تحليل | رينارد يسقط تكتيكيًا أمام إندونيسيا.. وما قصته مع هذا اللاعب؟
لطالما كانت مواجهات المنتخب السعودي أمام إندونيسيا بمثابة نزهة، لكن هذا السجل التاريخي انتهى بالسقوط على ملعب جيلورا بون كارنو في جاكرتا بهدفين دون رد، ضمن الجولة السادسة من الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم وبقيادة المدرب الفرنسي العائد لقيادة "الأخضر"، هيرفي رينارد.
بهذه النتيجة تجمد رصيد المنتخب السعودي عند 6 نقاط ليتراجع للمركز الرابع، بينما صعد المنتخب الإندونيسي للمركز الثالث، في انتظار ما ستسفر عنه مباراة أستراليا أمام البحرين في نفس الجولة للمجموعة السادسة.
لا مهاجم سعودي كبير والدوري هو السبب
ولّت أيام المهاجمين الكبار للمنتخب السعودي، وبات "الأخضر" عاجزًا عن إيجاد مهاجم قوي كما اعتدنا تاريخيًا، بسبب اعتماد الأندية الكبيرة مثل الهلال والنصر والأهلي والاتحاد على مهاجمين محترفين.
حتى فراس البريكان الذي لعب كمهاجم اليوم لا يلعب مع الأهلي في مركزه كمهاجم صريح بل على الجناح لوجود إيفان توني، ولعب كجناح في مباراة أستراليا، ونسي تقريبًا واجبات مركز المهاجم.
إن نظرنا للسعودية هجوميًا فهي تفتقد للمهاجم لدرجة أنها لا تحول سوى 5% فقط من تسديداتها، وأكثر من يسدد هو الجناح سالم الدوسري ثم الجناح الآخر عبد الرحمن غريب، أي لا وجود للمهاجمين.
وهناك حقائق تدل على مدى السوء الهجومي للسعودية، فقد فشلت في التسجيل في آخر 4 مباريات لها في تصفيات كأس العالم، وهي سلسلة من 448 دقيقة بدون هدف، وفشل الأخضر في التسجيل في 4 من مبارياته الستة، أكثر من أي فريق آخر في تصفيات آسيا لكأس العالم هذا الموسم.
فشل تكتيكي لهيرفي رينارد
حافظ رينارد على 9 لاعبين ممن بدأ بهم مباراة أستراليا من بينهم فراس البريكان، لكنه دفع به في مركز المهاجم الصريح ولعب بـمحمد القحطاني على الجناح الأيمن (للمرة الرابعة دوليًا فقط) ومروان الصحفي على الجناح الأيسر، لكنه انتقل لليمين بعد دخول عبد الله الحمدان الذي لعب على اليسار.
الفشل الكبير للهيرفي رينارد أنه استخدم أسلوب دفاعي خاطئًا بالدفاع المتقدم أمام منتخب يمتلك سرعات كبيرة، وبالفعل المنتخب السعودي دفع ثمن هذه الطريقة، فأغلب فرص إندونيسيا كما توضح الصورة أعلاه هي من كرات طويلة.
إن نظرنا للصور أعلاه، فهي بعض محاولات منتخب إندونيسيا التي اعتمد فيها على ضرب دفاع المنتخب السعودي المتقدم بمنتهى السهولة، حيث أهدروا 3 فرص محققة في أول 10 دقائق، وأغلبهم بنفس الطريقة.
مرتدات إندونيسيا كانت كما يقول الكتاب، حيث تركت السيطرة والاستحواذ للسعودية بنسبة بلغت (77%)، لكنها كانت الأشد خطورة والأكثر تسديدًا والأكثر صناعةً للفرص الخطيرة.
منتخب السعودية كان يتم ضربه بسهولة بعد فقدان الكرة وبتمريرة واحدة، فالهدف الأول تم ضرب ثنائي الوسط محمد كنو وفيصل الغامدي بكرة واحدة فقط.
ما قصة رينارد مع مصعب الجوير؟
في مباراة أستراليا الماضية، دفع رينارد بمصعب الجوير في خط الوسط، وظهر بشكل جيد، وفوجئ الكثيرون بتغييره رغم تميزه، فقد اهتز أداء المنتخب السعودي بعد خروجه.
في مباراة اليوم لم يبدأ رينارد بالجوير ودفع به بديلًا، ورغم ذلك فنجم نادي الشباب صنع 5 فرص في المباراة أكثر من أي لاعب آخر، رغم أنه شارك بديلًا، منهم 4 فرص من كرات ثابتة وقدرته على لعب الركنيات بشكل جيد.
وجود الجوير كان ليساعد المنتخب السعودي سواء في اللعب المتحرك أو الكرات الثابتة، التي صنع منها وهدد من خلال إتقانه بعد فشل "الأخضر" في الوصول لمرمى المنتخب الإندونيسي من اللعب المتحرك.
إندونيسيا بثوب جديد
يجب الإشادة بما قدمته إندونيسيا في هذه المباراة، خاصة أن الفريق يمتلك مجموعة جيدة وكان يعيبه فقط عدم استغلال قدراتهم الهجومية باللعب المتحفظ دائمًا طوال التصفيات، وهو كان الانتقاد الأكبر للمدرب، وقد جاءت سياسة تجنيس بعض اللاعبين برفع جودة المنتخب بشكل عام.
تألق اليوم مارسيلينو فردينان الذي سجل الهدفين، وسدد إجمالاً 5 مرات، وهو أعلى إجمالي للاعب إندونيسي في تصفيات كأس العالم الحالية. هذا اللاعب الذي يلعب لنادي أكسفورد يونايتد يبلغ من العمر 20 عامًا ومع ذلك لديه 27 مباراة مع إندونيسيا ما يوضح على موهبته الكبيرة.