هل انتهت حقبة ليفربول الذهبية؟
تميّزت حقبة المدرب الألماني يورغن كلوب (55 عامًا) مع ليفربول الإنجليزي، التي بدأت عام 2015 ومستمرة إلى 2023 الحالي، بقوة خط الوسط المكون من 3 لاعبين، وقدرته على إحداث الفارق عبر الضغط المكثّف والركض المستمر، تطبيقًا لفلسفة "الغانغ بريسنغ".
لعب ثلاثي الوسط، فابينيو وجوردان هندرسون وجورجينيو فاينالدوم، الدور الأبرز في خط وسط "الريدز" بالسنوات الماضية، ومع رحيل الأخير إلى باريس سان جيرمان وعصف الإصابات بفابينيو وهندرسون بالموسم الحالي، اختلف المشهد الفنّي في الفريق.
وعن المشكلات التي تواجه ليفربول حاليًا، تحدَّث المدرب كلوب أولًا عن "خط الوسط"، وأقر بأن فريقه يعاني في منتصف الملعب بكل وضوح للجميع، بيد أنه أشار إلى أن ليفربول بصدد مشكلات أخرى في خطوط أخرى، مثل خط الهجوم المتراجع.
في الحقيقة ليست مستويات محمد صلاح وحدها من انحدرت، فقد تراجعت أيضًا مستويات خط الدفاع وهناك علامات استفهام على الهولندي فيرجيل فان دايك.. ما يحدث في ليفربول أن المدرب كلوب فقد النسق الفنّي العالي لنجومه، وفقد خدمات آخرين للإصابة.
التاريخ | المسابقة | المباراة | الملعب |
2 يناير | الدوري الإنجليزي الممتاز (الجولة الـ19) | ليفربول 1-3 برينتفورد | برينتفورد كومينتي |
7 يناير | كأس الاتحاد الإنجليزي (الدور الثالث) | ليفربول 2-2 وولفرهامبتون | أنفيلد |
14 يناير | الدوري الإنجليزي الممتاز (الجولة الـ20) | ليفربول 0-3 برايتون | أميكس ستاديوم |
17 يناير | كأس الاتحاد الإنجليزي (إعادة الدور الثالث) | ليفربول 1-0 وولفرهامبتون | مولينو ستاديوم |
21 يناير | الدوري الإنجليزي الممتاز (الجولة الـ21) | ليفربول 0-0 تشيلسي | أنفيلد |
هجوم بلا أنياب
رحل عن ليفربول السنغالي ساديو ماني أحد أهم القطع في تشكيلة الفريق وتقمّص ألوان بايرن ميونيخ الألماني، في حين أبدت الصفقة الجديدة مع الأوروغوياني داروين نونيز مستويات هزيلة. وعصفت الإصابات بالثنائي المميز الكولومبي لويس دياز والبرتغالي دييغو جوتا.
المصري محمد صلاح، (31 عامًا) هدّاف الفريق، لم يسجّل سوى 7 أهداف في الدوري الإنجليزي بعد 21 جولة بالموسم الحالي، في حين أنه سجّل 16 هدفًا بعد مرور نفس الفترة بالموسم الماضي. ما يشير إلى تراجع مستويات اللاعب.
خط وسط متذبذب
في مباراة تشيلسي السبت الماضي بالدوري الإنجليزي، بدأ كلوب في خط الوسط بالثلاثي نابي كيتا وتياغو ألكانتارا والناشئ ستيفان بايستيتش، وهو نفس الثلاثي الذي لعب مباراة وولفرهامبتون قبلها بأيام في كأس الاتحاد الإنجليزي. هذا إن دل على شيء فيدل على فقر تشكيلة ليفربول، فكيتا فاقد لمستواه بالكليّة، في حين أن بايستيتش لا يزال في طور النمو ولا يعرف أبجديات المسابقة الإنجليزية.
أصر كلوب في العديد من المناسبات على أنه "ليس مخلصًا" لجنوده القدامى، وأن من يلعب جيدًا سيحصل على مركز أساسي، وقد رأينا فابينيو الملقّب بـ"دايس" نسبة إلى المكنسة الكهربائية الشهيرة في البرازيل، يجلس احتياطيًا أمام مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي.
هل انتهت حقبة ليفربول الذهبية؟
ربما يُسدل الستار على الحقبة الذهبية لليفربول حال أنهى الفريق الموسم الحالي 2022-23 من الدوري الإنجليزي في ترتيب خارج المراكز الأوروبية، فهذا من شأنه أن يدر خسائر مالية على النادي أولًا، ثم سيحرمه من بنود استثنائية في العقود المبرمة مع الرعاة، وما إلى ذلك من مشكلات أخرى مرتبطة بالأرباح المالية والأمور التسويقية للنادي.
مرّ 30 عامًا قبل أن يفوز ليفربول بالدوري الإنجليزي، عندما جلب المدرب كلوب اللقب عام 2020 إلى خزائن ملعب "أنفيلد"، في حين آخر مرة عانق خلالها الفريق اللقب كان في 1991.. ما قد ينذر بفترة عجاف أخرى قادمة وانتهاء الحقبة الذهبية الحالية لليفربول.
هيكل إداري مترنح
من الواضح أن المجموعة الأمريكية المالكة لليفربول "FSG"، برئاسة جون هنري، لم تخطط جيدًا في المرحلة الأخيرة في سوق الانتقالات، والدليل أنها جلبت صفقات لم تحدث أي فوارق مثل نونيز والهولندي كودي جاكبو.
كما اضطربت الأجواء داخل النادي إثر تغييرات هيكلية. فرحل طبيب الفريق الموثوق جيم موكسون في بداية الموسم، وتشير تقارير إلى أن المدير الرياضي المُعيّن حديثًا جوليان وارد سيترك منصبه خلال الأسابيع المقبلة بعد صدامات مع مجلس إدارة النادي.
عقدة الموسم السابع
لم يدم كلوب مع فريق أكثر من 7 مواسم، فقد كانت إقالته حاضرة في الموسم السابع دائمًا وحدث ذلك مع ماينز الألماني الذي دربه بين 2001 و2008 قبل أن تفلت الأمور من يده ويهبط النادي إلى الدرجة الثانية، ما عجّل برحيل المدرب.
ومع بوروسيا دورتموند لم يستمر كلوب لأكثر من 7 مواسم أيضًا، فقد أنهى النادي الموسم الأخير مع كلوب في أدنى مركز بتاريخ مشاركاته في القرن الجديد. ورحل كلوب إلى ليفربول عام 2015 بعد أن أمضى 7 مواسم متتالية مع "أسود الفيستيفال".
الآن، يمضي كلوب موسمه الثامن مع ليفربول كاسرًا قاعدة المواسم السبعة، فهل يكمل التاسع؟