويج بلقبها.
الإعداد للرقصة الأخيرة
في ربيعه الثالث والثلاثين من الطبيعي أن تزدهر فرضيات الاعتزال النهائي أمام النجم الفرنسي، الذي يستمر عقده الحالي مع أتلتيكو حتى 30 يونيو/ حزيران 2026، حيث سيكون حينها في سن الـ35، وهو سنّ مثالي لخوض مغامرة ختامية قبل غلق كتاب مشواره الاحترافي بشكل نهائي.
وفي ظل عروضٍ لا تتوقف لا سيما من الدوري الأمريكي "MLS"، يعدّ غريزمان مرشحًا بقوة للرحيل إلى بلاد "العم سام"، وهو ما يمكن اعتباره أيضًا دافعًا مهمًا لإعلان الاعتزال الدولي، من أجل الاقتصاد في الجهد وتخفيض الوتيرة، قبل حلول موعد "الرقصة الأخيرة".
جدير بالذكر أنّ غريزمان يمتلك في جعبته مسيرة حافلة بالنجاحات، فدوليًا خاض مع منتخب فرنسا الذي توّج معه بلقب مونديال روسيا 2018 ودوري الأمم في 2021 ما مجموعه 137 مباراة سجّل خلالها 44 هدفًا. أمّا في مشواره مع الأندية الذي قاده إلى ريال سوسيداد وأتلتيكو مدريد في مناسبتين وبرشلونة، فقد خاض 500 مباراة لحساب الليغا سجّل خلالها 198 هدفًا، ليبصم على أحدى أهم المسيرات إشعاعًا بين نجوم كرة القدم الحاليين.