هل حان الوقت كي يتخلى تشافي عن أسلوب برشلونة؟

تاريخ النشر:
2022-10-18 13:27
-
آخر تعديل:
2022-10-19 10:37
تشافي هيرنانديز المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني كان عاجزاً عن تحقيق الفوز مؤخرًا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وجد برشلونة نفسه بعد أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق الموسم الحالي في حالة يرثى لها، بداية من الابتعاد عن سباق التأهل إلى دور الستة عشر من مسابقة دوري أبطال أوروبا، ثم التراجع خطوة في سباق المنافسة على الليغا الإسبانية، عقب خسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد 1-3 في ملعب "سانتياغو بيرنابيو".

وما زاد من الضغوط أن الإصابات التي ضربت الخط الخلفي للفريق دمرت الأسلوب الذي حاول تشافي تطبيقه منذ بداية الموسم، ووجد المدير الفني نفسه بنفس الخط الذي كان يلعب به في الموسم الماضي والمكون من سيرجي روبيرتو وجيرارد بيكيه وإريك غارسيا وجوردي ألبا و أليخاندرو بالدي، فهل كان المدرب الملقب بزرقاء اليمامة، نظرا لقدرته على رؤية الجانب المظلم من الملعب، بحاجة إلى التراجع عن أفكاره الهجومية؟

الانحياز للأسلوب

طالما أكد الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني لنادي برشلونة، على أنه جاء ليواصل أسلوب النادي في الهجوم والسيطرة على وسط الملعب والاستحواذ والضغط على المنافس، لكن هل كان مدرب البلوغرانا يملك الأدوات اللازمة لتطبيق ذلك؟

يحتاج برشلونة إلى دفاع يمكنه الارتداد سريعا من أجل إيقاف الهجمات التي يشنها المنافس إذا ما انقطعت الكرة، ولكن في غياب أهم ثلاثة مدافعين في الفريق، وهم رونالد أراوخو وجول كوندي وأندرياس كريستنسن، هل كان تشافي بحاجة إلى تعديل أسلوبه كي يكبح  الإفراط في الهجوم ويلتزم بالدفاع؟

إن أغلب الأهداف التي تلقاها مرمى الألماني مارك أندريه تير شتيغن جاءت من هجمات مرتدة فشل الدفاع في إيقافها، فكان الحارس يجد نفسه في مواجهة أمام هجوم المنافس ومرماه مفتوح، فمرة يوقف الانفراد، ومرات أخرى يفشل.

واعترف تشافي، في وقت سابق، بأن لديه مرونة في تغيير التكتيك والخطة والأسلوب، وأن ذلك من سوء حظ المنافسين، لكنه واصل تطبيق أسلوبه وخط دفاعه به نقص في الصفوف.

نصف الكوب الفارغ

يعتمد ريال مدريد على أسلوب لعب يفهمه عدد كبير من المنافسين، دون أن يستطيعوا التعامل معه بسهولة، لاسيما أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لديه قناعة كبيرة بذلك الأسلوب، ورغم الانتقادات التي يتعرض لها الريال، لكن مع تحقيق البطولات عادة ما تخفت حدة الأصوات المعارضة لأسلوبه.

وعادة لا يستقبل ريال مدريد أكثر من هدف واحد في المباراة الواحدة، بسبب قدرته الدفاعية، وهو ما يمنحه فرصة العودة لأجواء المباراة إذا ما تعادل.

لكن الأمر مختلف أمام تشافي، الذي يحاول السيطرة على الكرة ويضغط بكل خطوطه دون أن يملك سرعات كبيرة يمكنها إيقاف الهجمات المرتدة، وهو ما دفع المدرب للتفكير في تدعيم الخط الخلفي بصفقات في الشتاء، مما يؤكد أنه يسعى باستمرار نحو رؤية نصف الكوب الفارغ، وكيف كانت الغيابات سببا في الابتعاد عن طريق البطولات.

واستقبل برشلونة بسبب الأسلوب الضاغط على المنافس ثلاثة أهداف أمام إنتر ميلان في "كامب نو" في الجولة الرابعة من مباريات دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا، بسبب الهجمات المرتدة والأخطاء الدفاعية، ونفس الأمر تكرر أمام ريال مدريد في الكلاسيكو.

وكان بإمكان تشافي أن يعتمد على الأسلوب الدفاعي في محاولة لتقليل الضغط على خط الدفاع الذي لا يعيش أفضل لحظاته بسبب الغيابات المؤثرة، لكنه أصر على انتهاج الأفكار الهجومية، وعلى سبيل المثال، فقد سجل الفريق ثلاثة أهداف أمام إنتر ميلان، ولكنه تلقى مثلها.

النقش على الحجر

يدرك تشافي أنه من الصعب السير ضد التيار، لأن أسلوب برشلونة الهجومي يتعلمه اللاعب منذ الصغر في أكاديمية "لا مسيا"، ويصعب معه أن يتغير كل هذا بين يوم وليلة، وحين حاول أي مدرب مثل إرنستو فالفيردي أو رونالد كومان الابتعاد عن خطة "4-3-3"، تعرض لانتقادات لاذعة دفعته للعودة إلى الاستعانة بالتراث الكروي الكتالوني، الذي وضعه الهولندي الراحل يوهان كرويف.

وإذا كان الناشئ يتعلم الكثير هجوميا، فإنه من الصعب عليه طلب العودة إلى الدفاع وتنفيذ أسلوب مختلف عن ما تعلمه، ولكن إذا كان الأمركذلك فإنه يحتاج لبعض الوقت كي يخرج بنتيجة مناسبة؟

حاول تشافي التخفيف من الضغوط التي تعرض لها في الفترة الأخيرة؛ فقبل الكلاسيكو اعترف بأن المشروع في بدايته، ولا يمكن هدمه بعد مرور بعض الوقت، لكن الأصوات الغاضبة دفعت البعض للمطالبة برحيله.

ورغم ثقة خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، في تشافي، فإن استمرار تراجع النتائج قد يعني أن المدرب الكتالوني سيكون الضحية المقبلة، لاسيما أن النادي رهن الكثير من الأصول للتخلص من الديون، و أجرى تعاقدات صيفية كلفته الكثير من المال.
 

أرقام تشافي مع برشلونة
شارك: