هل أصبحت كأس أمم أفريقيا أقوى بمشاركة 24 منتخبًا؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-04 11:16
أرشيفية- من تتويج منتخب الجزائر بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 (facebook/TheAFCON)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

 كانت نسخة "مصر 2019" فارقة في تاريخ نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم؛ إذ باتت أول نسخة من البطولة تُقام بمشاركة 24 منتخبًا.

كان ذلك يعني أن 50% تقريبًا من منتخبات أفريقيا ستشارك في البطولة، وقد أثارت هذه الفكرة مخاوف الكثير من المحللين والنقاد بالقارة السمراء، لا سيما أن زيادة عدد المنتخبات قد يؤدي إلى إضعاف مستوى البطولة بصورة واضحة، خاصةً في دور المجموعات.

لكن جانبًا كبيرًا من الآراء تجاهل أن حماس المنتخبات الصغيرة، ممن حصلت على فرصة المشاركة بفضل رفع العدد من 16 إلى 24 منتخبًا، سيضفي أجواءً مختلفة في بطولة كأس أمم أفريقيا، ومن الممكن أن يتسبب في زيادة أهميتها.

وبالفعل، انطلقت البطولة على أرض مصر، وبدا جليًا للجميع أنهم أمام نسخة استثنائية حقًا في تاريخ بطولة كأس أمم أفريقيا، التي انطلقت للمرة الأولى عام 1957.

تنافس محتدم في دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا

تمكنت 3 منتخبات فقط من تصدر مجموعاتها بالعلامة الكاملة، وهي منتخبات مصر والجزائر والمغرب، فيما بدا التنافس أكثر قوة في المجموعات الثلاثة الأخرى على انتزاع المركز الأول.

وبنظرة سريعة إلى الترتيب النهائي لمجموعات كأس أمم أفريقيا، سنجد أن منتخبًا صاعدًا مثل مدغشقر تصدر على حساب نيجيريا في المجموعة الثانية، كما تصدرت مالي المجموعة الخامسة، على حساب تونس، التي اكتفت بحصد 3 نقاط من 3 تعادلات.

وفي المجموعة السادسة، تساوى منتخبا غانا والكاميرون في الصدارة، برصيد 5 نقاط لكل منهما، بفارق نقطتين فقط عن بنين الثالثة.

وإجمالًا، كان الصراع مفتوحًا بين جميع المنتخبات تقريبًا حتى نهاية الجولة الأخيرة، خاصةً أن لوائح البطولة باتت تنص على تأهل أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الستة، بالإضافة إلى بطل ووصيف كل مجموعة، إلى ثمن النهائي.

المزيد من المواجهات الإقصائية

تتعلق النسبة الكبرى من مشجعي كرة القدم في العالم بالمواجهات الإقصائية التي تُقام بنظام المباراة الواحدة، ففي هذا النظام لا توجد فرصة للتعويض، ما يوفر مساحة أكبر للإثارة والتشويق وحدوث المفاجآت.

وتبين ذلك في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 التي شهدت زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى الأدوار الإقصائية من 8 منتخبات فقط إلى 16 منتخبًا، وهو ما أدى تلقائيًا إلى خوض المزيد من المواجهات الإقصائية في البطولة.

وبالتأكيد، كانت المنتخبات الأقل تاريخًا وقوة تتحلى بقدر أكبر من الحماس بعد تأهلها إلى ثمن النهائي، مع تخلصها من كل الضغوط الممكنة، وربما يفسر ذلك سر إقصاء منتخبات مثل جنوب أفريقيا وبنين ومدغشقر لمنتخبات مصر والمغرب والكونغو الديمقراطية على الترتيب من دور الـ16.

التأكيد في الكاميرون 2021

كانت نسخة مصر 2019 الأولى التي تُقام بمشاركة 24 منتخبًا، ما يعني أنها كانت نسخة تجريبية من وجهة نظر بعض المتابعين، وقد بدت الحاجة كبيرة إلى رؤية ما ستسفر عنه نهائيات 2021 بالكاميرون، قبل إصدار ما يمكن وصفه بـ"الحُكم النهائي".

وفي واقع الأمر، كان الحُكم إيجابيًا، إذ بالرغم من وجود صعوبات تنظيمية بنهائيات الكاميرون، فإن مستوى البطولة نفسه كان مرتفعًا، بكثير من المفاجآت والمباريات القوية، بدايةً من دور المجموعات، وحتى المباراة النهائية بين مصر والسنغال.

وبناء على ما سبق، يمكن القول إن الفكرة نجحت نظرًا لاحتفاظ نهائيات كأس أمم أفريقيا بقوتها رغم زيادة عدد المنتخبات، على غرار ما حدث في نهائيات كأس أمم أوروبا بدايةً من نسخة فرنسا 2016، ونهائيات كأس آسيا بدايةً من نسخة الإمارات 2019.

شارك: