هل يكون زياد التلمساني "قائد الثورة" في الكرة التونسية؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-04-29 14:14
-
آخر تعديل:
2024-04-29 14:51
أرشيفية للاعبي منتخب تونس(Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تدخل قائمة زياد التلمساني والمرشّح الآخر جلال تقية المنعرج الحاسم، قبل دخول معترك المنافسة الأخير في الانتخابات المخصصة لشغل مقعد الرئاسة في الاتحاد التونسي لكرة القدم.

وستُقام الانتخابات يوم 11 مايو/ أيار القادم، لمعرفة هوية الربان الجديد للكرة التونسية، الذي من المتوقع أن يخلف وديع الجريء، الذي لم يكمل ولايته بسبب إيداعه السجن من طرف السلطات المحلية للتحقيق معه، في ملفات تتعلق بطريقة تسييره الاتحاد خلال السنوات الماضية.

ومع إقصاء المرشح واصف جليّل من سباق الانتخابات، وقرار اللجنة الوطنية للاستئناف بإرجاع قائمتي التلمساني وتقيّة إلى هيئة الانتخابات لإعادة النظر في شرعية القائمتين، فإنّ نجم الترجي السابق، ما يزال ينطلق بحظوظ أوفر لحيازة المنصب الأهم في الكرة التونسية، فماذا يمكن أن يقدّم التلمساني في حال الجزم بفوزه؟

من يكون زياد التلمساني ؟

يعدّ التلمساني سليل عائلة كروية عريقة، فوالده عبد المجيد التلمساني، الدولي التونسي السابق، الذي توفّي في 8 يوليو/ تموز 2020 عن عمر 82 عامًا، هو الهداف التاريخي لنادي الترجي، كما أنّه صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم رياضي واحد (32 هدفًا) في موسم 1958-1959، والذي لم يتم تحطيمه حتى الآن.

زياد التلمساني لحظة تكريمه من قبل فريقه السابق فيتوريا غيمارايش البرتغالي

زياد التلمساني، سار على درب أبيه، وتألق مع نادي "باب سويقة" خلال تسعينات القرن الماضي، ووقّع خلال فترتين منفصلتين معه 57 هدفًا في 166 مباراة، كما خاض بين ذلك تجربتين احترافيتين مع كل من فيتوريا غيمارايش البرتغالي (36 هدفًا في 102 مباراة) وفيسيل كوبي الياباني (29 هدفًا في 60 مباراة)، من دون أن ننسى حمله قميص "نسور قرطاج" لثماني سنوات، حيث سجّل 4 أهداف في 20 مباراة دولية.

ولعلّ ما يميّز التلمساني الابن، صاحب الـ60 عامًا، عن باقي لاعبي جيله في تونس، أنه صاحب مستوى تعليمي وأكاديمي مرموق، استثمره ليصبح رجل أعمال ناجحًا، وصاحب شركة مختصة في مجال الاتصالات أنشئت منذ عام 2002، وما تزال مستمرة إلى اليوم.

الرجل الأنسب لقيادة "ثورة"

تعد شريحة واسعة من الشارع الرياضي التونسي أنّ الخصال التي يتمتع بها زياد التلمساني من تاريخ كروي ومستوى أكاديمي، وشبكة علاقات قوية في الداخل والخارج، تمنحه الأفضلية لقيادة "ثورة" تصحيح جذرية، مقارنة بالمترشح الآخر جلال تقية أو حتى بوجود واصف جليّل قبل انسحابه من السباق.

زياد التلمساني (Facebook/Zied Tlemçani)

وبعيدًا عن الغوص في التفاصيل القانونية المتعلقة ببعض البنود "البالية"، التي لم تُنقّح منذ سنوات في قوانين الترشح لكرسي الاتحاد، فإنّ المقارنة لا تبدو جائزة لا سيما من حيث التاريخ الكروي والدراية العميقة بقضايا الكرة التونسية، وهي من الأسباب التي دفعت بالمكاتب الجامعية السابقة للاتحاد، إلى إبعاد نجوم الصف الأول في تونس عن المشهد.

زياد التلمساني بين إجماع الجماهير ودعم أقطاب الكرة

على الرغم من أنّ التلمساني هو ابن الترجي أبًا عن جد، فإنّ ذلك لم يمنع حتى جماهير الأندية التونسية المتعصبة في أغلب الاستطلاعات، من الإجماع على أحقيته بقيادة الاتحاد التونسي، ولعلّ ذلك يرجع للأمر الأساسي، المتمثل في أخلاقه العالية ومواقفه المعتدلة تجاه كافة جماهير الأندية الكبرى الأخرى، ولا سيما النادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي.

كما أنّ لـ"نظافة اليد" والسمعة الحسنة بين أوساط الرياضيين، دخل في "تزكية" إضافية للمرشح زياد التلمساني الذي يحظى بدعم أبرز أقطاب ونجوم الكرة في تونس، حتى ممّن لا ينتمون إلى قائمته الانتخابية من الجيلين القديم والجديد، على غرار الأسطورة طارق ذياب وزميله السابق في المنتخب حاتم الطرابلسي وغيرهم.

وجوه غير مستهلكة.. تقطع مع الماضي

ولعلّ من أبرز ما يمنح قائمة زياد التلمساني "مشروعية" جماهيرية أكبر مقارنة بمنافسيه (تقية حاليًّا أو جليّل قبل الانسحاب)، هو تقديم وجوه جديدة متنوعة تحظى بالثقة وحب الجمهور الرياضي، على غرار خالد بدرة (مدافع الترجي سابقًا)، وفوزي الرويسي (مهاجم الإفريقي السابق)، وخالد فاضل (حارس الإفريقي والصفاقسي السابق)، ورياض البوعزيزي (نجم وسط النجم الساحلي السابق).

ولعلّ ما نجح به زياد التلمساني وفشل فيه البقية ممّن سبقوه، هو استعمال شعار "أهل مكة أدرى بشعابها"، ومنح النجوم السابقين وأهل الرياضة مفاتيح العودة إلى الواجهة للعب دورهم الحيوي، في إرجاع الكرة التونسية إلى مدارها الصحيح، بعد كم الإخفاقات المتتالية مؤخرًا، ولا سيما المشاركة الأخيرة في كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، والتي اختتمت بانتكاسة الخروج من الدور الأول، وهو ما لم يحدث منذ 11 عامًا.

أضف إلى ذلك الواقع المريض للكرة التونسية محلّيًّا، الذي يجسّده تقهقر مستوى الدوري المحلي و"عشوائية" نظام البطولة، واندثار الإنجازات القارية للأندية، (باستثناء الترجي الذي يحارب وحيدًا)، ومشاكل قطاع التحكيم، وغيرها من مكامن الخور، التي تمنّي الجماهير التونسية النفس معالجتها بشكل عاجل استعدادًا لما هو قادم من استحقاقات، والتي سيكون أقربها سباق التأهل إلى مونديال 2026.

شارك: