هل تصرف منتخب مصر بطريقة صحيحة في أزمة مباراة بوتسوانا ضمن تصفيات أفريقيا؟
شهدت الساعات الأخيرة حالة من الجدل بخصوص موعد مباراة منتخب مصر أمام بوتسوانا، ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم "المغرب 2025"؛ حيث كان مُقررًا أن تنطلق المواجهة في تمام الساعة الرابعة من مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت القاهرة، قبل أن يقرر الاتحاد الأفريقي للعبة "كاف" تأجيل موعد انطلاق اللقاء.
وصدر قرار الكاف بتأجيل موعد المباراة 5 ساعات كاملة، لتنطلق في تمام الساعة التاسعة مساءً، الأمر الذي رفضه المنتخب المصري بصورة مُطلقة، ومن خلال مفاوضات بين الجهات المعنية، تم الاستقرار على إقامة المواجهة ابتداءً من الساعة السابعة.
وجاءت فكرة التأجيل من الأساس، بعد تأخر وصول منتخب بوتسوانا إلى بلاده، عقب خوضه مباراة خارج قواعده أمام موريتانيا، لحساب الجولة الأولى من التصفيات.
في هذا التقرير، يطرح "winwin" تساؤلًا عن صواب ما قام به منتخب مصر لكرة القدم، وتحديدًا فيما يخص الرفض المُطلق لقرار الكاف الأول، قبل الموافقة على القرار الثاني.
حق مكفول
يبقى من حق الاتحاد المصري الاعتراض على قرار تأجيل إقامة المباراة لـ5 ساعات كاملة، وفق ما يراه في صالح فريقه القومي، وهو ما حدث بالفعل. وهنا، يُحسَب للاتحاد الأفريقي أنه تراجع عن قراره الأول، ليتخذ قرارًا آخر بتأجيل موعد انطلاق المباراة 3 ساعات فقط، لتُقام ابتداءً من السابعة مساء.
ويبدو أن اللعب في التاسعة أو السابعة مساءً مفيدًا أكثر لمنتخب مصر، وهي نقطة أشار إليها مدرب الفريق حسام حسن، حسب ما أفاد به عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري ورئيس بعثة "الفراعنة" ببوتسوانا، يحيى الكومي.
مع ذلك، يجب التنويه بأن حسام حسن جهز فريقه لخوض مباراة تُقام تحت أشعة الشمس، وأن ميزة إجراء "أبناء النيل" لتدريبهم الأخير في توقيت اللقاء نفسه، لم تعد موجودة.
منتخب مصر.. لماذا التعنت؟
ظهر واضحًا خلال الأزمة، أن منتخب مصر "متعنت" فيما يخص الموافقة على تأجيل موعد انطلاق المباراة 5 ساعات.
وفي واقع الأمر، لم يقم الفريق المصري بذلك، إلا إدراكًا منه لأهمية الحفاظ على لاعبيه، خاصةً ممن تنتظرهم استحقاقات قارية مع أنديتهم المحلية.
تشير روزنامة بطولات الكاف للأندية، أن الأهلي وبيراميدز والزمالك والمصري البورسعيدي سيخوضون مباريات في مسابقتَي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي "كونفيدرالية"، خارج الحدود المصرية، يومَي 14 و15 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وعن ذلك تحديدًا، قال يحيى الكومي إن الموافقة على إقامة مباراة بوتسوانا في التاسعة مساءً، كانت تعني أن لاعبي بيراميدز سيعودون إلى القاهرة، قبل موعد إقلاع طائرة ناديهم المتجهة إلى رواندا بنصف ساعة فقط.
السبت والأحد
هناك مثل مصري شهير، يقول إن المرء يحتاج لتقديم شيء ما يوم السبت، كي يحصل على المكافأة يوم الأحد، وهذا ما قام به منتخب مصر بالفعل في أزمة مباراة بوتسوانا.
لقد أبدى الفريق المصري مرونة في تأجيل المباراة، شريطة ألا يتسبب له ذلك بضرر كبير، فتمت الموافقة على انطلاق المواجهة في السابعة مساءً.
ومن المُقرر أن تتكرر المواجهة بين مصر وبوتسوانا في الجولة السادسة (الأخيرة) من التصفيات، على الأراضي المصرية، ومَن يعلم، قد يصبح "أبناء النيل" حينها في حاجة إلى موافقة الجانب البوتسواني على تغيير شيء ما مُقرر، أي في حاجة إلى مكافأة يوم الأحد.