هيرفي رينارد.. قاهر الأرجنتين وسيّد مدربي المنتخبات 

تاريخ النشر:
2022-11-22 22:56
هيرفي رينارد يكتب التاريخ مع المنتخب السعودي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أصبح المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، أحد أهم الشخصيات الكروية التي ستدين لها كرة القدم السعودية بالكثير، كما سيسجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب السعودي، كيف لا وهو الذي قاده لقهر منتخب الأرجنتين في أول ظهور ببطولة كأس العالم 2022 بقطر، رغم أن "التانغو" كان واحداً من أهم المرشحين لنيل اللقب.  

واستهل رينارد (54 عامًا) مسيرته التدريبية، منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتحديداً في عام 1999 مع فريق إس سي دراغينيان الفرنسي والذي اعتزل في صفوفه كلاعب عام 1998، حيث قاده حتى عام 2001، ليغادره ويلتحق بفريق غويزهو رينهي الصيني ويعمل كمساعد لمواطنه كلود لوروا من عام 2002 وحتى 2003.

وانتقل رينارد في عام 2004 إلى كامبريدج يونايتد بإنجلترا وهناك تعلم الحديث باللغة الإنجليزية، وأصبح مدرباً لنادي دا نام دينه، لكن لم يلبث أن غادر منصبه بعد عدة أشهر، ليشرف في 2005 على نادي تشيربورغ الذي ينشط في الدرجات السفلى في الدوري الفرنسي قبل أن يتركه في 2007.

2008.. بوادر الشهرة وبداية التسيّد مع المنتخبات

بدأ رينارد برسم طريق الشهرة وبداية نجاحاته، عندما التحق لثاني مرة للعمل كمساعد للمدرب الشهير جداً في القارة الأفريقية، الفرنسي كلود لوروا، في العارضة الفنية لمنتخب غانا في مطلع عام 2008، وهي الخطوة التي فتحت له أبواب الشهرة على مصراعيها، حيث لم تمر سوى شهوراً حتى تم تعيينه ولأول مرة. في مشواره التدريبي مديرا فنيا لمنتخب زامبيا.

ونجح المدرب الملقّب "بالثعلب" في وقت وجيز في بناء منتخب زامبي قوي قاده للتأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2010 بأنغولا، بعد 14 سنة من الغياب، بل إنه حقق معه نتائج جيدة في البطولة الأفريقية من خلال قيادته للدور ربع النهائي.

وبعد شهرين فقط من انتهاء الأمم الأفريقية وقبل شهرين عن انتهاء عقده فضل الاستقالة، ليعلن بعد يومين فقط من ذلك توليه قيادة العارضة الفنية لمنتخب أنغولا، لكنه سرعان ما استقال من منصبه مجددا بعد عدة شهور وتحديدا في شهر أكتوبر 2010.

وعاد رينارد مجددا في شهر أكتوبر 2011 لتولي العارضة الفنية لمنتخب زامبيا، وقاده في مطلع عام 2012 إلى تحقيق لقب كأس أمم أفريقيا في إنجاز غير مسبوق لم يكن أشد المتفائلين يتوقعه.

وفي كأس أمم أفريقيا التي جرت عام 2013 بجنوب أفريقيا، غادر منتخب زامبيا حامل اللقب البطولة من دور المجموعات، الأمر الذي جعل رينارد ينسحب مجددًا من المنتخب بعد أشهر قليلة من ذلك. 

2015.. ثاني تتويج لرينارد بكأس أمم إفريقيا 

تعاقد رينارد مع منتخب كوت ديفوار في شهر يوليو/تموز 2014، وبعدها بـ6 أشهر فقط قاد منتخب الفيلة إلى التتويج بكأس أمم أفريقيا 2015، في إنجاز لم يسبقه له أحد، لكونه يعد المدرب الوحيد الذي توج بكأس الأمم الأفريقية مع منتخبين مختلفين.

وفي شهر فبراير 2016، تولى رينارد قيادة المنتخب المغربي، واستمرت قصة نجاحاته مع المنتخبات، حيث لم تمر أكثر من سنة حتى نجح في قيادة "أسود الأطلس" للتأهل إلى مونديال 2018 بروسيا، بعد 20 سنة من الغياب. 

ولأن رينارد لا يحب الفشل كثيرا، فقد انسحب مباشرة بعد إقصاء المنتخب المغربي من كأس أمم أفريقيا التي جرت بمصر في صيف 2019، رغم أن عقده كان يستمر حتى 2022.

وبعد مرور أقل من 10 أيام فقط من انسحابه من المنتخب المغربي، وفي نهاية شهر يوليو/تموز أعلن الاتحاد السعودي توصله لاتفاق مع رينارد لقيادة الأخضر السعودي، ومن يومها بدأت قصته مع الصقور الخضر الذي نجح معه في التأهل لكأس العالم 2022 بتصدر مجموعته، قبل أن يقوده لتحقيق انتصار تاريخي على المنتخب الأرجنتيني يوم الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين 2022، وهو التاريخ الذي سيحفر من دون شك في ذاكرة كل سعودي يعشق المستديرة.

مسيرة رينارد مع الأندية.. فشل وإقالات

إذا كان مشوار رينارد مع المنتخبات التي أشرف عليها مثل ما ذكرنا ناجحاً بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة، فإن مشواره مع الأندية التي أشرف عليها لم يكن كذلك، رغم أنها لم تكن كثيرة بل 3 فرق على المستوى العالي بغض النظر عن تلك الأندية المغمورة التي دربها في بداية مشواره.

وكان أول نادي أشرف عليه رينارد في المستوى العالي هو فريق اتحاد العاصمة الجزائري، الذي قاده لمدة 6 أشهر من شهر يناير إلى غاية يونيو 2011، ولم تكن التجربة ناجحة مثل ما كان يتمناها الفريق الجزائري.

وكانت ثاني تجربة له مع فريق سوشو الفرنسي والذي تعاقد معه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2013، لكن رينارد فشل في إنقاذه من شبح الهبوط إلى الدرجة الثاني من الدوري الفرنسي في شهر مايو/أيار 2014، ما جعله ينسحب.

 أما التجربة الثالثة له مع أندية المستوى العالي فكانت مع فريق ليل الفرنسي، حيث تعاقد معه في شهر مايو/أيار 2015، لكن لم يمض على قيادته للفريق سوى 6 أشهر حتى أقدم مسؤولو نادي ليل على إقالته يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بسبب سوء النتائج، حيث لم ينجح الفريق تحت قيادته في جمع سوى 13 نقطة بعد مرور عدة جولات.

شارك: