هل انكشف أمره؟ لماذا خيب بيلينغهام الآمال في ديربي مدريد؟
دخل فريق المدرب كارلو أنشيلوتي ديربي مدريد، يوم الأحد، أمام أتلتيكو مدريد مفعمًا بالثقة، بعد فوزه في جميع المباريات الست التي لعبها في جميع المسابقات حتى الآن هذا الموسم. لكن الريال مني بهزيمة قاسية بثلاثة أهداف مقابل هدف، جاءت جميعها من ضربات رأس.
قبل الديربي كان الإنجليزي جود بيلينغهام، نجم الريال، قد ملأ السمع والأبصار في إسبانيا، حيث سيطر كبطل قصة ريال مدريد.
الإحصائيات تحكي بالتأكيد القصة؛ إذ سجل ستة أهداف وصنع واحدًا في ست مباريات في جميع المسابقات منذ انضمامه من بوروسيا دورتموند، وبالتالي فقد أسهم في 7 من أهداف ريال مدريد الـ11 هذا الموسم.
لكن عقب الأداء المخيب للريال والهزيمة المذلة أمام رجال دييغو سيميوني، بدأ الشك يسيطر على نفوس المتابعين، وتساءلوا، هل تم تضخيم اللاعب بسرعة فانكشف أمام أصعب خصم واجهه ريال مدريد؟
لكن هناك أسباب جعلت بيلينغهام يظهر بهذا الأداء، وأهمها هو المدرب كارلو أنشيلوتي الذي قام بتغيير مركزه دون مبرر في المباراة.
في المباريات الأخيرة التي تألق فيها بيلينغهام كان يلعب خلف الثنائي الهجومي في طريقة 4-1-2-1-2، لكن أنشيلوتي اعتمد على اللاعب الدولي الإنجليزي أمام أتلتيكو مدريد في مركز المهاجم، وهو ما أثر سلبيًا في مستواه بعكس المباريات السابقة.
من الناحية النظرية، فإن الفريق الذي يمتلك جناحين ممتازين ولا يوجد به أي قلب هجوم سيواجه صعوبة في اختراق الدفاعات المتأخرة في الدوري الإسباني. علمًا أن كريم بنزيما هو من ساعد في إخراج أفضل ما لدى فينيسيوس خلال الموسمين الماضيين.
وبهذا المعنى، فإن لعب بيلينغهام في خط الهجوم يبدو غير مناسب تمامًا. فقيمة اللاعب تكون على الكرة في وسط الملعب قدر الإمكان.. لا ترميه في أحضان مدافعي الخصم خاصة مثل مدافعي أتلتيكو مدريد الذين يدافعون بعرض الملعب بـ5 لاعبين.
لعب بيلينغهام دور "المهاجم الوهمي" في معظم فترات الموسم حتى الآن، وهو اللاعب الذي لا يمكنه إضافة اللمسة النهائية فحسب، بل يمكنه أيضًا القيام بالنواحي الإبداعية التي تؤدي إلى ذلك.
على الرغم من موهبته، لا يستطيع بيلينغهام القيام بكل شيء بمفرده، وسوف ينخفض مستواه حتمًا.
دعكم من تغيير مركز اللاعب، فيمكن أن يكون هذا على الورق، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته تكشف سلبية غير منطقية على الإطلاق؛ إذ كشفت الخرائط الحرارية للثنائي الهجومي رودريغو وبيلينغهام وجودهما في نفس المنطقة تقريبًا على اليسار.
ظل النجم الإنجليزي عالقًا على اليسار في نفس أماكن تحركات زميله البرازيلي، واتضح أن المركز غير مناسب للاعب، قبل أن يتم منحه المزيد من الحرية في الشوط الثاني، لكن في الأخير لم يؤثر ذلك أبدًا في المباراة ولم يسدد على مرمى الأتليتي.
اللاعب نفسه شعر بخيبة الأمل وانزعج من ضيق المساحات ومن دور غير مناسب له، وهذا واضح خلال تدخله القوي على أحد لاعبي الأتليتي وهو ما تسبب في حصوله على بطاقة صفراء، وهذا التدخل يُؤكد أن ما قدمه في المباراة "خيبة أمل تامة!".