هل من إصلاح لكرة القدم التونسية؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-08-03 13:07
من مباراة فريقي الترجي والصفاقسي التونسيين في البطولة العربية للأندية 2023 (Twitter/UAFAAC)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

الخروج المبكر للفرق التونسية الثلاثة، الترجي الرياضي التونسي والنادي الرياضي الصفاقسي والاتحاد الرياضي المنستيري، من دور المجموعات لبطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال 2023 المقامة حاليًا في السعودية لم يفاجئ أحدًا في الشارع الرياضي التونسي؛ لأنه جاء مؤكدًا لكل التوقعات نظرًا لما وصل إليه واقع كرة القدم التونسية من ترد وتقهقر لم يعرف له مثيل منذ عقود عدة.

فشل يتعدى هذه الأندية الثلاثة ليشمل جميع فرق نخبة البطولة المحترفة وبطولات الهواة التونسية، بل وليبرهن على الإخفاق الذريع للهياكل الرسمية المشرفة والمسؤولة على تسيير شؤون كرة القدم في البلاد.

صراعات وخلافات ومناكفات بالجملة بين اتحاد الكرة ووزارة الرياضة والأندية فاقمت المشاكل المستفحلة التي تتخبط فيها الكرة التونسية متسببةً في تعميق هوة تراجع كرة القدم التونسية ومستواها.

والحديث عن أسباب هذا التراجع يطول ويمكن اختزاله في عدة نقاط أبرزها:

* اعتماد الاتحاد التونسي لكرة القدم مجددًا على نظام بطولة الدوري الممتاز بمجموعتين ومنح نقاط حوافز تليها مرحلة التتويج "البلاي أوف" لتحديد بطل الموسم، ونظام "البلاي آوت" لتحديد الأندية التي ستنزل إلى دوري الدرجة الثانية، وهو نظام لاقى انتقادات كثيرة لما أسفر عن خيبات ومساوئ كثيرة عانت منها بطولة الموسم الماضي.

* تخلي الدولة ممثلةً أساسًا في وزارة الرياضة عن وضع خطط وإستراتيجيات بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية بشؤون كرة القدم، للنهوض بمستوى الكرة في البلاد. كما بات عليها الاهتمام بإصلاح البنى التحتية المتردية والعمل سريعًا على تشييد ملاعب جديدة.

* أزمة مالية خانقة تكبل جميع الأندية بلا استثناء تزيد من حدتها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها تونس والصعوبات والعراقيل التي لا تشجع على الاستثمار في مجال كرة القدم.

* نظام الاحتراف الهجين. فواقع كرة القدم التونسية لم يتجاوز نطاق مرحلة الهواية ولا هو دخل عالم الاحتراف الحقيقي.

* معضلة التحكيم وفشل المشرفين عليه في التأسيس لمنظومة محايدة في ظل الانتقادات الكثيرة الموجهة إليها واتهامها بالمحاباة وعدم النزاهة وعدم العدالة. 

* تفشي ظاهرة العنف والفوضى داخل الملاعب والفشل الذريع في معالجة الأسباب وهي كثيرة ومتشعبة.

متاعب كرة القدم التونسية كثيرة وعميقة تتطلب جهودًا كبيرةً ومتظافرةً، بعيدًا عن الحسابات السياسية والنفعية الضيقة، لعلاجها وتجاوزها وصولًا إلى النهوض بهذا القطاع ليلتحق بمصاف الكرة الأفريقية والعربية التي حققت في السنوات الأخيرة قفزةً نوعيةً باهرةً، وليتخطى التقهقر المريع الذي عرفته الكرة في تونس والذي أكده التصنيف الأخير الذي أعده الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء عن ترتيب الفرق العالمية في الفترة من أول مايو/ أيار 2022 إلى 30 أبريل/ نيسان 2023، حيث حل الترجي في المركز 125 عالميًا وحل الاتحاد الرياضي المنستيري في المركز 209 عالميًا من بين 300 فريق من مختلف القارات والاتحادات الكروية في العالم.

عزاء الكرة التونسية، نسبيًا، يظل قائمًا حاليًا في أداء المنتخب الذي يعتمد على عدة لاعبين تكوَّنوا ولعبوا في فرق أجنبية وخاصةً الأوروبية منها.

شارك: